فيديو ضابط يطلق النار على “شاب يافع” قتل شخصاً وأصاب 8 آخرين بجروح خطيرة

0
346

يجب توجيه نسبة ثابتة من مداخيل الدولة من التبغ والكحول ورهانات سباق الخيول واليناصيب والرهانات الرياضية نحو العلاج والبحث والوقاية من الإدمان، هذه المواد المشروعة تحقق رقم معاملات تزيد عن 32 مليار درهم (3 ملايين دولار)، أي ما يمثل نحو 9 في المائة من المداخيل الجبائية للمغرب، و3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

الدار البيضاء- أطلق شرطي النار في مدينة الدار البيضاء على شخص قالت مصادر أمنية إنه عرض حياة المواطنين للخطر.

وأفادت مصادر محلية أن الشرطي الذي يعمل بفرقة الدراجين التابعة للشرطة، المعروفة باسم “الصقور” بمنطقة الأمنية سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، اضطر لاستخدام سلاحه الناري لإيقاف شخص كان “في حالة اندفاع قوية وعرض حياة المواطنين وعناصر الشرطة للخطر”، وعرض حياة المواطنين وسلامة موظفي الشرطة للخطر بواسطة السلاح الأبيض.

وذكر نفس البلاغ أن المعلومات الأولية للبحث أوضحت أن المشتبه فيه كان تحت تأثير مخدر ويحمل سكينا من الحجم الكبير، استعمله في اعتداء جسدي خطير بواسطة السلاح الأبيض، بدون سبب ظاهر، مما تسبب في وفاة أحد الضحايا وإصابة الباقين بجروح.

وخلال هذا التدخل الأمني، اضطر مفتش شرطة لاستخدام سلاحه الوظيفي مصيبا المشتبه فيه على مستوى أطرافه السفلى، مما مكن من تحييد الخطر وضبط المعني بالأمر، الذي تم نقله رفقة الضحايا للمستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.

وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت الحراسة الطبية بالمستشفى في انتظار إخضاعه لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن الخلفيات والظروف الحقيقية المحيطة بارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.

وعرف المغرب تدفق المخدرات القوية، خلال السنوات القليلة الماضية، ارتفاعا ملحوظا، خاصة حبوب الهلوسة القادمة من الجزائر، يقابله حسب التقرير عجز في عدد مراكز معالجة الإدمان في المغرب الذي لا يتوفر إلا على 5 مراكز لمعالجة الإدمان، بينما أعلنت وزارة الصحة أنها تعمل على إنشاء 16 مركزا جديدا لمعالجة الإدمان في أفق تحقيق ذلك سنة 2020.

وحسب نفس الأرقام فإن ظاهرة الإدمان تنتشر بين صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و28 سنة بنسبة 70 في المائة، كما أن المغرب أصبح يعرف إدمانا بارزا لأطفال دون الـ15 من العمر، ويتركزون في المناطق المتفشي الفقر بها كما بالأحياء الهامشية للمدن.

في الواقع فإن هناك نقص كبير في مجال الطب النفسي وعلاج الإدمان بالمغرب وهناك نقص في الخبرة العلاجية التي يتمتع بها مختصو علاج الإدمان بالمغرب وهذا النقص الحاصل جعل من ندرة كبيرة في المراكز العلاجية المختصة، فكان زيادة الطلب وقلة العرض من أكبر الأسباب التي كان لها دور كبير في ارتفاع أسعار مصحات علاج الإدمان في المغرب.

و كشف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المغرب، المخاطر المتزايدة التي يسببها الإدمان في المجتمع، داعيا إلى الاعتراف بالإدمان، سواء باستخدام مواد مخدرة أو ممارسة إدمانية، بوصفه “مرضا يتطلب علاجا”، وقابلا من الناحية القانونية للتكفل به من طرف هيئات الضمان والتأمين الصحي والحماية الاجتماعية.

وأبرز رئيس هذه المؤسسة الاستشارية، أحمد شامي،أهمية “مراجعة القانون الجنائي، بما يسمح من جهة بالتطبيق الممنهج للمقتضيات القانونية التي تُلزم متعاطي المخدرات بالخضوع للعلاج، ومن جهة أخرى، العمل على تشديد العقوبات ضد شبكات الاتجار في المخدرات والمواد غير المشروعة”.

وأكد أن “العالم يشهد تطورا للسلوكيات الإدمانية، سواء تلك المرتبطة باستخدام مواد مشروعة وغير مشروعة، كالتبغ والسكر والكحول والمخدرات وغيرها، أو بممارسة أنشطة قد تسبب الإدمان، كألعاب الرهان وألعاب الفيديو والإنترنت وغير ذلك”، مشيرا إلى أن المغرب “ليس استثناء عن ذلك الوضع”.

وكشف شامي عن نتائج عدد من البحوث والدراسات الميدانية التي تم إنجازها حول الإدمان بالمغرب في السنوات الأخيرة، لافتا إلى وجود أكثر من 6 ملايين من المدخنين، 500 ألف منهم أقل من 18 سنة، وحوالي 18500 شخص يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن.

كما أوضح أن “أكثر من 9 في المائة من القاصرين في الوسط التعليمي استهلكوا مرة واحدة على الأقل مخدر القنب الهندي، بالإضافة إلى ممارسة 3.3 مليون شخص ألعاب الرهان، وتنامي الاستخدام الإدماني للشاشات وألعاب الفيديو والإنترنت، خاصة في صفوف المراهقين والشباب”.

وفي هذا الصدد، قال الخبير النفسي عثمان زيمو، إن “الإدمان هو فشل سلوكي بسبب شكل من أشكال التكييف المتكرر، الذي يترسخ في نمط حياتنا اليومي، ويثير هذا التثبيت حاجة شديدة ورغبة دائمة في الشيء”.

وتابع في تصريح صحفي سابق: “منذ تجارب العالِم بافلوف في دراسة السلوك، رأينا أن سلوك البشر هو نتيجة للتعلم المتكرر؛ والإدمان هو تعلم في غير محله ويمكن أن يؤثر على بنيتنا النفسية”.

وأورد زيمو مثال “مخدر الحشيش”، قائلا: “هو مادة تمنح الشعور المؤقت بالاسترخاء والهدوء والراحة، لكنه قد يسبب أمراضا نفسية خطيرة كالشيزوفرينيا، إلى جانب أعراض جسدية مدمرة”.

واستطرد: “أما المشروبات الكحولية فتبدد جميع أشكال القلق ويضخم المشاعر، مما يعطي شعورا خادعا بالنشوة، أو الكوكايين الذي أسميه (المادة النرجسية)، التي تضخم شعور (الأنا) وتعطي قوة نفسية مصطنعة، وتترك صاحبها عرضة للانهيار بعض انقضاء المفعول المؤقت وتدمر جهازه العصبي”.

وتطرق زيمو كذلك إلى “القمار القهري”، موضحا أنه “يدفع صاحبه لمزيد من المخاطرة المالية، والدخول في دوامة الاقتراض والإفلاس والتشرد في أحيان كثيرة”.

إلى جانب ضرورة العلاج والمواكبة، دعا رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، شامي، إلى توجيه نسبة ثابتة من مداخيل الدولة، قدرها في حوالي 10 في المائة، يتم استخلاصها من الأنشطة المشروعة التي قد تسبب الإدمان، كالتبغ والكحول ورهانات سباق الخيول واليناصيب والرهانات الرياضية، نحو العلاج والبحث والوقاية.

يذكر أن هذه المواد والخدمات، تحقق رقم معاملات تزيد عن 32 مليار درهم (3 ملايين دولار)، أي ما يمثل نحو 9 في المائة من المداخيل الجبائية للمغرب، و3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

كما طالب شامي بـ”الاعتراف القانوني باختصاص علم الإدمان وبالشهادة الجامعية الممنوحة في هذا المجال، واعتماد الأنظمة الأساسية للمهن المرتبطة بهذا الاختصاص، مما يمكن من تعزيز الموارد البشرية العاملة في هذا الميدان”.

وقال رئيس المجلس في السياق ذاته، إن “السلطات المغربية مطالبة بإطلاق مخطط وطني للوقاية من الإدمان ومكافحته في الوسط المهني، إلى جانب ضرورة إحداث هيئة وطنية للتقنين التقني والأخلاقيات ومراقبة أنشطة المؤسسات والشركات العاملة في مجال ألعاب الرهان، وذلك من أجل الوقاية من السلوكيات الإدمانية والتصدي لها”.