ماكرون يحذّر إسرائيل من أن “القضاء على حم.اس بالكامل” سيؤدي إلى “10 سنوات” من الحرب

0
209

في اليوم الـ57 من الحرب على غزة، واصلت إسرائيل عدوانها لليوم الثاني بعد انتهاء هدنة دامت أسبوعا، وشنت طائراتها غارات على أنحاء مختلفة من القطاع، وارتكبت مجزرة جديدة في مخيم جباليا (شمال) أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني.

دبي – حذَّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السلطات الإسرائيلية، من أن “القضاء على حماس بالكامل سيؤدي الى عشر سنوات من الحرب”.

وشدد، في مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب28” في دبي، على أن “المواجهة الجيدة للإرهاب ليست عبارة عن قصف منهجي ومتواصل”، داعيًا إلى “مضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ولافتاً الى أنه “من الواضح جدًا أن استئناف القتال في قطاع غزة هو موضوع مثير للقلق وقد شكّل محور العديد من النقاشات”.

واعتبر ماكرون أن “هذا الوضع يتطلب مضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وللإفراج عن جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، وتزويد سكان غزة بالمساعدات التي يحتاجون إليها بشكل عاجل، ولجعل إسرائيل واثقة من استعادة أمنها”.

ولكن ماكرون سأل في مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) في دبي، “ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟… إذا كان الأمر كذلك، فإن الحرب ستستمر عشر سنوات”.

وأضاف “لذا يجب توضيح هذا الهدف” من جانب “السلطات الإسرائيلية”، محذّرًا من “حرب لا تنتهي”.

وبينما استأنف الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة بعد أسبوع من الهدنة، أصر إيمانويل ماكرون على أنه من الضروري “مضاعفة الجهود لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار” لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية و”إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس”، ومن بينهم أربعة فرنسيين على الأرجح.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، فلم يحضرا إلى دبي. ولا يتضمن برنامج ماكرون زيارة إلى إسرائيل أو رام الله.

ترى أنييس لوفالوا من معهد الأبحاث والدراسات بشأن البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط أن “فرنسا، وماكرون، غير قادرَين على إيجاد مكانتهما فعليًا في هذه الأزمة”.

وتشير إلى أن الرئيس فقد بعضًا من مصداقيته عندما أطلق نهاية تشرين الأول/أكتوبر من القدس، بدون أن يمهد الطريق لذلك، فكرة ضمّ دول عربية إلى تحالف دولي لمحاربة حماس. وتلفت إلى أنه، وبعد تعرضه لانتقادات بسبب انحيازه الواضح لصالح إسرائيل، قد تكون دعوته إلى “التوقف” عن قصف المدنيين قد أدت إلى توتير علاقته بنتانياهو.

وتعتبر الباحثة أن البحث عن التوازن “بناءً على ردود الفعل” يربك استراتيجيته.

على الجانب الإسرائيلي، لا يخفي دبلوماسيون فرنسيون قلقهم إزاء العمليات العسكرية التي تستهدف أيضًا مناطق جنوب قطاع غزة، خلافًا لتعهّد تل أبيب بأن تكون هذه مناطق “آمنة” للمدنيين.

في موازاة ذلك، تبحث فرنسا عن صيغة لتعزيز السلطة الفلسطينية المتعثرة حتى تتمكن عندما يحين الوقت من إدارة شؤون غزة.=

لكن في كلتا الحالتين، لا تملك باريس وسائل ضغط. أما بالنسبة لحلّ الدولتين الذي دافعت عنه بشدة، فلا أحد يرى فعليًا الطريق الذي يؤدي إلى تحقيقه.

وتؤكد لوفالوا أن “إيمانويل ماكرون لا يستطيع تحقيق ذلك بمفرده”. وتضيف “في المقابل، لدى أوروبا وسائل تأثير قوية، وهناك ورقة حقيقية بيد أوروبا يمكن أن تطرحها”، معربةً عن أسفها لعدم استخدامها في هذه المرحلة.

بينما أعلنت وزارة الصحة بالقطاع المحاصر ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بدايته إلى 15 ألفا و207 شهداء، وارتفاع عدد المصابين إلى 40 ألفا و652 جراحهم متفاوتة.

ميدانيا أيضا، أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها تخوض اشتباكات في محاور عدة، وأنها وجّهت ضربات صاروخية لمناطق إسرائيلية بينها تل أبيب وأسدود وغلاف غزة.