“تكتل وطني جديد: هل تنجح الأحزاب المعارضة في مواجهة هيمنة الحكومة؟”

0
213

بينما يعاني المشهد السياسي المغربي من تراجع في الفعالية والتأثير، تستعد أحزاب الحركة الشعبية، الحزب الديمقراطي الوطني، والحزب المغربي الحر للإعلان عن تشكيل تكتل سياسي جديد. الهدف المعلن هو مواجهة ما يُعتبر هيمنة أحزاب التحالف الحكومي وتقديم بديل سياسي للمواطن المغربي.

لكن، هل تستطيع هذه الأحزاب تجاوز انقساماتها الداخلية وتحديات الواقع السياسي لتحقيق أهدافها؟

حزب الحركة الشعبية: خطوة نحو التحالف الوطني

في تصريحاته الأخيرة، أكد محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، أن التكتل الجديد سيشمل أحزابًا أخرى ونقابات سياسية تسعى للعمل المشترك لمواجهة ما يعتبرونه “الانسداد السياسي”. ومع اقتراب الإعلان الرسمي عن هذه الخطوة، يبدو أن الهدف الأكبر هو تقديم إجابات على مطالب الشعب المغربي، والتي يعتقد قادة هذا التكتل أنها لم تجد صدى في الحكومة الحالية.

لكن، ما هو السبب الحقيقي وراء تحرك هذه الأحزاب؟ هل هو دفاع عن مصلحة الوطن أم مجرد محاولة لاستعادة المكانة السياسية التي فقدوها في ظل الائتلاف الحاكم؟

الحزب المغربي الحر: تحديات إضافية في مواجهة الحكومة

وفي ذات السياق، أكد إسحاق شارية، الأمين العام للحزب المغربي الحر، أن الهدف من هذا التكتل هو مواجهة “مشاريع تضارب المصالح” التي تهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المغرب.

وتساءل شارية عن استمرار الحكومة الحالية في تصدّر المشهد السياسي رغم الفشل في التعامل مع ملفات حيوية، مثل الاقتصاد والنقابات. ولكنه، كما أشار، إن كان التكتل الجديد سيسمح بمواجهة الحكومة، في ظل الاستعدادات للمنافسات الانتخابية المقبلة، هل يملك القوة والقدرة على إحداث تغييرات حقيقية في المشهد؟

هل يمكن لهذا التكتل أن يكون البديل الحقيقي؟

يعدّ رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية، أن نجاح التكتل يعتمد بالدرجة الأولى على تجاوز الأحزاب لخلافاتها الداخلية. ويشير إلى أن التحالفات السياسية السابقة، حتى من المعارضة، فشلت بسبب قلة التنسيق وعدم وجود رؤية موحدة.

هل يمكن لهذه الأحزاب أن تخلق رؤية سياسية جديدة تتماشى مع تطلعات المواطنين؟

من جهة أخرى، تشير الباحثة في العلوم السياسية شريفة لموير إلى أن عدم التنسيق بين الأحزاب المعارضة في مجلس النواب، بما في ذلك حزب الحركة الشعبية، يعوق أي تحرك جدي للتكتل الجديد. فهل ستكون الخلافات الداخلية والشتات التنظيمي أكبر عائق أمام هذه الأحزاب لتحقيق أهدافها؟

الرد على هيمنة الأغلبية: نجاح أم فشل؟

بالنظر إلى التأثير الكبير لأحزاب الأغلبية الحكومية (التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، الاستقلال)، يبقى السؤال الأبرز: هل ستكون هذه الأحزاب قادرة على هزيمة التكتل المعارض في ظل خريطة سياسية انتخابية تسيطر عليها بشكل مطلق؟

من خلال الفشل المستمر لعدة محاولات للاندماج بين أحزاب المعارضة، يبدو أن التكتل الجديد يواجه معركة صعبة. لكن في المقابل، يرى البعض في حزب الحركة الشعبية أنه يوجد توافق حول الأهداف الرئيسية مثل توحيد البنية التنظيمية وتقديم بديل حركي يعكس تطلعات المواطن.

ختامًا: الأفق السياسي بين التحديات والفرص

في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل سينجح هذا التكتل السياسي الجديد في تقديم بديل حقيقي للمغاربة أم سيبقى مجرد خطوة تفتقر إلى التماسك والفاعلية؟ بينما تتصاعد التحديات الداخلية والخارجية، فإن المستقبل القريب سيحدد ما إذا كانت هذه الأحزاب قادرة على تقديم مشروع سياسي يحقق التغيير المطلوب.