بنكيران يعود إلى الواجهة: تجديد الثقة أو عجز عن تجديد القيادة؟

0
204

في مشهد يعكس الكثير من الدلالات السياسية والتنظيمية، جدد حزب العدالة والتنمية ثقته في عبد الإله بنكيران كأمين عام خلال مؤتمره الوطني التاسع، وذلك بعد تصويت الأغلبية لصالحه بحوالي 70% من الأصوات الصحيحة.

هذه النتيجة تطرح سؤالاً محورياً: هل يمثل انتخاب بنكيران استمراراً لروح الحزب أم عودة اضطرارية لرمزية سابقة بسبب غياب البدائل؟

تفاصيل التصويت: أغلبية مريحة أم تعبير عن غياب الإجماع؟

وفق النتائج الرسمية، حصل بنكيران على 974 صوتًا من أصل 1390 صوتًا صحيحًا، متقدماً بفارق كبير على إدريس الأزمي الذي حل ثانيًا بـ394 صوتًا، وعبد الله بووانو بـ42 صوتًا فقط. ورغم هذا الفارق، من المهم التساؤل:

هل هذا التصويت يعبر عن تأييد مطلق لشخص بنكيران، أم هو نتيجة افتقاد الحزب لقيادة بديلة مقنعة بعد سنوات من الإخفاقات الانتخابية والانقسامات الداخلية؟

بنكيران يتفوق منذ الترشح الأولي: عودة طبيعية أم خيار الضرورة؟

قبل التصويت النهائي، أظهرت نتائج الترشيح الأولي تصدر بنكيران للسباق بحصوله على 163 صوتًا، بفارق ضئيل عن الأزمي الذي حصل على 160 صوتًا فقط.

هل كان الفارق البسيط في مرحلة الترشح مؤشراً على تردد داخلي في الحزب حول من يقود المرحلة المقبلة؟
ومع انسحاب عبد العزيز العماري وعبد العلي حامي الدين وجامع المعتصم، خلت الساحة لبنكيران والأزمي وبووانو، ما عزز من احتمالية استمراره.

مؤتمر في ظل “نكسة” انتخابية: إعادة بناء الثقة أم تجميل الإخفاق؟

انعقاد المؤتمر الوطني التاسع جاء بعد ما سماه قادة الحزب، وأبرزهم عبد العلي حامي الدين، بـ”نكسة الانتخابات” التي شهدت تراجعًا تاريخيًا للحزب.

هل يمثل تجديد الثقة في بنكيران محاولة لترميم الصف الداخلي والاستعداد للاستحقاقات المقبلة، أم هو مجرد رهان آمن على رمز جماهيري لا تزال له شعبية وسط القواعد؟

وما هي خطط بنكيران للخروج بالحزب من أزمته البنيوية، خصوصًا مع تصاعد المنافسة السياسية الوطنية؟

قراءة في نتائج المنافسين: تراجع القيادات البديلة؟

إدريس الأزمي، الذي ترأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، حصل على 394 صوتاً فقط، رغم حضوره التنظيمي البارز. أما عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية، فلم يحصد إلا 42 صوتاً.

هل يعكس هذا العزوف عن القيادات الجديدة قناعة داخلية بعدم جاهزيتهم لقيادة المرحلة، أم هو حنين إلى الماضي مع غياب مشروع حقيقي للتجديد؟

بنكيران والحزب: هل يستعيد “المصباح” بريقه؟

السؤال الجوهري يبقى: هل يستطيع بنكيران أن يعيد “العدالة والتنمية” إلى واجهة المشهد السياسي المغربي كما فعل بعد 2011؟

أم أن طبيعة المرحلة، محلياً ودولياً، ومزاج الناخبين المتغير، تجعله عاجزًا عن تكرار تجربة سابقة في ظل تحولات اجتماعية وسياسية عميقة؟

سياق أوسع: أزمة الأحزاب التقليدية وثقافة الزعيم

تجديد الثقة في بنكيران ليس ظاهرة معزولة، بل يندرج ضمن أزمة أوسع تعيشها عدة أحزاب مغربية تعتمد على شخصيات كاريزماتية بدل تجديد النخب وبناء مؤسسات حزبية قوية.

إلى متى ستستمر ظاهرة “الزعيم الأبدي” في الأحزاب المغربية؟

وهل يتحمل العدالة والتنمية مسؤولية تجديد أدواته السياسية والبرامجية ليكون جاهزًا لتحديات العقد المقبل؟