أزمة طلبة الطب بالمغرب: احتجاجات الأساتذة وتنازلات الوزارة.. مناورة حكومية أم خوف من التعديل؟

0
100

هل تنجح التنازلات الحكومية في احتواء أزمة كليات الطب؟ الأساتذة والطلبة في مواجهة مفتوحة

لا تزال أزمة طلبة الطب في المغرب مستمرة، مع تصاعد الاحتجاجات بين الأساتذة والطلاب حول تعامل الحكومة مع هذا الملف، في ظل الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة التعليم العالي. بين الاحتجاجات والمطالب، وتفاعلات الحكومة، يبقى السؤال: هل هذه التنازلات الحكومية محاولة لاحتواء الأزمة، أم أنها خوف من تعديل حكومي قريب؟ وهل هذه التنازلات كافية لتجنب تصعيد الأزمة؟

أساتذة كلية الطب بالبيضاء يحتجون
نظم أساتذة كلية الطب بالدار البيضاء وقفة تضامنية مع الطلبة والأطباء المقيمين المتضررين من العنف والمتابعات القضائية. وفي بيانهم، رفض الأساتذة التدخل الأمني العنيف الذي استهدف الطلبة والأطباء المقيمين، معتبرين أن المقاربة الأمنية لن تسهم في حل الأزمة بل قد تزيدها تعقيداً. وأكدوا أن الأزمة تتطلب إجراءات حاسمة، تشمل إرجاع الطلبة الموقوفين، التراجع عن حل مكاتب الطلبة، وتوفير الظروف الملائمة لإجراء الامتحانات.

التنازلات الحكومية: مناورة أم تجاوب حقيقي؟
من جانبها، أعلنت وزارة التعليم العالي عن اتخاذ مجموعة من الإجراءات في محاولة لاحتواء الأزمة. من بين هذه الإجراءات، تمكين الطلبة من اجتياز امتحانات دورات استثنائية، وتعويض النقاط الصفراء التي حصلوا عليها في الامتحانات السابقة بالنقاط الفعلية التي يحققونها في الدورات الاستثنائية. هذه التنازلات تبدو في ظاهرها تجاوبًا مع المطالب، لكن يظل السؤال: هل هي مجرد مناورة من الحكومة لاحتواء الوضع، أم أن هناك ضغوطًا داخلية تدفعها لتقديم تنازلات قبل حدوث تعديل حكومي وشيك؟

إصلاحات متسرعة وغير تشاركية
تعتبر النقابة الوطنية للتعليم العالي أن تقليص سنوات الدراسة وتعديل بعض المقررات الدراسية تم بمقاربة غير تشاركية وسريعة، مما أثار استياء الأساتذة. هل يمكن اعتبار هذه القرارات محاولة من الحكومة لتحقيق أهداف سياسية معينة، أم أن هناك بالفعل نية حقيقية لتحسين نظام التعليم الطبي؟

هل تتعلق الأزمة بتعديل حكومي محتمل؟
مع تصاعد حدة الاحتجاجات وتزايد الضغوط على الحكومة، يتساءل البعض عن علاقة هذه التنازلات بتعديل حكومي قريب. هل تسعى الحكومة لتهدئة الأوضاع لتجنب الاضطرابات السياسية التي قد تسرع من هذا التعديل؟ أم أن هناك خطوات حقيقية تهدف إلى تحسين الظروف التعليمية والمهنية للطلبة والأساتذة على حد سواء؟

أسئلة تتطلب توضيحاً:

  • هل يمكن للحكومة تلبية جميع مطالب الأساتذة والطلبة دون التأثير سلبًا على مسار الإصلاح التعليمي؟

  • هل ما تم اتخاذه من إجراءات يعد كافيًا لإنهاء الأزمة الحالية، أم أن هناك تصعيدًا محتملًا من قبل الأساتذة في حال عدم التوصل لحل جذري؟

  • كيف ستتعامل الحكومة مع الانتقادات المستمرة بشأن المقاربة الأمنية التي تم اتباعها في مواجهة الطلبة والأطباء المقيمين؟

في الختام، يتعين علينا متابعة تطورات الأزمة وتحليل مدى استجابة الحكومة لضغوط الشارع والنقابات، وما إذا كانت هذه الاستجابة نابعة من خوف سياسي من تعديل حكومي وشيك أم أنها تأتي كخطوة لإصلاح التعليم الطبي في المغرب بشكل جدي.