الإفلاس يهدد آلاف الشركات في المغرب.. هل من خطة إنقاذ؟

0
389

كشف تقرير دولي أن نحو 13 ألف شركة مغربية تواجه خطر الإفلاس خلال العام الحالي، وذلك بزيادة 5 في المئة عن العام الماضي، الذي شهد إفلاس نحو 12 ألف شركة، مما يجعل المغرب في المرتبة الرابعة عالميا، بعد كل من بولندا وإسبانيا وهنغاريا.

في هذا الصدد ، وجه حزب “العدالة والتنمية” (معارضة) ، سؤال شفوي إلى حكومة رجل الأعمال “عزيز أخنوش” ، عن الاتفاع المهول في معدلات إفلاس المقاولات في المغرب.

وقال مصطفى ابراهيمي عضو المجموعية النيابية للحزب، إن شركة التأمين الدولية “أليانز تريد” أصدرت تقريرا أشارت فيه أن نحو 13 ألف شركة مغربية معرضة لخطر الإفلاس خلال العام الحالي 2023 خصوصا الصغيرة والمتوسطة منها.

وأوضح  أن هذا الرقم يعد قياسيا بعد إفلاس أكثر من 12 ألف خلال 2022، و فقدان لمناصب الشغل بلغ 24000 منصب سنة 2022 حسب تقرير المندوبية السامية للتخطيط، بزيادة لنسبة الإفلاس تقدر ب 53% مقارنة بسنة 2019.

وأضاف ” أن مؤشرات الإفلاس تأتي سياق اقتصادي يتسم بارتفاع أسعار المواد الأولية، وتسجيل ارتفاع للتضخم لمستويات قياسية، مما يجعل المغرب في المرتبة الرابعة عالميا، بعد كل من بولندا وإسبانيا وهنغاريا في مجال إفلاس الشركات”.

وتساءل ابراهيمي عن الإجراءات التي ستقوم بها الحكومة لتفادي تفاقم هذا الوضع وما يترتب عنه من انعكاسات اقتصادية واجتماعية؟. 

وفق التقرير، الصادر عن شركة التأمين الدولية أليانز تريد”، إلى أن الرقم القياسي يأتي في سياق اقتصادي دولي صعب يتسم بارتفاع أسعار المواد الأولية وتسجيل التضخم مستويات أعلى، ما يفاقم الوضع الاقتصادي المتأزم، ويزيد من نسب البطالة المرتفعة.

وشهد المغرب إفلاس نحو 6 آلاف شركة، عام 2020، و620 حالة، ليرتفع الرقم إلى 10 آلاف و552 حالة في سنة 2021، ثم إلى 12 ألفا و397 حالة العام الماضي، وفق خبراء الاقتصاد.

وحذر الخبراء من تداعيات الإفلاس على الواقع الاقتصادي، وكذلك نسب البطالة، وتراجع الثقة لدى أصحاب الشركات الصغيرة في الاستمرار في السوق المغربية.

وتتكون بنية الشركات بالمغرب من 93% من الشركات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة (64% من الشركات الصغيرة جدا و29% من الشركات الصغرى والمتوسطة)، في حين لا تمثل الشركات الكبرى سوى حوالي 7% حسب دراسة للمندوبية السامية للتخطيط، ويتركز ثلثا هذه الشركات تقريبا (63%) في المجال الجهوي للدار البيضاء وطنجة.

وتوفر الشركات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة حوالي 74% من فرص العمل في القطاع المنظم، حسب المرصد المغربي للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة.

وتهيمن هذه الشركات على النسيج الإنتاجي المغربي، إذ تمثل 99.6% من بين أكثر من 296 ألف شركة.

وتعمل 30% من الشركات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة في التجارة، و23% في البناء.

وحسب المرصد، فإن هذه الشركات تمثل 41% من مجمل رقم معاملات الشركات بالمغرب، و26% من المعاملات الموجهة للتصدير، و35% من القيمة المضافة.

وكان وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات يونس السكوري قد أقر في البرلمان بالصعوبات التي تعترض الشركات الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة.

وأفاد السكوري بأن 12% فقط من الشركات الصغيرة والمتوسطة تصل إلى الموارد البنكية، ووصف هذه الصعوبات بأنها “مشكلة بنيوية”.

وأعلن الوزير بعض الخطوات لتجاوز هذا الوضع، من بينها تبسيط إجراءات الصفقات العمومية الأقل من 5 ملايين درهم (500 ألف دولار)، لافتا إلى أن وزارته أعدت المرسوم الخاص بدعم الشركات الصغيرة والصغيرة جدا في إطار الاستثمار.

وكانت الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات قد أطلقت الأسبوع الماضي المخطط التشغيلي “جيل المقاومين”، ويهدف هذا المخطط إلى دعم 100 ألف من حاملي المشاريع والمقاولين الذاتيين، وكذلك المقاولات الصغيرة جدا بين سنتي 2023 و2026.

أرقام وإحصاءات

وتتكون بنية الشركات بالمغرب من 93% من الشركات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة (64% من الشركات الصغيرة جدا و29% من الشركات الصغرى والمتوسطة)، في حين لا تمثل الشركات الكبرى سوى حوالي 7% حسب دراسة للمندوبية السامية للتخطيط، ويتركز ثلثا هذه الشركات تقريبا (63%) في المجال الجهوي للدار البيضاء وطنجة.

وتوفر الشركات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة حوالي 74% من فرص العمل في القطاع المنظم، حسب المرصد المغربي للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة.

وتهيمن هذه الشركات على النسيج الإنتاجي المغربي، إذ تمثل 99.6% من بين أكثر من 296 ألف شركة.

وتعمل 30% من الشركات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة في التجارة، و23% في البناء.

وحسب المرصد، فإن هذه الشركات تمثل 41% من مجمل رقم معاملات الشركات بالمغرب، و26% من المعاملات الموجهة للتصدير، و35% من القيمة المضافة.

يقول زهير لخديسي، الخبير الاقتصادي المغربي، إن التقرير المتعلق بإفلاس الشركات حول العالم، والذي أصدرته “أليانز تريد” هي دراسة ائتمانية على مستوى العالم لقدرة الشركات على أداء مستحقاتها.

أضاف، في تصريح سابق، أن “المغرب عرف خلال السنوات الأخيرة تضاعفا لرقم إفلاس الشركات، حيث انتقل عدد الشركات المفلسة من 6620 سنة 2020، إلى 10552 سنة 2021، ثم 12937 سنة 2022”.

فيما يتعلق بالأثر السلبي لإفلاس هذا العدد الكبير من الشركات، يوضح الاقتصادي المغربي، أنها تنعكس بصورة كبيرة على نسب البطالة، وكذلك على نسبة النمو بشكل عام، إضافة إلى تأثيره على ثقة المتعاملين داخل المنظومة الاقتصادية الوطنية.

ويتوقع أن يستقر عدد حالات إفلاس الشركات في المغرب خلال العام المقبل 13 ألف حالة، ليمثل زيادة بنحو 53 بالمئة مقارنة بسنة 2019، ما يجعل المغرب يحتل المرتبة الرابعة عالميا، بعد كل من بولندا وإسبانيا وهنغاريا.

في الإطار ذاته، يقول الخبير الاقتصادي، أوهادي سعيد، إن المعدل الدولي للإفلاس سنة 2023 يبلغ نحو 21 في المئة لينخفض سنة 2024 إلى 4 في المئة.

بدوره، يدعو الفركي الحكومة إلى إعطاء اهتمام أكبر للشركات الصغيرة والصغيرة جدا في صياغة أي برامج اقتصادية، بالنظر لمساهمتها المهمة في الحفاظ على السلم الاجتماعي كونها المشغل الأول في البلاد.

ولحل مشكلة الوصول إلى التمويل يقترح الفركي إنشاء بنك للدولة لتمويل هذه الشركات التي تقصيها البنوك التجارية لأنها غير مربحة بالنسبة لها.

ويعول المستثمرون على ميثاق الاستثمار الجديد الذي دخل حيز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول الماضي من أجل تجاوز الصعوبات التي تواجهها الشركات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة.

أما الأزرق فيشير إلى أن هذا الميثاق يرمي إلى مساعدة الشركات، خاصة تلك الراغبة في الاستثمار في قطاعات جديدة أو مناطق بعيدة، إذ ستستفيد من برامج دعم وتحفيزات ضريبية.

ويتوقع المتحدث أن يكون لهذه التوجهات وقع إيجابي على الشركات الصغيرة والصغيرة جدا، وأن تدفع باتجاه تعزيز صمودها في مواجهة الأزمات التي تعترضها في الأيام الأولى لتأسيسها.

تطرح هذه الأرقام المرتفعة حالة الشركات المغربية، وخصوصا الصغيرة والمتوسطة التي ما زالت تعاني من تداعيات أزمة كورونا، لتنضاف إليها آثار التضخم وارتفاع أسعار مختلف المواد منذ بداية العام الماضي.

ولا يستبعد أن تزداد وتيرة الإفلاسات في ظل استمرار الظرفية الاقتصادية غير المواتية سواء دوليا أو وطنيا، ناهيك عن تأثيرات رفع سعر الفائدة الرئيسي من طرف بنك المغرب إلى 3 في المائة حيث من شأنه أن يحد من تمويل المقاولات، وبالتالي ضياع فرص إنقاذها من الإفلاس.

ويرى الخبراء أنه على الحكومة المغربية أن تسهل على الشركات الصغرى طرق الرفع من رسملتها، والولوج إلى قروض منخفضة الفائدة، وأن تعاقب التأخر أو المماطلة في الأداءات، الذي تمارسه الشركات الحكومية و الكبرى بشكل عملي، إضافة إلى ضرورة خفض نسبة الفائدة، خاصة بعد الارتفاعات المتتالية خلال الأشهر الأخيرة.