تراجيديا أخرى.. غرق أكثر من 40 مهاجراً سرياً مغربياً خلال رحلة نحو جزر الكناري

0
389

قذفت أمواج المحيط الاطلسي شمال مدينة أسفي، قارب بلاستيكي (زودياك) يستعمل في الهجرة السرية وعلى متنه 5 أشخاص ضمنهم فتاة ثلاثينية، كانوا وضع صحي جد متدهور، كما تم العثور على جثة شخص.

وتعود تفاصيل الحادث بحسب مصادر محلية، الى محاولة مجموعة كبيرة من المرشحين للهجرة السرية ما بين 40 شخص و60 مرشح ،كانوا بصدد التوجه لجزر الكناري انطلاقا من ميناء طانطان جنوب المغرب لكن القارب تعرض لعطب فرمت بها الرياح العاتية بسبب تدهور حالة الطقس بسواحل آسفي ، فقد جميع ركابه إلا الخمسة الذين تم العثور عليهم في القارب وتم نقلهم المستشفى الى أسفي لتلقي العلاجات الضرورية. 

وتفيد ذات المصادر أن الضحايا الناجون والذين ينحدرون جميعهم من مدينة قلعة السراغنة وسط المغرب وضواحيها، وتتراوح اعمارهم بين 50 سنة و22 سنة بينما سن الفتاة 29سنة، ظلوا على متن القارب (الزودياك) أياما وسط البحر في ظروف مأساوية، مما تسبب في تدهور حالتهم صحتهم وترهل وتآكل أجساد.

القارب بحسب المصدر، رصدته سفينة تشتغل بالتجارة الدولية حاملة لعلم “باناما” كانت قادمة من لاس بالماس، فقامت بانتشال الضحايا وأصدرت نداء للسلطات البحرية المغربية بأسفي والدرك البحري حيث تسلمتهم من الباخرة، ونقلتهم نحو الميناء.

ثلاث نقط عبور في منطقة خطرة

وفي بداية العام، تم إنقاذ ما لا يقل عن 103 مهاجرًا غير نظامي؛ وانتشال جثتين أخرتين على بعد حوالي 40 ميلاً غرب الساحل المغربي في عملية مشتركة بين أفراد من البحرية الملكية والبحرية الأمريكية ومركز تنسيق الإنقاذ من لاس بالماس.

وبعد فترة وجيزة، أعلنت مالينو أيضًا “اختفاء قارب مطاطي على متنه حوالي 60 مهاجرًا”، كانوا في طريقهم إلى جزر الكناري.

وأكدت مصادر تحدثت لـ”رأي اليوم”، أن القارب الذي غرق “كان يحمل مهاجرين من دول جنوب الصحراء”، وأن معظم الضحايا ينحدرون من دول “ساحل العاج والسنغال وغينيا” وأن القارب “غرق بسبب العاصفة”.

من جهة أخرى، تقول مصادر من ممتهني الهجرة وتهريب البشر، لهذه الصحيفة، أن “هنالك ثلاث نقط للهجرة عند سواحل طرفاية”.

وأكد أحد الشبان المهربين لـ”رأي اليوم”، أن النقطة الأولى قرب “المنتزه الوطني لأخنيفيس”، وهو منتزه يقع بالقرب من مدينة طرفاية، شمالًا.

وأضاف أن النقطة الثانية هي الشواطئ الواقعة قرب “صبخة أم الضبع”، التي “يقطعها المهاجرون مشيًا على الأقدام، لمدة تتجاوز ثلاث ساعات، يحملون معدات الرحلة”، موضحًا أنها “منطقة بها الكثير من الصعوبات، والمخرج معقد للقوارب المطاطية”، إذ أن بداية الإبحار “من وادٍ صعبٍ يوصل إلى البحر المفتوح”.

والنقطة الثالثة، وفق المصدر نفسه، تتواجد في منطقة “الذراع” قرب قرية الصيد “أمكريو”، -تقع على ضفة المحيط الأطلسي، جنوب مدينة طرفاية.

وهذا “الذراع”، هو عبارة كثبان رملية صعبة العبور بالسيارات رباعية الدفع، يتم قطعه مشيًا، وأكد المتحدث أن الامر هنالك “مركز حراسة للسلطات، يقع بين تلك الكثبان”.

هذا، ولم تعلق السلطات المغربية حتى الآن على ما حدث رغم أن هذه الحوادث يتم تسجيلها في أغلب الأحيان دون بيان رسمي.

والعام الماضي قتل أكثر من أربعة آلاف مهاجر أو فقدوا خلال محاولتهم العبور إلى إسبانيا، غالبيتهم العظمى في الطريق نحو جزر الكناري.

وعام 2021، وصل 37385 مهاجرا على الأقل الى السواحل الإسبانية، حسب آخر أرقام وزارة الداخلية الإسبانية.