استجواب الناشط الحقوقي انغير بوبكر حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في مخيمات تندوف

0
468
بقلم:انغير بوبكر

في أي سياق يأتي تنظيم العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان لندوة وطنية في موضوع “التّصدي للتمييز وخطاب الكراهية والتطرف، معايير واستراتيجيات”؟

يأتي تنظيم الندوة الوطنية الحقوقية في موضوع ” التصدي للتمييز و مناهضة التعذيب و نبذ كل اشكال الكراهية ” في اطار تنفيذ برنامج الشراكة الذي يربط العصبة الامازيغية لحقوق الانسان مع وزارة العدل ، وفي سياق تنامي الوعي الحقوقي الوطني بضرورة إرساء ثقافة حقوقية ناشرة لقيم المساواة والعدالة و نبذ كل اشكال التمييز  ، كما ان الندوة  سلطت الضوء على المكتسبات الحقوقية التي راكمتها بلادنا في سياق ملائمة التشريعات الوطنية مع المواثيق الدولية لحقوق الانسان ، الندوة كذلك صرخة إنسانية لنفض الغبار عن ملف حقوقي مؤلم وشائك يسائل الضمير الإنساني الدولي وهو  الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان المرتكبة على الأراضي الجزائرية من طرف  شرذمة مارقة  غاصبة للحقوق ومنفلتة من اية مسائلة . 

  • بالنظر لطبيعة الندوة التي تناقش الإصلاحات القانونية والمؤسساتية المهمة التي انخرط فيها المغرب في مجال التصدي لخطابات الكراهية والتمييز والتطرف وتقترح مداخل ومقاربات مختلفة للتصدي لمثل هذا النوع من الخطاب. لماذا اختيار شهادات لبعض ضحايا التعذيب بسجون البوليساريو وإبراز دور المجتمع المدني في الترافع وفضح ممارسات اختطاف وتعذيب المحتجزين بمخيمات الذل والعار بتندوف؟

شهادات  بعض ضحايا التعذيب بسجون البوليساريو   نموذج صارخ ودليل قاطع على ان  اللاعدالة و الظلم والقهر و التمييز وكل اشكال المعاناة كانت هي العملة الرائجة في مخيمات الذل والعار في مخيمات تندوف  في مرأى و مسمع العالم  ومنه الغربي الذي يتشدق يوميا بحقوق الانسان ، ما وقع في تندوف و على الأراضي الجزائرية من فضاعات وجرائم و إبادة جماعية لشباب و شابات في مقتبل العمر يسائل المجتمع الإنساني الدولي و الهيئات الحقوقية الدولية المستقلة  ، كيف  يعقل ان لا تشكل الهيئات الدولية ومجلس حقوق الانسان لجن اممية في التحقيق في  المقابر الجماعية التي تحتضن رفات عدد كبير من المواطنين المغاربة الذين قتلوا تحت التعذيب في سجون البوليساريو  ( الرابوني .. سجن الرشيد .. ) ؟  ان الاستماع لشهادات  ضحايا سجون البوليساريو  الهدف منه اطلاع الراي العام الوطني والدولي عن الفضاعات و الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها جبهة البوليساريو  ضد مواطنين مغاربة وأجانب كذلك  دون ان تنال قادتها الجلادين أي مساءلة دولية  . الندوة اذا صرخة  اليمة من اجل ان نلفت الراي العام الوطني والدولي بضرورة  التحرك العاجل لمحاسبة الجزائر و صنيعتها البوليساريو  عن الجرائم المرتكبة على التراب الجزائري وبعلم وتخطيط  مسبقين من المخابرات الجزائرية .

الندوة سلطت الضوء كذلك على المعاناة الإنسانية  لاسر المعتقلين و ذويهم  القابعين في سجون البوليساريو  وضرورة اجبار الجزائر والبوليسايو على فتح أبواب المعتقلات والسجون امام المنتظم الدولي و امام المنظمات الحقوقية .

المجتمع  المدني المغربي عازم كل العزم على مناصرة الضحايا و ملاحقة مجرمي البوليساريو امام المحاكم الأوروبية والعالمية اذا ما توفر الدعم الرسمي من الدولة المغربية . لان انخراطها في  هذا الملف أي ملف ملاحقة قادة الجبهة الانفصالية الإرهابية امام المحاكم الدولية  ذو استعجالية كبيرة انصافا للضحايا أولا و  جبر جزئي للضرر الذي لحق بهم و باسرهم .

  • الشهادات الصادمة على لسان ضحايا التعذيب في سجون البوليساريو تدعو للتحرك واليقظة المستمرين. ما الذي تباشرونه من تدابير وإجراءات للقيام بما يلزم من أجل الفضح والكشف والتّنوير؟

المجتمع المدني المغربي و ضمنهم العصبة الامازيغية لحقوق الانسان  بذلوا مجهودات كبيرة  منذ عقود من اجل فضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي وقعت في سجون البوليساريو وعلى الأراضي الجزائرية الا  ان ما استمعنا له اليوم في الندوة من  فظاعات و اهات ومعاناة هو  خرق سافر لكل الشرائع الدينية والحقوقية يسائلنا جميعا و يسائل المجتمع الدولي الذي وقف متفرجا لعقود  عن واقع الخرق اليومي المستمر لابسط حقوق الانسان  في هذه الأمكنة المظلمة . هذا الواقع المريرة الصعب يجعلنا كمجتمع مدني  عازمون كل العزم على مناصرة الضحايا وملاحقة مجرمي البوليساريو في المحاكم الدولية  ، وفي هذا الخضم نطالب الدولة المغربية والهيئات الحقوقية الدولية تنسيق جهودها من اجل جبر الضرر الفردي والجماعي لعدد كبير من المعتقلين واسرهم الذين عانوا ويلات الظلم والتعذيب والقهر . العصبة الامازيغية لحقوق الانسان بمعية جمعيات الضحايا  ستباشر في الأيام القليلة المقبلة إجراءات التقاضي لدى المحاكم الدولية لملاحقة إبراهيم غالي و زبانيته وكل من ثبت تورطه في تعذيب وقتل الاسرى المغاربة و  وغيرهم من المواطنين الذي  عذبوا و مات اغلبهم تحت سياط الجلادين .

  • هل ستتوقّفون عند هذا الحد أم لديكم مبادرات أخرى للتّصدي لمثل هاته السلوكات الرعناء والتصرفات العنجهية الصادرة عن شرذمة تتحكم في الرقاب والأعناق؟

لدينا برنامج و طني يتمثل في تنظيم لقاءات في مختلف المدن المغربية من اجل تحسيس الراي العام الوطني و اطلاعهم على الفظائع التي قامت بها شرذمة البوليساريو بتواطئ تام مع الاستخبارات الجزائرية  ، كما نفكر اذا توفر الدعم  الى تنظيم جولة دولية في بعض العواصم الأوروبية مع جمعيات الضحايا لاطلاع الاعلام الدولي والراي العام العالمي الحي على الفظاعات المرتكبة من طرف البوليساريو والتي ماتزال اثارها بادية على بعض الضحايا . ان العصبة الامازيغية لحقوق الانسان وإذ ترى ان المغرب حقق نجاحات ديبلوماسية باهرة في ما يتعلق بالترافع عن مغربية الصحراء الا انه ما يزال لم يقم بالخطوات الضرورية واللازمة لملاحقة جلادي البوليساريو امام  المحاكم الدولية . 

  • أكّدتم خلال النّدوة الوطنية على أن من بين مشاريعكم “التحسيس بخطورة خطابات العنف والتمييز والكراهية على أمن الأفراد والمجتمع”. ما الذي ينبغي من الأفراد، ومن المجتمع المدني فعله من أجل كشف ما تمارسه شرذمة البوليساريو من فضائح؟

بكل تأكيد  مثل هذه الندوات لبنة فقط من لبنات بناء وعي مجتمعي يقوم على ركائز أساسية أهمها  الوعي بضرورة تربية الناشئة المغربية على قيم التسامح و التعايش و حب الاخر واحترام الجميع بغض النظر عن لونه او جنسه او لغته  ، أدوار المدرسة أساسية اذا على مستوى  تهيئة الأجيال المقبلة و تربيتها على القيم الإنسانية الفضلى  ، دور وسائل الاعلام كذلك أساسي في التصدي لكل خطابات الكراهية والتمييز و نبذ كل اشكال العنف والتطرف ، المجتمع المدني المغربي مطالب بتكثيف الجهود و مضاعفة الأنشطة من اجل التربية على المساواة ونشر ثقافة حقوق الانسان  لكن الدولة كذلك مطالبة بدعم المجتمع المدني معنويا و ماديا ليقوم بدوره كاملا  لاداء رسالته النبيلة.  اما فيما يتعلق بفضح شرذمة البوليساريو وطنيا ودوليا فالبداية تكون بتوثيق شهادة الضحايا و ترجمتها الى كل اللغات و انجاز أفلام تجسيدية لذلك و تشجيع المجتمع المدني ليقوم بدوره كاملا في المحافل الوطنية والدولية ، صحيح ان هناك مجهودات بذلت في ذلك لكن امام حجم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان المرتكبة في تندوف والتي هي جريمة  تدخل ضمن  خانة جرائم الإبادة  ينبغي مضاعفة الجهود وتعبئة كل القوى الحية لربح رهان انصاف الضحايا وجبر ضررهم الفردي والجماعي .