يشير رد فعل الجزائر على رفض طلب انضمامها لتكتل بريكس إلى خيبة أمل غير معلنة حاولت مداراتها بالمكابرة والترويج لنفسها كقوة قادرة مستقبلا على الانضمام للتكتل بفضل “اقتصادها المتنوع والثري”، في “كذبة بريكس” إذ أن علل الاقتصاد الجزائري تكمن أساسا في عدم وجود مصادر أخرى للدخل من خارج قطاع الطاقة.
وكان الوزير الجزائري يتحدث في اليوم الأخير لقمة بريكس المنعقدة بمدينة جوهانسبرغ ، بصفته ممثلا للرئيس عبد المجيد تبون، عندما قال: “لقد أخذت بلادي علما بالقرار الذي أعلن عنه اليوم (الخميس) قادة مجموعة البريكس والقاضي بدعوة ستة دول جديدة لعضوية المجموعة”.
والخميس، أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا الاتفاق على انضمام ست دول إلى المجموعة وهي كل من السعودية والإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا والأرجنتين، ليرتفع عدد أعضائها إلى 11.
وأوضح المسؤول الجزائري أن بلاده “تقدمت بترشحها للانضمام إلى المجموعة من منطلق إدراكها أن خيار التحالف والتكتل هو خيار سيادي واستراتيجي وتنموي”.
واضاف أن بلاده مازالت تتطلع لفتح المجال في المستقبل القريب لدول أخرى، قائلا: :”قناعتنا تظل راسخة بأن الجزائر بتاريخها المجيد ورصيدها الثري في مختلف المجالات بالإضافة إلى موقعها الجيواستراتيجي تقدم لعضويتها مزايا جلية”.
وذكر بأنها تعول في ذلك على “اقتصادها المتنوع والنمو التصاعدي بفضل طاقة شبانية خلاقة وموارد، تخلق كلها فرص للتعاون المثمر داخل المجموعة”.
والانضمام لبريكس كان وفق معايير صارمة تشمل قوة التأثير الاقتصادي والمالي للدول الجديدة التي تم قبول عضويتها وستنضم للتكتل اعتبارا من يناير/كانون الثاني المقبل وكذلك الاستقرار السياسي والأمني إضافة لمعايير أخرى، بينما كان متوقعا حتى قبل عقد قمة بريكس/افريقيا أنه لن يتم قبول طلب الجزائر لغياب مقومات الانضمام الأساسية.
وألقت السلطات الجزائرية بكل ثقلها السياسي والدبلوماسي خلال الأسابيع الأخيرة لضمان مقعد لها ضمن مجموعة “بريكس” حيث قال تبون، في مقابلة مع وسائل إعلام محلية قبل أسبوعين إن “الصين وباقي الدول الفاعلة في مجموعة بريكس، على غرار روسيا وجنوب إفريقيا والبرازيل، تدعم انضمام الجزائر إلى هذا القطب الجديد” لكن هذه الآمال اصطدمت بواقع يقول ان الجزائر لم تمتثل بعد لشروط المجموعة.
تعليقا على ذلك، قال المحلل علي بوخلاف إن سعي الجزائر للانضمام إلى “بريكس” صاحبه ضجيج إعلامي كبير، إثر تأكيدات تبون بأن لبلاده حظوظا في الظفر بمقعد إلى جانب الدول المؤسسة للمنظمة.
وللمرة الأولى، أعلن تبون في صيف 2022 اهتمام بلاده بالانضمام إلى “بريكس”، ونهاية العام نفسه قالت المبعوثة الخاصة المكلفة بالشراكات الدولية الكبرى بوزارة الخارجية الجزائرية ليلى زروقي إن بلادها قدمت طلبا رسميا بهذا الشأن.
وعقب هذه الخطوة، صدرت تصريحات من كل من الصين وروسيا وجنوب إفريقيا ترحب بمساعي الجزائر للانضمام إلى التكتل لكن ذلك لم يترجم على ارض الواقع.
ولدى إعلانه طلب الجزائر الانضمام إلى بريكس، في يوليو الماضي، كشف تبون أن بلاده تريد أن تصبح عضوا مساهما في البنك التابع لها بمبلغ 1.5 مليار دولار.
“بريكس” تعلن دعوة 6 دول جديدة لعضوية تبدأ في يناير 2024..منها 3 دول عربية إلاَّ “الجزائر”!؟ #المغربيالعربي #المغربية #المملكة #المغرب pic.twitter.com/0E5XOEoChW
— المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) August 25, 2023
والترشح للانضمام إلى “بريكس” كان أهم ملف في حقيبة تبون خلال زيارتين أجراهما إلى روسيا والصين في يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين.
وكان خبراء اقتصاديون جزائريون استبعدوا امكانية انضمام الجزائر لبريكس لأسباب يرتبط بعضها بالتكتل ذاته ويتعلق البعض الآخر بطبيعة ونمط الاقتصاد الجزائري.
ويؤكد الخبراء على أهم 3 عوامل أساسية تفكر المنظمة في إدراجها كشروط أساسية للانضمام بحسب أغلب المتابعين، وهي تنوع الاقتصاد وقيمة الناتج المحلي الإجمالي وعدد السكان”.
يُعتبر رفض مجموعة “بريكس” في الوقت الحالي لطلب الجزائر، بمثابة “موقف سلبي” من المجموعة نحو الجزائر، التي كانت تُعول على علاقاتها المتميزة مع جنوب إفريقيا وتحالفها التاريخي مع روسيا، وعلاقاتها الجيدة مع الصين، من أجل الانضمام إلى هذا التكتل الاقتصادي الذي يسعى لمواجهة الهيمنة الغربية على القرارات السياسية والاقتصادية على المستوى الدولي.
كما أن الجزائر كانت قد قامت بمساعي كبيرة من أجل إقناع المجموعة بضمها إليها، مثل قيام الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بزيارة إلى روسيا ولقائه بفلاديمير بوتين، حيث ناقشه في دعم ملف الجزائر للانضمام إلى “بريكس”، ثم قام بزيارة أخرى إلى الصين والتقى فيه نظيره شي جينبينغ، وأعلن النظام الجزائري بأن بيكين تدعم انضمام الجزائر إلى المجموعة المعنية أيضا.
والخميس، أعلن قادة مجموعة بريكس انضمام ست دول جديدة اعتبارا من العام المقبل إلى نادي كبرى الاقتصادات الناشئة التي تضم أكبر التكتلات السكانية وتسعى إلى إعادة تشكيل النظام العالمي.
واتفقت دول بريكس وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا في قمتها السنوية في جوهانسبورغ على منح الأرجنتين وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، العضوية الكاملة اعتبارا من الأول من يناير 2024.
“بريكس” تعلن دعوة 6 دول جديدة لعضوية تبدأ في يناير 2024..منها 3 دول عربية إلاَّ “الجزائر”!؟