الكل يتحرك نحو استحقاقات 2026‏

0
301

بقلم الدكتور عيدودي عبدالنبي

كل الأحزاب المغربية تتحرك نحو استحقاقات 2026 ، سواء  أحزاب الأغلبية أو المعارضة ، للحفاظ على ترتيبها مع الأوائل ( كالتجمع الوطني للأحرار و الأصالة و المعاصرة و الإستقلال ) .. و أخرى من المعارضة تريد استعادة مكانتها في ترتيب الأحزاب كالإتحاد الاشتراكي و الحركة الشعبية وكذا العدالة و التنمية.

    و يبقى حزب الاحرار و حزب العدالة و التنمية من الأحزاب الأكثر تحرك نحو 2026 لأسباب قد تبدو معروفة لدى جميع المتتبعين للحقل السياسي المغربي .. و نخص بالذكر منها الصراع الطويل و المرير بين الرجلين (#أخنوش #وبنكيران ) مند 2016 إلى اليوم.

     فهل سيحافظ أخنوش على رتبته الأولى في استحقاقات 2026 أم سيفقدها ؟ و هل سيستعيد بنكيران مقاعده الضائعة في 2026 أم سينتهي به المطاف في سلة المهملات السياسية ؟ و هل يمكن لفاطمة المنصوري أو نزار بركةً خطف مشعل القيادة من عزيز أخنوش ؟ و إلى أي حد يمكن لإدريس لشكر و محمد أوزين و رفيق التقدميين نبيل بن عبد الله خلط أوراق الأغلبية الحاكمة و صناعة أغلبية عديدة جديدة في استحقاقات 2026؟

    هنا نجد أنفسنا كباحثين في الحقل السياسي  في حاجة إلى أربع مداخل للإقتراب من فهم ما يجري داخل المشهد السياسي المغربي ، و لاستيعاب ما قد تفرزه استحقاقات 2026 من مفاجئات كبرى !!!

  • المدخل الأول: أربع عقبات تواجه حزب التجمع الوطني للأحرار

سيعاني  حزب التجمع الوطني للأحرار من أربع عقبات تقف في طريقه للعودة من جديد لقيادة الحكومة في 2026 و هي كالتالي :

أ- عقبة صعود أحزاب اليمين بأمريكا و أوربا يحد من نفوذ حزب عزيز أخنوش في العودة من جديد لرياسة الحكومة .

 ب-  عقبة تغلغل حزب بنكيران في المدن سينهش من حصيص حزب عزيز أخنوش ج_تحدي تداعيات الدعم الاجتماعي و مخاطر المؤشر على إرادة الناخبين

 د- عقبة التصويت العقابي الذي سيؤججه ارتفاع مهول في البطالة وسط الشباب و بالعالم القروي .

هذه العقبات الاربعة ستكون عائق أمام السيد عزي أحترس للعودة إلى رياسة الحكومة .. و لتجاورها امة أشياء لا بد من فعلها ….

  • المدخل الثاني : سياق داخلي و خارجي يخدم شعبوية بنكيران .

 بعد نكسة العثماني و طلاقه مع حركة الإصلاح و التوحيد بسبب توقيع اتفاقيات مع إسرائيل و امريكا .. استطاع بنكيران اعادة دعم الحركة لحزبه و كانت استحقاقات فاس الجزئية دليل على استعادة الحزب عافيته بالمدن ، فلولا حضور حزب أخنوش بالعالم القروي لفاز بنكيران بالمقعد .

    كما أن بنكيران باعتماده على الحركة استطاع اعادة البناء التنظيمي للحزب على مستوى جميع الجهات بمختلف قطاعاته التنظيمية ..كما تمكن من توظيف ملف المدونة و الحرب على غزة و ارتفاع نسبة البطالة في خطابه السياسي .. بل اصبح يغديه و يقويه .. و بهذه القضايا  يحاول الإسلاميين العودة للمشاركة في الحياة السياسية في 2026  مما سيساهم في إنعاش عدد مقاعد  حزب بنكيران .. و قد يساهم هذا الانعاش في حصد 40 إلى 60 مقعد مما يؤشر على عودة قوية (لليمين ) بنكيران إلى مقعد المعارض داخل البرلمان من جديد ..

     و مما يزكي هذا الطرح أو ينقضه هي الاستحقاقات الحزئية بالمحيط الرباط .. التي ستكون بمثابة محطة تجريبية ثانية لحزب بنكيران .

  • المدخل الثالث : فرص فاطمة المنصوري و نزار بركة لظفر بالرتبة الأولى في استحقاقات 2026

   هناك حيث البام و الاستقلال الحزبان القويان و الأكثر تنظيما (عدة و عتاد) ، و بعيدا عن صراع الغريمين (بنكيران# و اخنوش) .. هناك فرص ممكن لأحد الحزبين بالظفر بالمرتبة الأولى في استحقاقات 2026. فلو تجاوزت فاطمة المنصوري محنة الصراع بين الاجيال و استطاعت دمج الغالي بالرخيص و القديم بالجديد و طي صفحة إسكوبار الصحراء ، و جبرت تصدعات الحزب جنوبا و شرقا يحق لها أن تهنأ بالصف الأول .

     كما لو استطاع نزار بركة النجاح في مهمة اللجنة التنظيمية و إخراجها إلى الوجود دون تصدعات أو انشقاقات مع مصالح حقيقية مع التيارات الغاضبة بعد المؤتمر .. فقد نراك على كرسي رياسة الحكومة .

 بين الحزبين شعرة فرق الظفر بالرياسة .. و تلك الشعرة ستكبر حسب حسن تصرف كل حزب مع أوتاده بالجهات و الأقاليم ، و حسب قدرة كل حزب على امتصاص الغضب و تسوية الخلافات في صمت و دون ضجيج يربك مساره السياسي نحو 2026.

  • المدخل الرابع : أحزاب المعارضة و عقبات التمويل و التنظيم

 و هنا نخص بالذكر منها الحركة الشعبية و الاتحاد الاشتراكي والتقدم و الاشتراكية . دون العدالة و التنمية لاننا أفردناها في المدخل الثاني .

أ – الحركة الشعبية بوجه قيادي شاب محمد أوزين .. ينافس من أجل البقاء في المشهد السياسي بكل قوة ، رغم انعدام القدرة المالية فحسب التنظيمي و رغبته الجامعة في العودة للمشهد السياسي جعلت منه حزب حاضر بشكل يومي في قضايا المواطنين داخل البرلمان و خارجه .. لكن هذا الحضور يبقى محدود نظرا لقلة الإمكانيات المالية ، و كذا ضعف البناء التنظيمي جهويا و اقليميا و محليا .. و لي يحافظ الحزب عن موقعه داخل المشهد السياسي فهو في حاجة إلى نقلة نوعية تجعل منه حزب مؤسسات و ليس حزب خيمة .. و هذا ما يسعى اليه محمد اوزين .. فلو تمكن من تحقيق هذه النقلة .. (كما تمكن من تجاوز محنة الكراطة ) فيمكنه حصد 40 إلى 50 مقعد برلماني في استحقاق 2026 .. و إن لم يتمكن من ذلك فمن الصعب عليه مجارات معركة 2026.. لكنه سيكون أقوى في استحقاقات 2031.

ب -الاتحاد الاشتراكي بنفس القيادة السياسية و ما تحمله من محنة أموال الدراسات و ما خلفته هذه المحنة من تصدعات في المكتب السياسي و باقي التنظيمات الموازية للحزب يجعل حزب الوردة في محك حقيقي للحفاظ على 37 مقعد على الأقل .. و مسألة حصد أكثر من 37 تبدو صعبة و مستحيلة .. ماعدا لو تم تغيير في القيادة و بروز قوى اتحادية جديدة قادرة على تدبير محطة 2026 ، و قادرة على الحفاظ على مقاعدها ، و إلى سيندحر حزب بوعبيد إلى ديل الترتيب .

 ج – حزب وفاق علي يعثه رحمه الله : اقصد رحم الله علي يعثه و ليس حزبه .. لان رفاق نبيل بنعبدالله يشدون عضدهم للبقاء في المشهد السياسي و تحسين حضورهم في 2016 بالحفاظ على فريقهم البرلماني على الأقل .. لكن السؤال هل يتمكن نبيل من تجميع قوى اليسار في جبهة موحدة قبل استحقاقات 2026 .. و مع صعود أحزاب اليمين عبر العالم يؤشر على امكانية صعود حزب التقدم و الاشتراكية إلى المراتب الخمس في استحقاقات 2026 ولتمكن رفاق نبيل بنعبدالله من الاشتغال على توحيد صف اليسار السياسي بالمغرب .

خلاصــــــــــــــــــة

   ان استحقاقات 2026 ستحمل نتائج كلها مفاجئات .. و ما يشد عضدنا في ذلك .. هو ما قدمناه من بسط و تحليل يؤكد تقارب أحزاب الأغلبية من الظفر بالرتبة الاولى ، و تغلغل الإسلاميين بالمدن سيسهل على أحزاب الأغلبية إمكانية الفوز برياسة الحكومة و العودة من جديد لمواصلة التدبير الحكومي .. لكن بأقل عدد .. و أمام معارضة أكثر عدة و عتاد(تقودها العدالة و التنمية و باقي الأحزاب الغير مشكل لحكومة 2026).