وزير الفلاحة نفي ما تتداوله عبر مواقع التواصل عن استيراد ابقار برازيلية هزيلة تعاني من نقص في التغدية

0
357

نفى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي، ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الأبقار البرازيلية التي تم استيرادها للحفاظ على القطيع الوطني، مشددا على أن الأبقار المستودة من جودة ممتازة.

وقال صديقي، في لقاء  تواصلي مع المغاربة بوكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الأربعاء، إن مغالطات عديدة تروج بشأن الأبقار البرازيلية، موضحا أن اللجوء إلى البرازيل لاستيراد الأبقار سببه سعرها المنخفض،وجودة لحومها.

وأضاف وزير الفلاحة، “نصل الآن إلى نحو 20 ألفا من الأبقار المستوردة، منها حوالي 2800 رأسا من البرازيل، وهي أول شحنة تأتي من البرازيل، والباقي نستورده من أوروبا”، مشيرا إلى أن “السعر في أوروبا مرتفع، مما يجعل دول أوروبية تلجأ أيضا إلى الاستيراد من البرازيل”.

في نفس السياق، استقبل مغاربة التواصل الاجتماعي، 2800 رأس من الأبقار المستوردة من البرازيل والتي وصلت إلى ميناء الجرف الأصفر في الجديدة، بالكثير من الضحك والكوميديا والسخرية العارمة.

الأبقار كما هو وارد في الخبر الرسمي، تم استيرادها لتزويد السوق المغربية باللحوم الحمراء ودعم استقرار أسعارها بالجملة والتقسيط.

إلى هنا الخبر عادي جدا، بل ومفرح يدخل الانشراح على جيوب المغاربة التي اكتوت بنار أسعار اللحوم الحمراء بعد أن ارتفعت بشكل غير مسبوق حتى باتت إلى جانب البصل والطماطم حديث المغاربة اليومي.

في هذا الصدد، أعلن محمد صديقي، قرب وصول شحنة جديدة إلى المغرب تضم 3000 رأس من الأبقار، ستساهم في انخفاض أسعار اللحوم بالمغرب.

وفيما يخص آلشائعات التي تتحدث عن إصابة الأبقار البرازيلية بمرض جنون البقر، نفى صديقي إمكانية استيراد أبقار مريضة أو ذات جودة ضعيفة، مؤكدا أن المغرب يتميز بأصعب نظام للمراقبة، مؤكدا أن الأطباء البيطريين التابعين للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية يعملون على تتبع مسار هذه الأبقار قبل دخولها إلى المغرب وعند ولوجها إلى السوق الوطنية، بحيث يتم إجراء تحاليل مكثفة للتأكد من سلامتها وجودتها.

لكن ما بال المغاربة مع أبقار البرازيل، أو كما سميت بـ “الجواميس” وهناك من تكرم وسماها عجولا، أما بعضهم فلم يجد غير كلمة “نعجة كبيرة” أو “هياكل عظمية” وغيرها من الأسماء التي اجتهد المغاربة في إطلاقها على الأبقار القادمة من بلاد السامبا.

بالنسبة للبرازيل لأول مرة يقحم اسمها في نقاش بعيد عن كرة القدم في مواقع التواصل الاجتماعي، أو ربما حتى بعض الحديث عن كرنفال ريو دي جانيرو، أو لماما كلام عن أديب أو روائي أو موسيقي، لكن أبدا لم يرتبط اسم هذا البلد الذي يعشقه المغاربة بالأبقار أو “الجواميس” أو “العجول”، تلك بدعة رمضانية لكنها حقيقة.

وما دمنا بخصوص حديث البرازيل وشهرة كرة القدم، يبدو أن الحكومة المغربية لم تجد بدا من انتداب تلك العجول المحترفة لدعم خط الهجوم في مباراة الأسعار التي سجلت أهدافا قاسية في مرمى القدرة الشرائية للمواطن.

إلى هنا تبقى نية الحكومة طيبة، وهي مواجهة الغلاء وإعادة الاستقرار لأسعار اللحوم الحمراء، وعودتها إلى طجين المغاربة، كل هذا من صميم خدمة المواطن وتوفير المنتج بثمن معقول يراعي قدراته الجيبية.

بالنسبة للمغاربة، فالأمر فيه تواصل مع ما سبق بالنسبة لبلدان عربية أخرى سبق أن جربت لحوم الأبقار البرازيلية، لكن الأمر غير أكيد فهي مجرد تخمينات، تضاف إليها مسألة الجنون وغيرها من الاستنتاجات المتفرعة عن الرغبة في الكلام فقط.

وتبقى السخرية المغربية هي الوحيدة التي تفي بالغرض لا تخوض في تخصصات طبية أو في تشعبات اقتصادية وتبقى داخل الخط لا تغادر الميدان حتى لا يحسب عليها تسلل في الوقت الأصلي للمباراة.

سخرية المغاربة دليل على استيائهم في أحيان، وفي أخرى دليل على حيرتهم وبالنسبة لموضوع الأبقار البرازيلية فيبدو أن الاستياء والحيرة معا يصيبان رأس المغاربة حاليا بالدوار، لذلك لجأ بعض المدونين إلى الحديث عن الموضوع من باب السمين والهزيل، فقالت صفحة “المغاربة كوميك” على الفيسبوك، إن الحكومة بدل أن “تستورد البقر الهولندي أو البلجيكي، استوردت هياكل عظمية من البرازيل”، وتحدثت عن لحمها “الرديء” وسعرها المنخفض، كما ربطت كل ذلك بـ “صفقة فاسدة  الهدف منها الربح السريع والفاحش وذلك على حساب صحة المستهلك المغربي”.

معظم التدوينات لم تغادر منصة السخرية إلا بالنقد اللاذع والاتهامات المباشرة بكون الصفقة مشبوهة والهدف منها مراكمة الأرباح بسرعة، مع الإبقاء على الطابع الأساس هو النكتة التي جعلت مدونا يكتب موجها خطابه للناطق الرسمي باسم الحكومة، قائلا بالدارجة المغربية ما معناه “يا سي بايتاس هذه ليست أبقارا برازيلية، هذه أبقار من معابد الهندوس في الهند، شاخت وهرمت، إذا ذبحتها وأكلتها يركبك الإله”، وختم بقوله “يا عالم اتقوا الله في ذكائنا”.

بالنسبة لمدون آخر، فإنه “في إطار المخطط (الأغبر)” ويقصد المخطط الأخضر، “شحنة أبقار برازيلية تصل المغرب رأسها نعجة وظهرها سنام جمل وعنقها ديك رومي ونظرتها بشرية لشخص لا يريد الاستيقاظ للسحور”، وتوج تدوينته بقوله “تريد ذبحها ستقول لك اذهب يا ولدي واجلب لي غلاي ماء كي أتوضأ لأصلي العصر”، والمعنى يحيل على الشيخوخة.

أما مدون آخر فكان له رأي آخر، حيث اعتبر أنها “أبقار برازيلية مستوردة بنكهة نيمار”، وهو ما زكاه مدون ثان بقوله “أخنوش باغي يطلع جيل كوايري جاب أبقار برازيلية باينة فكرة لقجع هاذي هه‍هه”، بمعنى “أخنوش يريد جيلا من لاعبي كرة القدم لذلك استورد أبقارا برازيلية، ويبدو أن هذه فكرة لقجع”.

يبدو أن إسقاط كرة القدم يجد شرعيته في جنسية الأبقار، لكن هناك من حاول منح النصيحة للحكومة وسرد لها العديد من أنواع الأبقار الأوروبية، التي قال إن المستوردين تجاهلوها، أما تدوينة أخرى فكانت قاسية ووظفت شعار حزب “التجمع الوطني للأحرار” الذي ينتمي له رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وربطت كل ذلك في توليفة عجيبة مع الأبقار البرازيلية التي وصلت شحنة منها إلى المغرب مؤخرا، وستزود السوق بلحوم تبقى في علم الغيب لن يكشف عن تفاصيل لذتها وطراوتها سوى الطجين.