حذر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب من انتشار مخدر “البوفا” أو “كوكايين الفقراء”، بين الشباب وفي صفوف التلاميذ، لرخص سعره الذي لا يتجاوز 5 دولارات للغرام الواحد.
وأبدى عدد من النشطاء تخوفهم من أن ينتشر في المدراس استهلاك البوفا وهو عبارة عن بقايا كوكايين غير صالحة الاستهلاك يتم طبخها مع مواد كيماوية لتسهيل استنشاقها، ودعوا لإطلاق حملات أمنية لتوقيف مروجيه وأخرى تحسيسية للتوعية بمخاطره وأضراره على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين.
ووفق رئيسة الائتلاف المغربي لمحاربة الإدمان على المخدرات، رشيدة المقرئ الإدريسي، فإن مخدر “البوفا” الذي يتكون من بقايا الكوكايين بالإضافة إلى مواد أخرى، يشكل خطورة جسيمة على القدرات العقلية والجسدية لمن يتعاطاه، ويتسبب في نوبات قلق مصحوبة بهلوسة.
وأوضحت الإدريسي في تصريح صحفي، أن المخاطر التي يشكلها البوفا والذي بات رائجا في أوساط الشباب بشكل متزايد تعد كثيرة ومتعددة، من بينها الشعور بالقوة والتجرد من الخوف مما قد يدفع إلى إيذاء النفس أو الآخرين.
وأضافت الناشطة المدنية أن “من بين آثار التعاطي لهذا النوع من المخدرات الشعور بالقلق الشديد والتوتر وفقدان القدرة على النوم لمدة تصل إلى 4 أيام مما يدفع البعض إلى استهلاكه مع أنواع أخرى من المخدرات مثل الحشيش الذي يمنح رغبة بالنوم”.
وبحسب الإدريسي، فإن أهم سبب وراء انتشار مخدر “البوفا” في أوساط الشباب والمراهقين هو “رغبتهم في اكتشاف التغيرات الذهنية والجسدية التي يتيحها استهلاك المخدرات مع سهولة استمالة هذه الفئة والتغرير بها من قبل تجار الممنوعات”.
ودعت المتحدثة كافة الأطراف لتنسيق الجهود لمحاربة ترويج المخدرات مع تكثيف الحملات التوعوية من أجل التعريف بمخاطر الإدمان عليها على الفرد والمجتمع.
ويثير مخدر “البوفا” قلقا شديدا في أوساط المختصين في علاج الإدمان على المخدرات، بسبب تأثيراته الوخيمة وتداعياته الخطيرة على صحة المستهلك وصعوبة العلاج منه.
ويشير المختصص في علم السلوك والبرمجة الدماغية بنيوسف أكجاج، إلى أن مخدر “البوفا” أو “كوكايين الفقراء” والمعروف أيضا باسم “الكراك” يعتبر من بين أخطر أنواع المخدرات الرائجة حاليا والتي يدمن عليها عدد كبير من الأشخاص.
وكانت فعاليات سياسية ومدنية قد لفتت الانتباه مؤخرا إلى انتشار ظاهرة تعاطي مخدر “البوفا” بشكل واسع بمحيط المدارس بالنظر لسهولة استمالة التلاميذ وسعره المنخفض.
ويعتبر رئيس فدرالية جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمغرب نور الدين عكوري، أن ترويج المخدرات في محيط المدارس بات يشكل ظاهرة أدت إلى بروز سلوكيات منحرفة تتسم بالعنف بين التلاميذ وتمثل عقبة حقيقة أمام مسارهم التعليمي.
وظهر “البوفا” أول مرة بالولايات المتحدة أواخر ثمانينيات القرن الماضي تحت اسم “الكراك”.
وتفاعلا مع النقاش الدائر في الشبكات الاجتماعية حول مخاطر المخدر، أفادت وسائل إعلام محلية بأن الأمن المغربي أطلق قبل يومين حملة أمنية واسعة على مروجي المخدر في عدد من المدن.
وأسفرت الحملة التي اطلقت بالدار البيضاء وفاس وطنجة وتطوان ومكناس حتى الآن عن اعتقال 15 شخصا وحجز جرعات من مخدر “البوفا” وقنينات بلاستيكية تستعمل في إعداد واستنشاق المخدر.
وفي تصريح سابق لـ”أصوات مغاربية”، حذر عبد المجيد القاديري، رئيس “جمعية الأزهار الاجتماعية والثقافية، لا للقرقوبي”، من استهداف مروجي “البوفا” للأطفال والمراهقين بهذا المخدر الذي يسبب الهلوسة والقلق ويؤدي بمتعاطيه أحيانا للانتحار.
ووفق المتحدث، يمكن تصنيف مخدر “البوفا” ضمن المخدرات القوية التي تدفع بمدمنيها إلى ارتكاب “جرائم بشعة” بسبب تشنجات مؤلمة تصيب المستهلك وتدفعه إلى الهلوسة والجنون.
وكان تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة المتخصص في قضايا المخدرات والجرائم عام 2019، قد كشف أن نسبة تعاطي مخدر الكوكايين في صفوف التلاميذ المغاربة بلغت 1.2 في المائة لدى الذكور و0.4 في المائة في صفوف الإناث، كما أظهر حينها أن نسبة تعاطي مخدر “الكراك” أو “الوفا” يصل إلى 1 في المائة في صفوف تلاميذ المرحلة الثانوية.