بالفيديو..الحوثي تستهدف سفينة شحن عملاقة بالبحر الأحمر كانت متجهة لإسرائيل

0
417

نشرت جماعة الحوثي اليمنية، الأربعاء، بيانا مصورا بالفيديو للمتحدث العسكري باسمها العميد يحيى سريع، كشف فيه تفاصيل استهداف سفينة شحن بالبحر الأحمر كانت متجهة لإسرائيل وكشف عن هويتها.

وكان الجيش الأمريكي ووكالة الأمن البحري البريطانية (يو كاي إم تي أو)، أعلنا عن عملية استهداف السفينة التي ترفع علم مالطا، بدون أن يتسبب ذلك بإصابات أو أضرار.

وجاء في بيان يحيى سريع الذي بثه عبر حسابه بمنصّة “إكس“: “انتصارًا لمظلوميةِ الشعب الفلسطينيِّ الذي يتعرضُ للعدوان والحصارِ، نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ (…) عمليةَ استهدافٍ لسفينةِ CMA CGM TAGE +سي إم أي سي جي إم تَيج+ كانتْ متجهةً إلى موانئَ فلسطينَ المحتلة”.

وبخلاف العادة لم يؤكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين نجاح العملية، ولم يكشفوا ما إذا شنّوا هجومهم هذا على السفينة محل الذكر بصواريخ أو بمسيّرات.

وقال العميد يحيى سريع إن “عمليةَ الاستهدافِ جاءتْ بعدَ رفضِ طاقمِ السفينةِ الاستجابةَ لنداءاتِ القواتِ البحريةِ اليمنيةِ بما في ذلك الرسائلُ التحذيرية النارية.”

وأكدت جماعة الحوثي التي تعرقل الملاحة في البحر الأحمر، على استمرارَها في “منعِ السفنِ الإسرائيليةِ أو المتجهةِ إلى موانئَ فلسطينَ المحتلةِ من الملاحةِ في البحرين الأحمرِ والعربيِّ حتى إدخالِ ما يحتاجُه إخوانُنا في قطاعِ غزةَ من غذاءٍ ودواء” وفق البيان.

وكانت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أعلنت أنّ الحوثيين أطلقوا صاروخين بالستيّين باتجاه عدد من السفن التجارية في جنوب البحر الأحمر لكنّهما سقطا في المياه على مقربة منها “من دون أن يتسبّبا بأضرار”.

وقالت وكالة “يو كاي إم تي أو” البريطانية للأمن البحري التي تديرها القوات البحرية الملكية، إن انفجارات وقعت قرب سفينة شحن في جنوب البحر الأحمر بين ساحلي اليمن وإريتريا، من دون أن تتسبب بإصابات أو أضرار.

ومن جانبها أعلنت شركة الشحن الفرنسية “سي أم آ سي جي أم” التي تملك السفينة المستهدفة، أنها ستزيد رسومها بمقدار الضعف اعتبارًا من 15 يناير الجاري، لعمليات الشحن بين آسيا والبحر المتوسط، على خلفية هجمات الحوثيين على السفن.

ومع مرور 12% من التجارة العالمية عبره، بحسب غرفة الشحن البحري الدولية، يعتبر البحر الأحمر بمثابة “طريق سريع” يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي عبر قناة السويس، وبالتالي أوروبا بآسيا.

ودفعت هجمات الحوثيين العديد من السفن التجارية، إلى تحويل مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، وهو طريق طويل ومكلف.

يعد البحر الأحمر، الذي يربطه مضيق باب المندب من الجنوب بالمحيط الهندي وبحر العرب وتربطه قناة السويس شمالا بالبحر المتوسط، شريانا مهما للتجارة والاقتصاد العالميين. فما يقدر بنحو 12 في المئة من التجارة العالمية يمر بقناة السويس وفق العديد من التقديرات الدولية، كما أنها تعتبر حلقة الوصل البحرية الأقصر والأسرع بين آسيا وأوروبا.

يقول الدكتور ممدوح سلامة خبير النفط العالمي إن مياه البحر الأحمر وسيلة في غاية الأهمية لنقل النفط والغاز من الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة: “هناك ممرات حيوية تبدأ في مضيق هرمز [الذي يفصل بين إيران وسلطنة عمان ويربط بين الخليج وبحر العرب وخليج عمان]، ثم مضيق باب المندب ثم قناة السويس. هذه الممرات الثلاثة مهمة جدا للتجارة العالمية بشكل عام، وتجارة النفط الخام بوجه خاص. أكثر من خمسة ملايين ونصف مليون إلى ستة ملايين برميل نفط تمر يوميا عبد باب المندب وقناة السويس إلى أوروبا والولايات المتحدة”.

ويضيف: ” حتى الآن الهجمات على السفن التجارية وعلى ناقلات النفط والغاز، وحتى السفن الحربية الأمريكية كانت محدودة من جانب الحوثيين… لكن إذا استمرت وتوسع نطاقها، فذلك يعني أنه سيكون هناك تهديد مباشر للتجارة العالمية وتجارة النفط والغاز”.

ومع استمرار حالة التوتر، بدأت بالفعل بعض شركات الشحن تحويل مسار سفنها عن قناة السويس وسلكت طرقا بديلة، ومنها شركة الشحن البحري الإسرائيلية “زيم” التي أعلنت الشهر الماضي أنها اضطرت إلى اتخاذ ذلك الإجراء بسبب الأوضاع في بحر العرب والبحر الأحمر.

وسلك طرق بديلة يعني إطالة مدة الرحلة التي تقطعها سفن الشحن، وهو ما يعني بدوره عرقلة سلاسل الإمداد وارتفاع تكلفة النقل البحري. كما أن زيادة التوترات سوف تؤدي إلى ارتفاع كبير في “كلفة التأمين على السلع العالمية وتجارة النفط والغاز”، على حد قول الدكتور سلامة، الذي يضيف أن “الكثير من أصحاب شركات النفط والسلع الأخرى قد يترددون في إرسال سفنهم إلى مرمى الخطر، وبامتناعهم، سيكونون قد أوقفوا إمدادات النفط والغاز الآتية من الخليج إلى أوروبا وأمريكا، وربما منطقة حوض الباسيفيكي أيضا. إذن، هناك خطر أن يحدث نقص في تلك الإمدادات، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وهو ما سيؤدي إلى زيادة تكلفة الإنتاج الصناعي في العالم، وكلفة السلع التجارية ومن ثم الإضرار بالنمو الاقتصادي العالمي”.

وقد ذكرت وكالة رويترز للأنباء، نقلا عن خبراء في الأمن الملاحي والتأمين، أن الهجمات الحوثية الأخيرة أدت بالفعل إلى ارتفاع تكلفة أقساط تأمين السفن التجارية التي تمر بالبحر الأحمر. وأدرجت سوق التأمين في لندن منطقة جنوب البحر الأحمر ضمن المناطق عالية المخاطر، وهو ما يستلزم دفع أقساط إضافية، ويتوقع أن يؤدي بدوره إلى زيادة أسعار السلع التي تحملها تلك السفن.

ويتفق الدكتور أشرف كشك مدير برنامج الدراسات الاستراتيجية والدولية بمركز “دراسات” بالبحرين، ومؤلف كتاب “الأمن البحري لدول الخليج العربي” الصادر عام 2022، يتفق مع الرأي القائل إن الأضرار التي ستنتج عن التهديدات الحوثية “لن تقتصر على دولة بعينها، حتى ولو كانت سفنها هي المقصودة، ولا سيما في وقت ازداد فيه الاعتماد على النقل البحري خلال السنوات الماضية بنسبة تفوق 400 في المئة ، وخاصة نقل السلع الاستراتيجية مثل النفط”، مشيرا إلى أن عمليات الشحن التجاري “لديها حساسية عالية” من أي تهديدات لأمن الملاحة.

جدير بالذكر أن هذا الهجوم هو الرابع والعشرين من قبل جماعة الحوثيين، الذي يستهدف سفناً تجارية في البحر الأحمر منذ منتصف نوفمبر، بحسب بيان للجيش الأمريكي.