الحياة فيض من الذكريات تصب في بحر النسيان. أما لوعة الفراق تبقى الحقيقة الراسخة، والموت حق لا مفر منه ومصير محتوم، والساعة اتية لا ريب فيها.
ليس من باب المجاملة أقول، مهما سطرت الأقلام، عظمت وانتقيت الكلمات، تبقى عاجزة لتفي راحلنا الكريم الغني عن التعريف القيادي الحقوقي البارز، عبد العزيز النويضي، الذي توفي، الخميس، بالعاصمة الرباط، رحمه الله، حقه لما تمتع من صفات إنسانية وسيرة ومسيرة يشهد لها الداني والقاصي، حافلة بالعطاء والتضحية، نبراساً نهتدي به، مثالاً ومصدر فخر واعتزاز.
ولا يختلف اثنان ان الراحل ضحى وكرس حياته وعمل على مدار الساعة من اجل معالجة مشاكل وقضايا بلده، تاركاً بصمات واضحة وملموسة على ارض الواقع في كل زاوية من البلد ،نخص بالذكر ما تضمنه مقطع الفيديو المرفق:
حزن في المغرب رحيل رجل المواقف عبد العزيز النويضي pic.twitter.com/iflADjdTlX
— المغرب الآن Maghreb Alan (@maghrebalaan) May 3, 2024
نعى عدد من من الحقوقيين والإعلاميين المغاربة القيادي الحقوقي البارز، عبد العزيز النويضي، الذي توفي، الخميس، بالعاصمة الرباط، بشكل مفاجئ خلال استضافته من أحد المنابر الإعلامية المحلية لإجراء مقابلة صحافية.
وتوفي المحامي والرئيس المؤسس لـ”جمعية عدالة” المغربية جراء سكتة قلبية ألمت به أثناء المقابلة الإعلامية مع موقع “صوت المغرب”، وفق ما أفادت به وسائل إعلام مغربية.
ويعد الراحل عبد العزيز النويضي، من أبرز الوجوه التي بصمت المجال الحقوقي المغربي على مدى عقود من الترافع والنضال من أجل تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. واشتغل النويضي أستاذا جامعيا للقانون الدستوري والعلوم السياسية، ومحاميا بهيئة الرباط، كما كان من مؤسسي جمعية “عدالة”، منظمة غير حكومية، حيث شغل منصب رئيسها في فترة سابقة وساهم في إصدار مجموعة من الأبحاث والدراسات بالإضافة إلى مجموعة من المذكرات الترافعية من أجل إصلاح العدالة بالمغرب.
وتقلد الراحل منصب مستشار الوزير الأول (رئيس الحكومة) الراحل عبد الرحمان اليوسفي. كما تقلَّد عددا من المناصب في الجمعيات الحقوقية وكان كاتبا عاما لـ “ترانسبرانسي المغرب”، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية.
وكان النويضي قد رفض تسلم وسام الشرف الفرنسي، عام 2014، تعبيرا منه عن رفضه لموقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عندما عبر عن تضامنه مع إسرائيل أثناء حربها على غزة عام 2014، وفق ما ذكر موقع “لكم”.
من جهته، قال المحامي محمد الغلوسي، وهو رئيس “جمعية المغربية لحماية المال العام”، إن وفاة النويضي خسارة كبرى، وأبرز أن الراحل لم يكتف بالتنظير لحقوق الإنسان وجوانبها المختلفة بل زاوج بين النظرية والممارسة، وظل مدافعا عبر مختلف المواقع والمنصات عن الحقوق والحريات، سواء كمحام ومدافع شرس عن أصول وقواعد المحاكمة العادلة، أو خارج المحاكم من الناحية المدنية والجمعوية والسياسية أيضا، إذ ظل منتصرا لمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها.
وإثر وفاته، كتب مدير نشر موقع “صوت المغرب”، يونس مسكين، في تدوينة على موقع فيسبوك، معزياً أسرة الراحل “مصاب جلل ورزء عظيم، خالص العزاء وأصدق المواساة لأسرة هذا المناضل الصادق”.
وكتب أحمد بن شمسي، مدير التواصل والمرافعة بقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، “أشعر بالصدمة والحزن للوفاة المفاجئة للمدافع الكبير عن حقوق الإنسان في المغرب عبد العزيز النويضي”، مضيفا أن الأخير “رجل النضال والمبادئ والقلب”.
Choqué et attristé par le décès subit de Me Abdelaziz Nouaydi, grand défenseur des droits humains au #Maroc. Membre du conseil consultatif MENA de @HRW, SG de Transparency Maroc, homme de combats, de principes et de cœur. Sa sagesse, son humour me
manqueront. RIP si Abdelaziz pic.twitter.com/agp4lhH2kH— Ahmed Benchemsi (@AhmedBenchemsi) May 2, 2024