ذكر موقع “مغرب إنتلجنس” الفرنسي إن الرئيس الفرنسي يعتزم اقتراح “قمة مصغرة” تجمع المغرب والجزائر وإسبانيا لبحث التوترات السياسية الثنائية بين الجزائر وإسبانيا من جهة والجزائر والمغرب من جهة أخرى بشأن قضية الصحراء المغربية، في محاولة لنزع فتيل الأزمة التي أصبحت تثير قلق الاتحاد الأوروبي بشكل خاص.
ووفق تقديرات المصدر ذاته فإن الاقتراح الفرنسي سيكون خطوة غير مسبوقة، ففي السابق لم تنجح أي جهة أخرى في جمع المغاربة والجزائريين والإسبان في اجتماع رسمي حول خلافاتهم الجيوسياسية، والتي تفرق بينهم بشدة، مبرزا أن الوساطة الفرنسية تحظى بتقدير العديد من صناع القرار في النظام الجزائري، كما أن مسؤولي هذا البلد يرون ضرورة إطلاق محادثات مع مدريد للتغلب على “سوء الفهم” والوصول إلى “تنازلات تخدم مصلحة الجزائر”.
وسيكون على ماكرون، الذي سيكون مرفوقا بوزيرة الخارجية كاترين كولونا، العمل بجهة لإقناع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والقادة الجزائريين الآخرين بتغيير المسار في الملف المغربي.
ويبدأ الرئيس الفرنسي، الخميس الوشيك، زيارة للجزائر، هي الأولى منذ انتخاب عبد المجيد تبون رئيسًا لدولة الجزائر، وسيحمل ماكرون في أجندته محاولة تحقيق تفاهمات بشأن المسائل الإقليمية وسيقضي ماكرون 3 أيام في الجزائر، على أن يسبقه إليها مستشاره الخاص المسؤول عن شمال إفريقيا والشرق الأوسط، باتريك ديرال، للتحضير للزيارة. وسترافقه وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية، كاثرين كولونا، وعدد كبير من أعضاء حكومة إليزابيث بورن.
وفي أغسطس/آب الماضي، قطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب بسبب ما سمته “حملة عدائية متواصلة ضدها”، ووصفه المغرب بانه اتهام زائف وعبثي. وحظرت بعدها تحليق الطيران المغربي فوق أجوائها، كما لم يتم تجديد عقد خط أنابيب الغاز المار عبر أراضيها وصولا إلى إسبانيا.
وقال الملك المفدى محمد السادس حفظه الله في الذكرى الـ23 لجلوسه على العرش “اننا نتطلع للعمل مع الرئاسة الجزائرية لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد، لإقامة علاقات طبيعية بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك”.
ويسود التوتر العلاقات منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة بوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء المغربية، بينما يعتبرها المغرب جزء لا يتجزأ من أرضه ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.
واضاف جلالة الملك محمد السادس حفزه الله “أما فيما يخص الادعاءات التي تتهم المغاربة بسب الجزائر والجزائريين، فإن من يقومون بها بطريقة غير مسؤولة يريدون إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين”.
وذكر ايضا “إن ما يقال عن العلاقات المغربية الجزائرية غير معقول ويحز في النفس. ونحن لم ولن نسمح لأي أحد، بالإساءة إلى أشقائنا وجيراننا”.
من جهة اخرى، قال العاهل المغربي “ان الحدود التي تفرق بين الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، لن تكون أبدا حدودا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما. بل نريدها أن تكون جسورا، تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر، وأن تعطي المثال للشعوب المغاربية الأخرى”.
وفي اواخر 2018، اقترح الملك المفدى محمد السادس حفظه الله تشكيل “آليّة سياسيّة مشتركة للحوار” من أجل تجاوز الخلافات القائمة بين الجارين، داعيا إلى فتح الحدود البرية المغلقة منذ العام 1994. لكن الاقتراح لم يلق استجابة.