لا تتوقف حملات التحريض من اليمين المتطرف “فوكس” الإسباني وأدواته في المدينتين المغربيتين المحتلتين “سبة ومليلية” ضد المملكة المغربية ومصالحها، وهذه المرة كان الهدف هو “العمل على طرد أكثر من 150 إمام وخطيباً لمساجد، بحجة أنهم يخدمون المصالح المغربية من مواصلة أنشطتهم الدينية في مساجد سبة المحتلة”.
الحزب اليميني المتطرف “فوكس” يسعى الى منع أئمة المساجد الذي ادعى بأنهم “في خدمة المغرب” من ممارسة نشاطاتهم الدينية في سبته المحتلة الواقعة تحت السيادة الاسبانية والتي يطالب المغرب باستعادتها لانه يعتبرها مدينة مغربية محتلة، جاء ذلك بحسب تقرير بموقع “الحرة”.
ونقل الموقع عن صحف اسبانية قالت ان الحزب اليميني سيعمل على تقديم اقتراج للجمعية العامة لمنع أئمة المساجد المغاربة المقربين من السلطات المغربية من ان يمارسوا الامامة في مساجد المدينة، زعيم الحزب اليميني سانتياغو أباسكال، اتهم في زيارة اخيرة له الى سبتة “سياسيين ومواطنين في المدينة” بالعمل على خدمة مصالح المغرب.
وبحسب صحيفة “الفارو ذي سوتا” فان الحزب اليميني يدعي ان ما يضفي الطابع المغربي على المدينة بأن جميع الائمة في مساجد المدينة يتم “توجيهيهم وتوظيفهم من قبل وزارة الشؤون الدينية المغربية”.
الحزب اليميني يعتبر من خلال نشاط هؤلاء الائمة هناك “خطر لنشر الرسائل والايديولوجيات التي يروج لها العاهل المغربي محمد السادس بمدينتنا بهدف الاستمرار بالمطالبة بالسيادة المغربية على سبته”، وذكرت الصحيفة ان اقتراح “بوكس” لا يكشف عن اي امر جديد واشار الى ان “المغرب اقر دائما انه يدفع الائمة الى نشر الاسلام المعتدل، وبالتالي تعزيز مكافحة التطرف، ما يمنع الخطابات الشاذة التي لا تتناسب مع الواقع”.
الحزب اليمني بوكس نجح خلال الانتخابات الاخيرة بان يصبح خامس قوة سياسية في اسبانيا، وهو حزب معاد للهجرة والمساواة بين الجنسين، ويضم جنرالات متقاعدين يدافعون عن عهد فرانكو، ويعارض الحزب زواج المثليين والحق بالاجهاض.
تتكفل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، جميع المصاريف لـ 34 مسجدًا من أصل 42 في سبتة المحتلة المدينتين المحتلتين من طرف النظام الإسباني، بالإضافة إلى جميع المساجد في مليلية (المحتلة) التي يصل عددها إلى 17، حيث تدفع الوزارة المغربية رواتب شهرية للأئمة الذين يديرون 42 مسجد، والدعاة الذين يأتون كل جمعة، سواء من مدينة الناظور أو تطوان، بالإضافة إلى المؤذنين.
ووفقا بيانات رسمية لوزارة الأوقاف المغربية، بأن الحكومة المغربية تدفع حالياً رواتب 95 من المسؤولين عن القطاع الديني في سبتة و 58 آخرين في مليلية، لكن بدون تحديد قيمة المبلغ، فيما صرحت الهيئة الإسلامية في مليلة، وهي أعلى هيئة تمثيلية للمسلمين في المدينة، برئاسة عبد الكريم علال، “أن مبلغ المساعدات الممنوحة لهؤلاء المسؤولين يصل إلى “600 يورو شهريًا لكل إمام و 300 يورو للدعاة و 50 يورو للمؤذنين”.
وتأتي خطوة الحزب في وقت تعمل فيه إسبانيا والمغرب على فتح صفحة جديدة في العلاقات بعد الأزمة الدبلوماسية الأخيرة، بحسب وسائل إعلام إسبانية.
اندلعت أزمة كبيرة بين البلدين بعد أن سمحت مدريد لما يسمى بزعيم جبهة البوليساريو “إبراهيم غالي” بدخول أراضيها للعلاج، وبررت هذه الاستضافة “لأسباب إنسانية”، فيما أكدت الرباط أن غالي دخل إسبانيا من الجزائر “. بوثائق مزورة وهوية مزورة “.