أخنوش يبدأ مشاورات تشكيل حكومة جديدة..هل ينجح في تشكيل حكومة تخرج المغرب من أزمة جائحة كوفيد-19 التي سببت ركودا غير مسبوق؟

0
136

بدأ عزيز أخنوش الذي كلفه جلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله تشكيل حكومة جديدة، اليوم الإثنين، مشاورات مع القوى السياسية. وتنتظر أخنوش مهمة سهلة جراء تباين مواقف هذه القوى، ويمضي البلاد نحو فصل جديد بعد إزاحة حزب العدالة والتنمية الإخواني، والذي ظل يتصدر نتائج الانتخابات، في الفترة بين عامي 2011 و2016..فهل ينجح أخنوش في تأليف حكومة منسجمة قادرة على إخراج البلد من أزماته الحالية؟

وقال رئيس الحكومة المكلف، أثناء لقاء جلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله، السبت، إنه سيقوم بعقد مشاورات مع الأحزاب المتوافقة مع رؤى حزبه السياسية لجهة تشكيل حكومة “متجانسة” و”متماسكة”، بحيث يكون بمقدورها تحقيق تطلعات الشعب.

Peut être une image de 3 personnes et personnes debout

وقال وهبي في تصريحات لوسائل الإعلام  “تبادلنا بعض الأفكار حول إمكانية التحالف الحكومي”.

وأضاف أن “حزبه تلقى إشارات جد إيجابية بخصوص التحالف، وسيعمل على استمرار هذا الحوار من أجل بناء تصور مشترك”.

ومن المنتظر أن يلتقي أخنوش، بنزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال (معارض)، في وقت لاحق الإثنين، في إطار مشاورات تشكيل الحكومة.

وحصل “التجمع الوطني للأحرار” على 102 مقاعد في الانتخابات التشريعية، متبوعا بحزبي “الأصالة والمعاصرة” 86 مقعدا، و”الاستقلال” 81 مقعدا.

فيما حل حزب “العدالة والتنمية” (قائد التحالف الحكومي المنتهية ولايته) في المركز الثامن، مسجلا تراجعا كبيرا بحصوله على 13 مقعدا فقط، وذلك من أصل 395، إجمالي مقاعد البرلمان.

وبحسب معلومات حصلت عليها “المغرب الآن” من مصادر حزبية مُتطابقة، فإن عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المكلف، دشن بعد تعيينه مباشرة مفاوضاته غير الرسمية مع الأحزاب.

ذات المصادر أكدت أن عزيز أخنوش التقى صبيحة اليوم السبت، بكل من عبداللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ونزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال.

ويُناقش أخنوش بالأساس تحالفات انتخابات رؤساء الجهات التي ستجري خلال الأيام المقبلة، إذ يرى أن التحالف الحكومي يجب أن يمتد إلى التحالفات على مستوى الجهات، والمجالس المحلية.

وفي وقت سابق، أكد أخنوش انفتاحه على جميع الألوان الحزبية في المملكة المغربية، شريطة أن يكون هناك تقاطع وتقارب بينها في البرامج.

وقال وهبي، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، إنه تم بهذه المناسبة تبادل مجموعة من الأفكار حول إمكانية تشكيل التحالف الحكومي، مشيرا إلى أنه تلقى من رئيس التجمع الوطني للأحرار “إشارات جد إيجابية وسنعمل على استمرار هذا الحوار”.

يشار إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة الذي كان في المعارضة خلال الولاية التشريعية المنتهية، قد حل في المرتبة الثانية في انتخابات الثامن من سبتمبر بعد التجمع الوطني للأحرار، إثر حصوله على 86 مقعدا.

وكان المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة قد أكد في بلاغ له، الجمعة الماضية، أنه مستعد لخدمة الصالح العام من جميع المواقع وليست لديه خطوط حمراء.

ورجحت مصادر مطلعة وموثوقة أن يشارك حزبا الأصالة والمعاصرة والاستقلال في ائتلاف حكومي يقوده حزب التجمع الوطني للأحرار، ما سيضمن وجود أغلبية برلمانية مريحة تساند برنامج “حكومة منسجمة وقوية” برئاسة عزير أخنوش.

وأضافت أن لقاءات جمعت الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، والأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة مع عزيز أخنوش رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة.

كذلك، كشفت مصادر متطابقة عن تفاهمات بين الأحرار والأصالة والمعاصرة تشمل تولي الأمين العام للحزب عبد اللطيف وهبي رئاسة مجلس النواب وحصول حزبه على أربع حقائب وزارية من بينها إحدى الحقائب السيادية إضافة إلى توافقات فيما يخص رئاسة مجالس الأقاليم والجماعات المحلية.

في المقابل، تتحدث مصادر حزبية عن اتجاه آخر قد تسلكه مشاورات تشكيل الحكومة ولا تستبعد فشل المفاوضات بين الأحرار والأصالة والمعاصرة بالنظر لكونهما “حزبين من نفس العائلة ويسيطر عليهما رجال الأعمال والأعيان وكبار الموظفين وقد يختلفان حول تفاصيل المحاصصة الوزارية وتقاسم المناصب والامتيازات”، بحسب هذه المصادر.

ويرى مراقبون أن الدعاية الانتخابية وغلبة البعد الأيدولوجي لجماعة الإخوان في المغرب أخفق، مؤخرا، في أن يكون العامل الذي يساهم في الحشد والتعبئة، بينما سقطت حالة الاستقطاب القصوى أمام المكتسبات والحقوق الاجتماعية والسياسية التي تلاشت وبدت مؤثرة على خيارات المواطنين.

وتواجه الحكومة الجديدة تحديات التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 التي سببت ركودا غير مسبوق، علما أن الملك محمد السادس سبق أن أعلن صيف 2020 عن مشروع طموح للإنعاش الاقتصادي بقرابة 12 مليار دولار.

ويمنح الدستور صلاحيات واسعة للحكومة والبرلمان، لكنّ الملك يحتفظ بمركزية القرار في القضايا الإستراتيجية والمشاريع الكبرى التي لا تتغير بالضرورة بتغيّر الحكومات.

ومثلت النتائج هزيمة غير متوقعة لإسلاميي المغرب الذين خسروا 113 مقعدا في البرلمان بسبب تراجع شعبيتهم.

وأسفرت الهزيمة المدوية لحزب العدالة والتنمية عن استقالة قيادته ودعوتها لمؤتمر استثنائي، متحججة في تبرير الهزيمة “بممارسة الضغط على مرشحي الحزب من قبل بعض رجال السلطة”، و”الاستخدام المكثف للأموال”.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 50,35 بالمئة وفق ما أعلن وزير الداخلية، علماً أنها المرة الأولى في تاريخ المغرب دعي فيها نحو 18 مليون ناخب لانتخابات برلمانية ومحلية وجهوية في نفس اليوم.