الجزائر تغلق مجالها امام الطائرات العسكرية الفرنسية ..ماذا يعني الإغلاق أمام سلاح الجو الفرنسي فقط ؟ !!

0
393

حظرت الجزائر الاحد، تحليق الطائرات العسكرية الفرنسية فوق أراضيها، علما أنها تستخدم عادة مجالها الجوي لدخول ومغادرة منطقة الساحل حيث تنتشر قواتها في إطار عملية برخان.

وقال المتحدث باسم قيادة أركان الجيش الفرنسي، الكولونيل باسكال إياني “لدى تقديم مخططات لرحلتي طائرتين هذا الصباح، علمنا أن الجزائريين سيغلقون المجال الجوي فوق أراضيهم أمام الطائرات العسكرية الفرنسية”، مؤكدا أن ذلك “لن يؤثر على العمليات أو المهام الاستخباراتية” التي تقوم بها فرنسا في منطقة الساحل.

لكنه أكد أن ذلك “لن يؤثر على العمليات أو المهام الاستخباراتية” التي تقوم بها فرنسا في منطقة الساحل.

وتتجه العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى المزيد من التوتر والتصعيد وسط أجواء مشحونة بين البلدين بعد قرار فرنسا تقليص عدد التأشيرات لدول المغرب العربي من جهة وتصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي امانويل ماكرون أُعتبرت مسيئة للجزائر.

وقالت المصادر الجزائرية إن الرئيس عبد المجيد تبون قرر إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام جميع الطائرات العسكرية الفرنسية المتجهة إلى منطقة الساحل في إطار عملية “برخان”. مشيرة إلى أن ذلك العبور كان “امتيازاً ممنوحاً لفرنسا منذ فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وظل ساري المفعول لمدة 4 سنوات”.

وأكَّدت أن ذلك “سيؤثر بشدة على العمليات العسكرية الفرنسية ويصحح خطأ استراتيجيا للرئيس السابق، وسيؤدي إلى تباطؤ التعاون العسكري الفرنسي الجزائري في الأسابيع القليلة المقبلة”.

ومن شأن هذه الخطوة ان ترفع منسوب التوتر بين فرنسا والجزائر، التي استدعت السبت سفيرها لدى باريس مؤكدة رفضها “أي تدخل في شؤونها الداخلية” وموضحة أن الخطوة جاءت على خلفية تصريحات “لا مسؤولة” نسبتها مصادر عدة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولم يتم نفيها.

وتداولت الكثير من الصفحات الجزائرية صوراً عبر تطبيق “FlightRadar24” لطائرتين عسكريّتين فرنسيتين تعودان أدراجهما بعد انطلاق الأولى من التراب الفرنسي والثانية من التشاد. ورصدت هذه الصفحات كذلك مساراً محتملاً لتلك الطائرات عبر الأجواء المغربية.

https://twitter.com/AlgerianAircra1/status/1444635336043290624

ونشرت وسائل الإعلام الجزائرية تصريحات نُسبت إلى ماكرون في صحيفة لوموند الفرنسية السبت جاءت خلال اجتماع عقد الخميس بين الرئيس الفرنسي وشباب من أحفاد أشخاص شاركوا في حرب استقلال الجزائر (1954-1962). واعتبر ماكرون أن الجزائر قامت بعد استقلالها في 1962 على “إرث من الماضي” حافظ عليه “النظام السياسي العسكري”. وتحدث، حسب الصحيفة، عن “تاريخ رسمي أعيدت كتابته بالكامل ولا يستند إلى حقائق”.

وأضاف “من الواضح أن النظام الجزائري منهك. الحراك في 2019 أضعفه”، في إشارة إلى الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي أجبرت الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة على مغادرة السلطة التي تولاها على مدى عقدين.

كما أعربت الجزائر عن امتعاضها الأسبوع الماضي بعدما أعلنت فرنسا أنها ستخفض بشكل كبير عدد التأشيرات الممنوحة لمواطني الجزائر والمغرب وتونس.

وأكدت فرنسا أن القرار جاء نتيجة فشل الدول الثلاث في القيام بما يلزم للسماح بإعادة المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين في فرنسا.

وتأتي هذه التطورات بينما العلاقات متوترة أصلا بين الجزائر والمستعمر الفرنسي السابق على خلفية ملفات خلافية كثيرة.

وكان الرئيس الفرنسي قد كرّم عددا من الحركيين وأقرّ في الفترة الأخيرة بتقصير بلاده في حمايتهم ودعمهم وتعهد بتعويضهم وهم جزائريون قاتلوا مع الجيش الفرنسي إبان حرب الاستقلال وتصفهم الجزائر بـ”الخونة”.

وتكريم الحركيين أُعتبر استفزازا للجزائر بينما لا تزال الخلافات عالقة حول أكثر من ملف ومنها ملف الذاكرة والتجارب النووية في الصحراء الجزائرية وهي مسائل شديدة الحساسية بالنسبة للجزائريين.

وسبق للجزائر أيضا أن رفضت تقديم الدعم لفرنسا العالقة في مالي وعدد من دول الساحل الإفريقي ضمن الحرب المعلنة على الإرهاب رغم وجود تنسيق بين البلدين.

 

 

 

 

تحقيق جديد للصحافة الاستقصائية “وثائق باندورا”: تسريب يكشف عن الثروات السرية لقادة عالميين