“تهنئة للوزير بنموسى: 8 ملايين دولار لذهبية سفيان البقالي – ميزانية ضخمة وأداء محدود، كيف تبرر هذه التكلفة؟”

0
393

الفشل الأولمبي المغربي: بين التهاني والتساؤلات ..”ميزانية ضخمة وأداء محدود: تساؤلات حول نجاعة استثمار المغرب في أولمبياد باريس 2024″

في تغريدة جديدة على تويتر، هنّأ وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، البطل المغربي سفيان البقالي بفوزه بالميدالية الذهبية في سباق 3000 متر موانع خلال أولمبياد باريس 2024.

ولكن، خلف هذه التهاني الجميلة، تتوارى أرقام وإحصائيات تكشف عن جوانب مظلمة في الرياضة المغربية.

في ضوء الانتصار الذي حققه البطل المغربي سفيان البقالي بالحصول على الميدالية الذهبية في سباق 3000 متر موانع خلال أولمبياد باريس 2024، يبرز تساؤل محوري حول كلفة هذا الإنجاز. فقد كشفت التصريحات الرسمية أن تحضير البعثة المغربية للألعاب الأولمبية كلفت 8 ملايين دولار، ما يعادل 8 مليار سنتيم مغربي. مع هذا الرقم الضخم، تبرز عدة تساؤلات مشروعة حول قيمة كل دولار أنفق على هذه الميدالية.

  1. كم تكلفة كل ميدالية ذهبية؟ إذا كانت ميزانية التحضير قد بلغت 8 ملايين دولار، وهذا الرقم لم يتم تحقيقه إلا بميدالية ذهبية واحدة فقط، فإن تكلفة كل ميدالية ذهبية يمكن حسابها بشكل غير مباشر من خلال هذه الأرقام. فهل يعكس هذا الرقم تكلفة واقعية وفعالة لتحقيق الأهداف الرياضية أم أنه يشير إلى خلل في توزيع الموارد؟

  2. ما هي معايير نجاح هذا الاستثمار؟ هل تم وضع معايير واضحة لتقييم نجاح الاستثمار في الرياضة المغربية؟ هل هذه الميدالية الذهبية، بالرغم من قيمتها الكبيرة، تعكس فعلاً نجاح الاستراتيجية الرياضية المغربية، أم أن هناك مجالات أخرى لم تحقق الأهداف المرجوة؟

  3. هل كانت هناك شفافية في استخدام الميزانية؟ أين ذهبت بقية الأموال؟ هل تم إنفاقها بشكل فعال على تدريب الرياضيين، توفير المعدات، وتحسين البنية التحتية؟ أم أن هناك جوانب من الميزانية لم تستثمر كما يجب، مما أدى إلى الفجوة بين الإنفاق والنتائج؟

  4. ما هي الدروس المستفادة؟ ما هي الدروس التي يجب تعلمها من هذه التجربة؟ هل يمكن تحسين إدارة الموارد الرياضية لتحقيق نتائج أفضل في المستقبل؟ وكيف يمكن استثمار الميزانية بشكل أكثر فعالية لضمان تحقيق إنجازات ملموسة في الدورات الأولمبية المقبلة؟

هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة وشفافة، إذ لا بد من مراجعة شاملة للاستراتيجيات المتبعة، لضمان تحقيق أفضل النتائج بأقل تكلفة ممكنة، ولتوفير قيمة حقيقية لكل دولار يُنفق على الرياضة المغربية.

أكد “حسن فكاك”، المدير التقني للجنة الأولمبية المغربية، أن تحضير البعثة المغربية لدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 كلفت ميزانية ضخمة قدرها 8 ملايين دولار، أي ما يعادل 8 مليار سنتيم مغربي. هذه الميزانية كانت مخصصة لتحضير 60 رياضيًا مغربيًا يمثلون 19 نوعًا رياضيًا مختلفًا.

رغم هذا الإنفاق الكبير، يطرح العديد من المراقبين تساؤلات حول جدوى هذه الاستثمارات. فالتباين بين التكلفة العالية والنتائج المتواضعة يثير علامات استفهام حول فعالية الاستراتيجية الرياضية المغربية. ماذا تحقق من هذه الاستثمارات؟ هل ارتفعت جودة الأداء الرياضي بما يتناسب مع حجم الأموال المستثمرة؟ أم أن هذا الإنفاق كان مجرد رقم يضاف إلى الأرقام الكبيرة دون أن يترجم إلى نتائج ملموسة؟

الأرقام تتحدث عن ميزانية ضخمة تُنفق على إعداد اللاعبين، بينما الواقع يُظهر أن الإنجازات الكبرى تبقى محدودة. هذا الفشل قد يكون نتاجًا لغياب الاستراتيجيات الفعالة والإدارة الجيدة، مما يستدعي مراجعة شاملة وتفكيرًا معمقًا في كيفية استثمار هذه الموارد بما يحقق الأهداف المنشودة.

وفي الوقت الذي تُخصص فيه المنح المالية العالية للفائزين بالميداليات الأولمبية – 200 مليون سنتيم للذهبية، 125 مليون سنتيم للفضية، و75 مليون سنتيم للبرونزية – يظل السؤال مطروحًا: هل هذه المنح تعكس فعلاً قيمة الإنجازات الرياضية، أم أنها محاولة لتغطية ضعف الأداء العام وتبديد الموارد؟

أصبح من الضروري أن يتم التعامل مع مسألة الرياضة المغربية بجدية أكبر، مع وضع استراتيجيات واضحة وشفافة لضمان تحقيق نتائج ملموسة تعكس قيمة الاستثمارات وتحقق تطلعات الجماهير المغربية.