نجل القذافي يصدر بياناً بشأن اعتقاله وإضرابه عن الطعام في لبنان على حساب قضية موسى الصدر؟!

0
273

وجد نجل القذافي نفسه اليوم أمام وضع السلطة السياسية عند ابتزازها وسمسراتها، وكله على حساب وباسم قضية الإمام، موسى الصدر، (مؤسس “حركة أمل” اللبنانية والمجلس الشيعي الأعلى في لبنان).

بيروت – أصدر هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي،الاثنين، بياناً بشأن اعتقاله في لبنان.

وقال “المعتقل السياسي” هانيبال القذافي في بيان، نقلته قناة “الجديد” اللبنانية، إن “ظروف اعتقالي في لبنان تجسد فعلياً مدى الظلم اللاحق بي وتكشف أن منظومة الفساد في لبنان متشابكة ومتقاطعة بين القيادات السياسية والقضاء الراضخ لتعليمات مشغليه”.

وأضاف البيان “وبعد ثماني سنوات على اعتقالي وسوقي مرغماً من سوريا إلى لبنان، وتحت وابل التعذيب ودون أن أخضع لأي محاكمة، وجدت نفسي اليوم أمام وضع السلطة السياسية عند ابتزازها وسمسراتها، وكله على حساب وباسم قضية الإمام، موسى الصدر، (مؤسس “حركة أمل” اللبنانية والمجلس الشيعي الأعلى في لبنان، الذي اختفى مع اثنين من رفاقه خلال زيارته إلى ليبيا عام 1978)”.

وتابع هانيبال القذافي في بيانه أن “السلطة السياسية في لبنان تضع شروطاً لإطلاق سراحي، وترهن حريتي بالأموال الليبية المحتجزة لدى المصارف اللبنانية، والبالغة 2 مليار دولار، وهذا هو السبب الرئيسي منذ اليوم الأول لاختطافي من سوريا، حيث طلب الخاطفون المال مقابل الإفراج عني، ولا يزال هذا الشرط قائماً حتى يومنا هذا”.

وأكمل: “إنني ومن خلف سجني، أدعو كل الإعلاميين الأحرار والنشطاء والحقوقيين إلى مساندة قضيتي، حيث أصبح مصيري هو “المُغيّب” والحقيقة محجوبة عن الرأي العام اللبناني والعالمي، فيما وضعي يزداد سوءا، وحال القضاء اللبناني تزداد ارتهانا”.

وأردف: “أمام هذا الواقع، فإني لا أجد نفسي إلا مضربا عن الطعام ومستمرا بقراري، محملا مسؤولية تدهور صحتي إلى السلطتين القضائية والسياسية مجتمعة”.

وختم: “من كلام الإمام موسى الصدر إذا كنتم ما زلتم تؤمنون بحكمته.. ألا لعنة الله على الظالم، ولو في أي مركز كان”.

ويعتبر هانيبال القذافي الابن الخامس لرئيس ليبيا الراحل. وبعد الإطاحة بوالده سنة 2011، غادر هانيبال مع أسرته إلى عمّان، وبعد ذلك إلى سوريا حيث تم قبوله كلاجئ سياسي. لكن، في عام 2015، قام مسلحون تابعون لحركة أمل العسكرية السياسية الشيعية باختطاف نجل القذافي. ونقلوه إلى لبنان حيث يقبع سجينًا. ورغم مسارعة المحكمة اللبنانية في إصدار مذكرة توقيف بحق هانيبال، فإنه لم يتم توجيه اتهامات رسمية ضده.

تزعم بعض المصادر أن اختطاف هانيبال كان مدفوعا بالرغبة في الحصول على مساعدته في العثور على مؤسس المنظمة الشيعية، رجل الدين موسى الصدر، الذي اختفى في طرابلس سنة 1978 بأمر من معمر القذافي بسبب خلافات مالية. ويعلق العديد من الشيعة اللبنانيين من حركة أمل آمالا على تواجد موسى الصدر حيًّا يرزق في أحد السجون الليبية.

في البداية لم ينكر نجل القذافي، الذي كان يبلغ من العمر عامين فقط في عام 1978، إمكانية تورط والده في اختطاف موسى الصدر، وحاول التعاون مع جهات التحقيق لكن دون جدوى.

في هذا الصدد، قال هانيبال: “بعد أن أخبرت القاضي المكلف بالتحقيق في قضية اختفاء موسى الصدر بعدم امتلاكي معلومات عن اختفاء موسى الصدر، ولكن اتُهمت بإخفاء معلومات عن هذه القضية رغم أن الحادثة تعود لسنة 1978، حينذاك كنت أبلغ من العمر سنتين فقط. إذا كانوا يرغبون فعلا في اكتشاف حقيقة اختفاء الإمام موسى الصدر، فلماذا لا يحققوا مع المتواجدين في السلطة آنذاك على غرار عبد السلام جلود كونه كان مهتمّا بالشأن اللبناني سنة 1978”.

وبحسب نجل القذافي، فإن اعتقاله تم فقط بناء على أنه “ابن معمر”. مع العلم أنه يقبع في سجن أمني لبناني منذ خمس سنوات، ظل طوالها يحاول إيجاد طريقة لاستعادة حريته، لكن دون جدوى.

يذكر أن هناك دولا عديدة حاولت مساعدة نجل القذافي، من بينها روسيا. فبحسب صحيفة الشرق الأوسط السعودية؛ بدأت موسكو في دعم هانيبال بعد زيارة أداها إليها سيف الإسلام القذافي. ويُزعم أن ممثلي سيف ناشدوا الدبلوماسيين الروس طلبًا للمساعدة في إنقاذ شقيقه من الأسر.

ورغم أن وزارة الخارجية الروسية لم تكشف عن مثل هذه الزيارة، فإن نائب وزير الخارجية، المبعوث الرئاسي الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، ساند سيف القذافي قائلا: “لم يُدَنْ ولم توجه إليه أي تهم، إنه سجينٌ دون محاكمة أو تحقيق. بحسب رأيي الشخصي، هذا الوضع غير طبيعي”.

علاوة على ذلك؛ أكد سياسيون لبنانيون رفيعو المستوى رفضوا الكشف عن هويتهم، أن روسيا مستعدة لمنح هانيبال الجنسية الروسية، زاعمين أن موسكو أرسلت اقتراحا مماثلًا إلى لبنان.