ليبيا: 5200 شهيد و10 آلاف مفقود في إعصار دانيال”.. ليبيا تتجاوز شهداء زلزال المغرب

0
312

أكد متحدث وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي طارق الخراز، الثلاثاء، أن ضحايا الإعصار المتوسطي “دانيال” الذي ضرب مناطق شرق البلاد “بلغ 5200 قتيل في مدينة درنة وحدها”.

جاء ذلك في تصريح خاص أدلى به المسؤول الليبي الذي تحدث من مشارف مدينة درنة التي أعلنتها سلطات الشرق الليبي، الاثنين، “مدينة منكوبة” كونها أكثر المدن التي تضررت جراء الإعصار، للأناضول.

واجتاح إعصار “دانيال” عدة مناطق شرقي ليبيا الأحد الماضي، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج بالإضافة إلى سوسة ودرنة، مخلفا آلاف القتلى والمفقودين ودمارا كبيرا في البنية التحتية.

وقال الخراز إن “العدد المسجل للضحايا اليوم دفن منه 1300 جثة بعد تعرف الأهالي عليها، في حين هناك عائلات كاملة فنت بسبب الإعصار، لذلك أعداد الجثث التي لم يتم التعرف عليها كثيرة ولا يمكن دفنها حاليا”.

وتوقع الخراز ارتفاع “حصيلة قتلى الفيضانات في درنة إلى أكثر من 10 آلاف شخص”، على حد قوله.

وتابع: “الجثث غير المنتشلة لا تزال كثيرة وحاليا تعمل فرق إنقاذ متخصصة قدمت من تركيا والإمارات ومصر على انتشال الجثث التي قذفتها الفيضانات إلي البحر”.

وفي وقت سابق أعلن وزير الصحة في حكومة شرق ليبيا ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار “دانيال” إلى 3000 وفاة جلهم بمدينة درنة وآلاف المفقودين.

وقال عثمان عبد الجليل، الثلاثاء، إن “عدد ضحايا إعصار دانيال يتجاوز 3 آلاف وفاة، وهنا أتحدث عن الضحايا المسجلة بكامل المناطق المنكوبة بشرق البلاد، فيما سجلت مدينة درنة العدد الأكبر”.

وأضاف: “نحن الآن داخل غرفة الطوارئ التي شكلتها الحكومة داخل مقر مديرية أمن درنة، الوضع في المدينة مزرٍ للغاية”.

وأعرب الوزير الليبي عن توقعاته بارتفاع حصيلة الضحايا لأكثر من ذلك، قائلا: “المفقودون بالآلاف، والإحصائية في تزايد ونعمل على الحصر الدقيق لتقييم الأضرار البشرية”.

وقال وزير آخر في حكومة شرق ليبيا اليوم الثلاثاء إنه تم انتشال أكثر من ألف جثة في مدينة درنة التي اجتاحتها السيول وإنه من غير الممكن إحصاء العدد الكلي للقتلى في الوقت الراهن لكن العدد كبير للغاية.

وأضاف هشام شكيوات وزير الطيران المدني وعضو لجنة الطوارئ عبر الهاتف “عُدت من هناك (درنة)… الأمر كارثي للغاية… الجثث ملقاة في كل مكان في البحر، في الأودية، تحت المباني”.

وتابع “ليس لدي عدد إجمالي للقتلى لكن هو كبير كبير جدا… عدد الجثث المنتشلة في درنة تجاوز الألف… لا أبالغ عندما أقول إن 25 بالمئة من المدينة اختفى. العديد من المباني انهارت”.

من ناحيته، قال مسؤول بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر اليوم الثلاثاء إنه من المعتقد أن نحو عشرة آلاف شخص في عداد المفقودين بعد السيول والفيضانات العارمة في ليبيا.

وأوضح تامر رمضان رئيس بعثة الاتحاد في ليبيا للصحافيين في جنيف عبر دائرة تلفزيونية من تونس “يمكننا أن نؤكد من مصادرنا المستقلة أن عدد المفقودين وصل إلى عشرة آلاف حتى الآن”.

ووصف مسؤول في وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، الثلاثاء، الوضع الصحي في المدن المتضررة من الإعصار بـ”الكارثي”.

وقال المسؤول، مفضلا عدم الكشف عن هويته: “الوضع الصحي بالمدن المتضررة كارثي خاصة درنة، وعدد الوفيات يقدر بالآلاف”.

وأضاف أن “المستشفى الموجود في درنة خارج الخدمة حاليا، فيما تم نقل الجثث والناجين إلى مستشفيات ميدانية”.

وقال الدبيبة اليوم الثلاثاء عبر موقع إكس للتواصل الاجتماعي إنه تم إرسال طائرة تحمل 14 طنا من المستلزمات والأدوية وأكياس حفظ الجثث، وتقل 87 من أفراد الأطقم الطبية والمسعفين إلى مدينة بنغازي في شرق ليبيا للمساعدة في جهود الإغاثة من السيول.

وكتب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عبر منصة “إكس” أن الاتحاد الأوروبي سوف يقدم مساعدات لليبيا، عقب تعرضها لعاصفة قوية، تسببت في ضرر كبير، و يُخشى أنها أودت بحياة الآلاف.

وقال بوريل “الاتحاد الأوروبي يراقب الوضع عن كثب، وهو في حالة استعداد لتقديم المساعدة”.

وأضاف “شعرت بالصدمة لرؤية الصور التي تظهر الدمار الذي لحق بليبيا، التي تعرضت لطقس صعب، مما تسبب في فقدان الكثير من الأرواح”.

والأحد، اجتاح الإعصار المتوسطي “دانيال” عدة مناطق شرقي ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج بالإضافة إلى سوسة ودرنة.

وكانت السلطات في شرق ليبيا قالت، أمس، إن ما لا يقل عن 2000 شخص لقوا حتفهم وإن ألوفا آخرين في عداد المفقودين عقب اجتياح سيل عارم لمدينة درنة نتيجة لعاصفة عاتية وأمطار غزيرة.

وذكر أحمد المسماري المتحدث باسم قوات شرق ليبيا خلال مؤتمر صحافي بثه التلفزيون أن الكارثة أتت بعد انهيار السدود فوق درنة، لتجرف أحياء بأكملها وبسكانها إلى البحر.

وقدر المسماري عدد المفقودين بما بين خمسة وستة آلاف.

وفي طرابلس، طلب المجلس الرئاسي الليبي المساعدة من المجتمع الدولي. وقال المجلس “نطلب من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية تقديم المساعدة والدعم”.

وبعد أن اجتاح الإعصار دانيال اليونان قبل أيام، تحرك كعاصفة عاتية في البحر المتوسط، الأحد، مما تسبب في غمر الطرق بالمياه وتدمير مبان في درنة، وألحق أضرارا بتجمعات سكنية أخرى على امتداد الساحل، بما في ذلك بمدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية.

وأظهرت لقطات فيديو من درنه تدفق سيل واسع من المياه عبر مركز المدينة في مكان كان من قبل يقع فيه ممر مائي أقل اتساعا بكثير بينما تظهر بنايات مدمرة ومتضررة على الجانبين.

وأظهر مقطع مصور من قناة ليبيا المستقبل على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا واقفين على أسقف سياراتهم ينشدون المساعدة والمياه وهي تجرف السيارات.

وقال أسامة حماد رئيس حكومة الشرق الموازية في ليبيا المدعومة من البرلمان لقناة المسار الليبية “المفقودون بالآلاف والقتلى تعدى عددهم الألفين”. وأضاف “وهناك أحياء في مدينة درنة اختفت بالكامل بسكانها … جرفتهم المياه”.

وذكر المسماري أن سبعة جنود من الجيش الوطني الليبي لقوا حتفهم في الفيضان.

ونشرت قناة ليبيا المستقبل صورا لطريق منهار بين سوسة وشحات الموجود فيها قورينائية، الموقع الأثري الذي أنشأه الإغريق والمدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

وأعلن مجلس النواب الليبي الموجود بشرق البلاد الحداد لثلاثة أيام. وأعلن رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة الحداد لثلاثة أيام في جميع المدن المتضررة، واصفا إياها بأنها “مناطق منكوبة”.

وقال مهندسان يعملان في مجال النفط إن أربعة موانئ نفطية كبرى في ليبيا، هي رأس لانوف والزويتينة والبريقة والسدرة، أُغلقت اعتبارا من مساء السبت لمدة ثلاثة أيام.

وذكر شهود أن عمليات البحث والإنقاذ جارية. وأعلنت السلطات حالة الطوارئ القصوى وأغلقت المدارس والمتاجر وفرضت حظر التجول.

وفي طرابلس، وجهت الحكومة الانتقالية أجهزة الدولة كافة “بالتعامل الفوري” مع الأضرار والسيول في المدن الشرقية.

لكن حكومة الدبيبة تعمل بشكل وثيق مع مصرف ليبيا المركزي، والمصرف هو المسؤول عن صرف المخصصات المالية لوزارات الحكومة وإداراتها في أنحاء البلاد.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إنها تتابع عن كثب تطورات العاصفة وستقدم “مساعدات إغاثة عاجلة لدعم جهود الاستجابة على المستويين المحلي والوطني”.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وجه الحكومة بإرسال مساعدات إلى المناطق المتضررة في شرق ليبيا.

وعبر المغرب، الذي شهد زلزالا مدمرا مطلع الأسبوع، عن تضامنه مع ليبيا وتعازيه للأسر الضحايا.

ووصف خبراء العاصفة دانيال التي ضربت أيضا أجزاء من اليونان وتركيا وبلغاريا في الأيام الأخيرة حيث أسفرت عن سقوط 27 قتيلا على الأقل بأنها “شديدة للغاية من حيث كميّة المياه التي تساقطت خلال 24 ساعة”.

ويضم شرق ليبيا حقول ومحطات النفط الرئيسية. وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط “حالة التأهب القصوى” وإيقاف الرحلات الجوية” بين مواقع الإنتاج التي انخفض نشاطها بشكل كبير.

ويعتقد أن المئات لا يزالون عالقين في مناطق يصعب الوصول إليها فيما تحاول فرق الإنقاذ مدعومة من الجيش، الوصول إليهم لتقديم المساعدة.

وتشهد ليبيا، مالكة أكبر احتياطي من النفط في إفريقيا، فوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

وتحكم البلاد منذ أكثر من سنة حكومتان متنافستان: واحدة في الغرب برئاسة عبد الحميد الدبيبة وأخرى في الشرق يرأسها أسامة حمّاد بتكليف من البرلمان ودعم من الجنرال خليفة حفتر.

وفي مصر المجاورة، دعت السلطات إلى توخي الحذر على الساحل الشمالي المتاخم لشرق ليبيا، وأعلنت أنها بدأت الاستعدادات للحد من تأثير العاصفة دانيال. وتتوقع أجهزة الأرصاد هطول أمطار غزيرة لثلاثة أيام.