“من يملك هبة الموهبة الفنية يحمل على عاتقه مسؤولية مشاركة حظوته الفنية مع الآخرين، فنتّحد معًا على الرغم ممّا بيننا من اختلافات عديدة ظاهرة.”
– الأمير أمين آغا خان
مسقط، عُمان، قدم الأمير أمين آغا خان، خلال البرنامج الافتتاحي لجوائز الآغا خان للموسيقى 2022 هذا المساء، جائزة خاصة للإنجاز مدى الحياة إلى عازف الطبلة المشهور الأستاذ ذاكر حسين، تقديراً “لمساهماته الدائمة في التراث الموسيقي للإنسانية، والتفوق الموسيقي الفريد، والتأثير الاجتماعي المستدام كعازف ومدرس”. لطالما اعتُبر ذاكر حسين كواحد من أكثر النماذج الواضحة للموسيقى المستنيرة عبر الثقافات في العالم. على مدى حياته المهنية التي استمرت ستة عقود، ارتقى بمكانة آلة الطبلة في كل من الهند وحول العالم من خلال الاهتمام بمجالات التعاون الفني على نحو كبير، إضافةً إلى جولات الحفلات الموسيقية واللجان والتسجيلات وعشرات الأفلام.
وأحدث نشاطات التعاون الفنية أقيمت مساء هذا اليوم في دار الأوبرا السلطانية، دار الفنون الموسيقية في مسقط، عندما قدم الأستاذ ذاكر حسين عزفاً منفردًا بمشاركة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية بقيادة المايسترو حمدان الشعيلي خلال أداء مقطوعة بيشكار، وهي كونشرتو للطبلة والأوركسترا، من ألحان ذاكر حسين في عام 2015.
وقبل أن يقوم بتقديم جائزة الإنجاز مدى الحياة، خاطب الأمير أمين آغا خان الجمهور المتميز الذي ملأ قاعة الحفلات الموسيقية بدار الفنون الموسيقية. وأشار إلى أن التأثير الحقيقي لجوائز الموسيقى سيقاس من خلال إنجازات الفائزين في سعيهم إلى وضع مواهبهم الموسيقية ومعرفتهم في خدمة الإسهام في رفاه مجتمعاتهم الخاصة، والإنسانية الشاملة. وأضاف أن “من يملك هبة الموهبة الفنية يحمل على عاتقه مسؤولية مشاركة حظوته الفنية مع الآخرين، فنتّحد معًا على الرغم ممّا بيننا من اختلافات عديدة ظاهرة.”
وأكد الأمير أمين على أهمية دور جوائز الموسيقى في دعم معلمي الموسيقى. وقال: “من خلال تثقيف الشباب بتقاليدهم الموسيقية الخاصّة، وتزويدهم أيضًا بالوسائل لتوسيع آفاق هذه التقاليد في اتجاهات كونيّة جديدة، فإننا نسهم في إعداد جيل جديد من القادة الثقافيين والملحّنين الذين سيبنون الجسور والصلات بين الثقافات.”
وسبق خطاب الأمير أمين آغا خان كلمة لسعادة الدكتور جمال الموسوي مدير المتحف الوطني في سلطنة عمان، أشار فيها إلى أن “استضافة النسخة الثانية من جوائز الآغا خان للموسيقى تتماشى إلى حد كبير مع رغبة السلطنة في بناء جسور التواصل والتعاون بين الدول والثقافات”.
في ختام برنامج الأمسية، انضم كبار موسيقيي برنامج الآغا خان للموسيقى (AKMM)، الفرقة المقيمة في برنامج الآغا خان للموسيقى، إلى الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية، في أداء مقطوعة رائعة بعنوان “طشقند”، من تأليف عازف الساكسفون في برنامج الأغا خان للموسيقى، باسل الرجوب، وإعداد للأوركسترا ديمتري يانوف يانوفسكي.
بالإضافة إلى الأستاذ ذاكر حسين فإن الحائزين الآخرين على جوائز الأغا خان للموسيقى، الذين قدموا عروضاً حية أو تم التعريف بهم عبر أفلام قصيرة خلال هذه الأمسية، هم عازفا آلة سارانجي دلشاد خان وآسين خان لانغا من الهند؛ المطرب التنزاني يحيى حسين عبد الله؛ كومبان بنت أعل ورقان التي تعنى بموسيقى “غريوتس” المتوارثة في موريتانيا؛ المطرب وعازف الجيتار أفيل بوكوم من مالي؛ المطرب التعبدي سين زهور و”ملكة الموسيقى الفولكلورية البشتونية” زارسانغا من باكستان؛ والباحث الموسيقي مسلم الكثيري من سلطنة عمان. وستستمر جوائز الأغا خان للموسيقى في 30 أكتوبر مع المزيد من العروض والأفلام وتقديم الجوائز.