الجيش المغربي يعزز التكامل الدفاعي بمنطقة عسكرية على الحدود مع الجزائر

0
199

استحدث المغرب منطقة عسكرية في شرق البلاد على غرار تلك التي في جنوبها وهي المرة الأولى التي يتوجه فيها شرقا لإنشاء منطقة متكاملة على الحدود مع الجزائر في خطوة تأتي في خضم توترات بين البلدين الجارين وأيضا ضمن جهود الرباط لتعميم النظام الدفاعي وتكامله ليمتد على كافة حدود المملكة.

جاء ذلك بحسب نسخة فبراير/ شباط الجاري، من مجلة “القوات المسلحة الملكية” التي يصدرها الجيش المغربي بشكل شهري.

وستساهم المنطقة العسكرية المستحدثة في شرق المملكة في الحدّ من الجريمة العابرة للحدود ومكافحة الهجرة السرية والتهريب وكذلك تعزيز القدرات الدفاعية وضمان سلامة وأمن البلاد.

وقالت مجلة القوات المسلحة الملكية في عددها الأخير، إن المفتش العام للقوات المسلحة الملكية الجنرال بلخير الفاروق ترأس مطلع يناير/كانون الثاني في مدينة الرشيدية (شرق)، حفل تنصيب قيادة المنطقة العسكرية الشرقية بتعليمات من صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله وعيّن على رأس هذه المنطقة الجنرال محمد مقداد وهو من الكفاءات العسكرية التي خبرت التعامل لسنوات طويلة مع التحديات الأمنية في المناطق الحدودية وهو أيضا من القيادات العسكرية التي تولت إدارة مهام معقدة في الصحراء المغربية.

بأمر ملكي تنصيب الجنرال محمد مقداد قائدا على المنطقة الشرقية

وأوضحت المجلة أن إحداث المنطقة الجديدة يهدف إلى “ضمان انسجام القيادة والتحكم والدعم للوحدات لتحقيق قدر أكبر من المرونة وحرية الحركة الضروريتين لإنجاز مختلف المهام”الموكولة إليها. وكانت القوات المسلحة المغربية حتى الآن منظمة وفق منطقتين شمالية وجنوبية.

وتضم المنطقة الشرقية ثلاثة قطاعات عملياتية هي قطاع صاغرو وقطاع تافيلالت وقطاع الشرق، ليمتد عملها من الرشيدية إلى وجدة.

واعتبر موقع ‘هسبريس’ الإلكتروني المحلّي أنّ إحداث المنطقة الجديدة يأتي “لمواجهة استفزازات العسكر الجزائري”، بينما رأت صحيفة الأحداث المغربية أنّ الخطوة تهدف “إلى الحدّ من الجريمة العابرة للحدود وتعزيز قدرات الدفاع عن حوزة وسلامة أرض الوطن”.

وكانت ضواحي مدينة فكيك (شرق) شهدت توترا في مارس/اذار 2021 عندما طردت السلطات الجزائرية مزارعين مغاربة يتحدّرون من هذه المنطقة من بساتين نخيل كانوا يستغلّونها.




لكنّ الحادث لم يؤدّ في حينه إلى تداعيات على علاقات الجارين المتوترة منذ عقود بسبب دعم الجزائر وتمويلها وتسليحها لجبهة البوليساريو الانفصالية وتوفيرها غطاء سياسيا للانفصاليين في الخارج ضمن النزاع القائم في الصحراء المغربية.

وتدهورت العلاقات الثنائية عندما أعلنت الجزائر في أغسطس/اب قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، متّهمة المملكة بارتكاب “أعمال عدائية” ضدّها. وردّت الرباط معربة عن أسفها لهذا القرار ورفضها “مبرراته الزائفة”.

كما اتهمت الرئاسة الجزائرية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي المغرب بقصف شاحنتين جزائريتين وقتل ثلاثة من مواطنيها في الصحراء المغربية التي يدور حولها منذ عقود نزاع بين الرباط من جهة وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر من جهة ثانية.

ويقترح المغرب الذي استرجع  من الاحتلال الاسباني ما يقرب من 80 بالمئة من صحرائه الشاسعة، منحها حكما ذاتيا تحت سيادته. أما جبهة بوليساريو فتطالب بإجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة، كان تقرّر عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين في العام 1991.

وتدعو الأمم المتحدة كلا من المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا إلى استئناف المفاوضات “بدون شروط مسبقة وبحسن نية” للتوصل إلى “حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين”.

وتواصل الدبلوماسية المغربية بهدوء وبعيدا عن الضجيج الإعلامي الجهود السلمية لإنهاء النزاع، مشددة على أن وحدة المملكة واستقرارها وسلامة ترابها من الثوابت الوطنية غير القابلة للتفاوض أو المساومة.

من هو الجنرال محمد مقداد القائد الجديد للمنطقة الشرقية؟

كان الجنرال محمد مقداد قبل تعيين على رأس قيادة المنطقة الشرقية المستحدثة، يتولى قيادة قطاع واد درعة وهو من القيادات العسكرية المشهود لها بالكفاءة والانضباط وعمل خلال مسيرته في القوات المسلحة الملكية في المنطقة الجنوبية، بحسب تقرير نشره موقع ‘هسبريس’ اليوم الاثنين.

وبحسب المصدر ذاته فإن الجنرال مقداد من مواليد إقليم الجديدة وقد التحق منذ ثمانينات القرن الماضي بالصحراء المغربية قادما إليه من الأكاديمية العسكرية بمكناس لينضم لقيادة المنطقة الجنوبية وكانت البداية في القطاع الثاني للساقية الحمراء.

واشار التقرير نقلا عن مصادر مطلعة إلى أن الجنرال مقداد قضى فترة قصيرة في القطاع الثالث لواد الذهب ثم أصبح قائدا للقطاع الأول درعة. وتعرض لحادث حين كان يشغل مهاما في الصحراء المغربية حين انفجر لغم أرضي في عربة كان على متنها وأصيب كذلك في حروب الصحراء. 

وأشار الموقع ان الجيش المغربي يستعد لتولي مهام مدنية وعسكرية في المنطقة العسكرية الشرقية الجديدة، وهي “محاربة الجريمة العابرة للحدود والتهريب والهجرة غير الشرعية وعلى وجه الخصوص، تعزيز القدرات للدفاع عن وحدة الأراضي المغربية”.

وبعد أشهر من التوترات المتصاعدة، قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما وصفته بـ “الأعمال العدائية”، وهو اتهام نفته الرباط.

وهناك خلاف بين الرباط والجزائر بشأن الصحراء المغربية المسترجعة من المحتل الاسباني، وكذلك اتفاق إعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل في أواخر عام 2020، بينما ينظر المغرب إلى المستعمرة الإسبانية السابقة جزءاً من أراضيه.