الحلمُ أصبح حقيقة .. قطر تُبهر العالم في حفل افتتاح كأس العالم 2022

0
242

الدوحة – شهد حفل افتتاح نهائيات كأس العالم-2022 الذي جرى مساء اليوم بملعب “البيت” بالعاصمة القطرية الدوحة، مزجا فريدا بين عبق الشرق بنكهة قطرية خالصة وبين حداثة الغرب بإيقاعه السريع، وتميزت فقرات الحفل الذي سبق المباراة الافتتاحية بين منتخبي قطر (البلد المنظم) والإكوادور ضمن المجموعة الأولى، بإبهار بصري لم تشهده افتتاحيات بطولة كأس العالم من قبل.

و استخدمت خلال هذا الحفل الضخم, أحدث تكنولوجيات الإضاءة والصوت والخدع البصرية في انسجام دقيق مع حركة التصوير والمجاميع والجمهور في أرضية الملعب وفي المدرجات.

https://www.youtube.com/watch?v=35Zchsh1uBM

و ينظر إلى هذا العرض على أنه عرض عالمي معاصر يقدم رسالة مهمة تخرج من الوطن العربي الكبير إلى العالم أجمع, ومن خلاله تم توجيه دعوة لالتقاء الجميع في وحدة واحدة, وربط الجسور بين جميع الاختلافات في العرق والثقافة واللون والجنسية, لملء كل المسافات بالقبول والاحترام والتعايش.

و لقد استند سرد الحفل على مفهوم مرئي قوي ومشروع موسيقي مخصص ومتنوع, دامجا التقاليد القطرية مع الثقافة العالمية عبر سبع لوحات مبهرة: (النداء, لتعارفوا, إيقاع الأمم, نوستالجيا كروية, الحالمون, جذور الحلم, هنا والآن).

و ارتكز الحفل على رمزية (جسرين ضوئيين معلقين) يمثلان دلالة المسافات المتباعدة بين أفكار الناس وكيفية ملئها بالحوار والتفاهم وصولا للتعايش.

بدأ حفل الافتتاح باللوحة الأولى “النداء” من خلال مشاهد سينمائية تمثل تلبية النداء الخارج من صوت ضربات “الهاون الذهبي” الـ12 الذي تطرقه سيدة قطرية, وهو صوت ينادي للتجمع في البيت (بيت الشعر) – في دلالة على ملعب “البيت” الذي احتضن حفل الافتتاح – وبعدها يبدأ الارتحال عبر قرش الحوت (النهم) الذي تشتهر به سواحل قطر فيخرج من البحر بصورة فنتازية محلقا فوق أرض وصحراء عربية.

و تضمنت الصور السبعة لحفل الافتتاح دلالات ورموزا عدة تشير كل منها إلى معنى معين, فالهاون لدى العرب هو رمز للكرم والعطاء, والبيت قديما كان يتجهز لاستقبال الضيوف بدق البن ومختلف أنواع الحبوب. وتحت عنوان “لتعارفوا”, يتعرف الفنان العالمي مورغان فريمان بالشاب القطري غانم المفتاح الذي يمثل الأجيال الجديدة في المنطقة, وكل منهما يعتلي جسرا مضيئا يعبران عن اختلاف وجهات النظر وتباعد الآراء, يدور بينهما حوار عالي المستوى تتصحح فيه بعض المفاهيم المغلوطة حول ازدواجية المعايير وكيفية إطلاق الأحكام المتسرعة, بناء على الحوار الذي دار بينهما.

كما ضم الحفل لوحات متتابعة, خصصت بعضها للاحتفال بمشجعي كرة القدم من جميع أنحاء العالم, تكريما للقلب الحقيقي لهذه الرياضة “المشجعين” تم جمع  أشهر هتافات تشجيع المنتخبات المشاركة من 32 دولة في عمل فني مبهج ومعاصر وذلك لأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم. وحملت أخرى تحت عنوان “نوستالجيا كروية”, الاحتفاء ببطولات كؤوس العالم السابقة والدول المستضيفة لها, وذلك من خلال عمل فني موسيقي مزج بين ذكريات يتردد صداها مع عشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم وغير المشجعين على حد سواء, على إيقاع موسيقي مع إسقاطات أرضية بصرية هندسية في تزامن مثالي مع المؤدين.

كما كان لتميمة مونديال قطر حيزا في الحفل على أنغام أغنية “الحالمون” وهي أغنية ضمن الألبوم الغنائي الخاص لكأس العالم إلى جانب “أرحبو” و”هيا هيا” و”قناديل السماء”, وفي نهاية الفيديو يسلم أمير قطر, الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, نسخة من القميص التاريخي, الذي شوهد في الفيديو, إلى والده الأمير السابق لقطر ليوقعه كرمز للإرث.

و في الختام, التقت عناصر الحفل المختلفة: قمصان الفرق وتمائم البطولات والممثلون والمؤدون مع بعض المشجعين من جميع أنحاء العالم, يعيشون الاحتفال بطريقة لا تنسى في خاتمة مذهلة, ومع اكتمال الالتقاء تمتلئ السماء بعرض الألعاب النارية.

و أعلن أمير دولة قطر, الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, عن الافتتاح الرسمي لنهائيات كاس العالم 2022 لكرة القدم, التي تحتضنها قطر من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر, بحضور رؤساء وملوك وقادة عدة دول, من بينهم رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون.

و أكد أمير قطر في كلمته الافتتاحية قائلا: “عملنا ومعنا كثيرون واستثمرنا في الخير للإنسانية جمعاء وسنتابع ومعنا العالم هذا المهرجان الكروي الكبير للتواصل الحضاري”.

و أضاف “ما أجمل أن يضع الناس ما يفرقهم جانبا لكي يحتفوا بتنوعهم وما يجمعهم. لتكن أياما ملهمة بالخير والأمل وأهلا وسهلا بالعالم في دوحة الجميع”.