السنة الأمازيغية في قلب الهجرة: احتفال الجالية المغربية بهولندا يُجسّد عظمة الهوية وروح الانتماء

0
206
صورة : موقع هبة بريس

في ليلةٍ امتزجت فيها روائح الكسكس المغربي بنغمات موسيقى “أحواش” و”الريف”، تحوّلت قاعة الاحتفالات في هولندا إلى قطعة من المغرب، حيث اجتمعت الجالية المغربية لتُحيي ذكرى السنة الأمازيغية الجديدة (يناير) بفخرٍ واعتزاز.

هذا الاحتفال لم يكن مجرد حدثٍ عابر، بل كان لوحة فنية تعكس عراقة الهوية الأمازيغية وقوة الانتماء الوطني، في مشهدٍ يُجسّد كيف تحوّلت الهجرة من تحدٍّ إلى فرصة لنشر الثقافة المغربية الأمازيغية في قلب أوروبا.

الهوية الأمازيغية… جذورٌ تمتد عبر القارات

الهجرة المغربية إلى هولندا، التي بدأت في ستينيات القرن الماضي، حملت معها ليس فقط الأيدي العاملة، ولكن أيضًا ثقافة غنية ومتنوعة. ومع مرور الوقت، أصبحت الجالية المغربية في هولندا جسرًا ثقافيًا بين المغرب وأوروبا.

الاحتفال بالسنة الأمازيغية هنا لم يكن مجرد تذكير بالجذور، بل كان تأكيدًا على أن الهوية الأمازيغية ليست محصورة في حدود جغرافية، بل هي روحٌ تسري في عروق المغاربة أينما حلّوا.

الحضور الدبلوماسي: رسالة قوية لدعم الهوية الأمازيغية

حضور سفير المملكة المغربية في هولندا، محمد البصري، والقنصل العام لقنصلية أوتريخت، بثينة الكردودي، لم يكن مجرد حضور شكلي. كلمات السفير، التي شدّدت على عراقة الهوية الأمازيغية ودورها في تعزيز الوحدة الوطنية، كانت رسالة قوية مفادها أن الدولة المغربية تدعم وتفتخر بتنوعها الثقافي.

هذا الدعم الرسمي يطرح سؤالًا: هل يمكن أن تكون الهوية الأمازيغية أداةً دبلوماسية لتعزيز صورة المغرب في الخارج؟

رئيس الفدرالية: خطابٌ وحدوي في وجه التحديات

محمد ديبا، رئيس فدرالية الجالية المغربية في هولندا، كان النجم الأبرز في الحفل. بكلمته القوية، أكّد ديبا على أن الهوية الأمازيغية ليست أداةً للانقسام، بل هي مصدر فخر ووحدة. تحذيره من “المرتزقة المأجورين” الذين يحاولون توظيف الهوية لأغراض سياسية كان بمثابة صفعة لكل من يحاول العبث بوحدة المغاربة.

هذا الخطاب الوحدوي يطرح تساؤلاتٍ حول كيفية تعزيز الوحدة الوطنية في أوساط الجالية المغربية في الخارج، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها.

الجالية المغربية: فخرٌ بالهوية وإشعاعٌ للثقافة

لم يكن الحفل مجرد احتفالٍ بالهوية الأمازيغية، بل كان أيضًا احتفاءً بإنجازات المغرب على المستوى الدولي. أفراد الجالية المغربية، الذين تحدثوا خلال الحفل، عبّروا عن فخرهم بالهوية الأمازيغية وبالإنجازات التي يحققها المغرب في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية.

هذا التفاعل يطرح سؤالًا: هل يمكن أن تكون الهوية الأمازيغية أداةً لتعزيز الانتماء الوطني لدى الجالية المغربية في الخارج؟

الفقرات الفنية: احتفاءٌ بالموروث الثقافي

كانت الفقرات الفنية هي القلب النابض للحفل. فرقة “أحواش” القادمة من المغرب قدمت عروضًا تراثية مبهرة، بينما أضافت فرقة الموسيقى الريفية القادمة من بلجيكا لمسةً عصريةً على الأغاني التقليدية. هذه العروض لم تكن مجرد تسلية، بل كانت تعبيرًا عن الاحتفاء بالموروث الثقافي الأمازيغي.

كما أضافت النساء المنتسبات لجمعيات أمازيغية، وهن يرتدين الأزياء التقليدية الأمازيغية، لمسةً جماليةً تعكس عراقة الهوية الأمازيغية.

ختام الحفل: مأدبة عشاء تقليدية تُجسّد روح المغرب

اختتم الحفل بدعوة الحاضرين إلى مأدبة عشاء تقليدية، كان أبرزها طبق الكسكس المغربي الشهير. هذه اللمسة الأخيرة لم تكن مجرد وجبة، بل كانت تعبيرًا عن روح المغرب التي تجمع بين الأصالة والكرم. الحاضرون، الذين استمتعوا بالأطباق المغربية الأصيلة، عاشوا لحظاتٍ من الفرح والبهجة، وكأنهم في وطنهم الأم.

الخاتمة: احتفالٌ يُجسّد عظمة الهوية وروح الانتماء

احتفال الجالية المغربية في هولندا بالسنة الأمازيغية كان أكثر من مجرد حدثٍ ثقافي؛ لقد كان تعبيرًا عن عظمة الهوية الأمازيغية وقوة الانتماء الوطني. هذا الاحتفال يثبت أن الهوية الأمازيغية ليست مجرد تراث ماضي، بل هي جزء حيوي من حاضر المغرب ومستقبله.

في النهاية، يبقى السؤال: كيف يمكن تعزيز هذا التلاحم بين الهوية الأمازيغية والانتماء الوطني في أوساط الجالية المغربية في الخارج؟ وهل يمكن أن تكون الهوية الأمازيغية جسرًا لتقوية الروابط بين المغرب وجالياته في الخارج؟