منظمة أمازيغية الحكومة لا تتوفر على خارطة طريق واضحة بـ«ترسيم اللغة الأمازيغية»

0
443

قالت الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة في تقرير لها، إن حصيلة الحكومة في مجال الأمازيغية لا ترقى إلى مستوى الانتظارات، مما يؤكد عدم توفرها على خارطة طريق واضحة لتنزيل شعاراتها والوفاء بالتزاماتها بخصوص الأمازيغية.

وسجل التقرير السنوي للشبكة الذي جرى تقديمه، اليوم الثلاثاء بالرباط، أنه وبعد أكثر من عقد من الزمن على دسترة اللغة الأمازيغية لغة رسمية للبلاد، إلا أن كل السياسات العمومية والترابية كرست دونية اللغة الأمازيغية وثانويتها، مبرزة حجم التقصير الكبير الذي لحق الأمازيغية في ظل الحكومة الحالية.

ومن أوجه تقصير حكومة أخنوش التي رصدها التقرير؛ إقبار المخطط الحكومي المندمج الذي أعدته حكومة العثماني وخارطة الطريق التي أعدها الوزير أمزازي في آخر ولايته، دون توضيح الأسباب والدوافع وراء ذلك، مما يشكل هدرا للزمن السياسي والتنموي، مع تجميد اللجنة البين وزارية المكلفة بتتبع تدبير ورش تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، وعدم تفعيل القانون التنظيمي الخاص بإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.




وأكد ذات المصدر غياب برنامج أو خطة عمل واضحة تتبناها الحكومة لتنفيذ التزامات الدولة تجاه الأمازيغية كما هو منصوص عليه في القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، فضلا عن كون الحكومة لا تعتمد المقاربة التشاركية في تدبير الملف، مع ضعف التنسيق بين مكوناتها وغياب الالتقائية بين مختلف المتدخلين القطاعيين مما يسهم في هدر الطاقات والإمكانات والجهود.

ونبه التقرير إلى ضعف الفاعلية في مجالات تفعيل الطابع الرسمي للغة الامازيغية، خاصة في مجالات التعليم والاعلام، والإدارة والمرافق العمومية، واستمرار ممارسات تميزية في استعمال اللغة الأمازيغية في التشوير، وهو ما ينضاف إلى تعويم الصندوق الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، داخل صندوق تحديث الإدارة العمومية ودعم الانتقال الرقمي واستعمال الأمازيغية، والذي لحدود الساعة لم ينشر برنامجه السنوي ولا حصيلة أعماله، مما يكرس الضبابية وغياب الشفافية في تدبيره.

وقدم التقرير جملة من التوصيات لتمكين اللغة الأمازيغية من لعب أدوارها مستقبلا كلغة رسمية للبلاد، عبر إعداد ميثاق وطني للغات والثقافة يدقق خارطة الطريق لبناء مغرب التعدد والتنوع، ويؤسس لتعاقدات حقيقية بين جميع المغاربة، وإعداد مخطط مندمج لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بغايات وأهداف واضحة ودقيقة، مع إحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية نظرا لمهامه وأدواره الاستراتيجية.

ودعا التقرير إلى إحداث صندوق خاص بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وتعزيز حكامته وشفافية تدبيره، وإحداث لجنة استشارية تضم ممثلي القطاعات الوزارية المعنية وممثلين عن المجتمع المدني الفاعل في مجال الامازيغية، وإحداث آلية وطنية لتنسيق الورش الوطني لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية تحت اشراف رئاسة الحكومة.

وطالبت الشبكة الأمازيغية برفع كل لبس أو غموض أو إشكال في القوانين التي لا تزال تكرس التمييز بين الأمازيغية والعربية، وتسريع وتيرة تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في جميع أسلاك التعليم، بما في ذلك التعليم الأولي، مع زيادة حضور اللغة والثقافة الأمازيغية في وسائل الإعلام السمعية البصرية.

وشدد المصدر نفسه على ضرورة مراجعة الإطار القانوني، ولا سيما القانون المتعلق بتنظيم القضاء، في ضوء الدستور والقانون الأساسي رقم 26-16 اللذين يجعلان اللغتين العربية والأمازيغية لغتين رسميتين للدولة، بحيث تستخدم اللغة الأمازيغية على قدم المساواة مع اللغة العربية في المحاكم بما في ذلك في الدفوع والأحكام، مع ضمان امتثال ضباط الحالة المدنية امتثالا تاما للأحكام المعيارية المتعلقة بحق كل مواطن في اختيار وتسجيل اسم طفله، بما في ذلك الأسماء الأمازيغية.

وخلص التقرير إلى الدعوة لتكثيف الجهود لضمان الاستخدام الفعال للغة الأمازيغية في الوثائق الرسمية، ومراجعة القانون المتعلق ببطاقة الهوية الإلكترونية الوطنية، الذي لا يتضمن في أحكامه أي إشارة إلى استخدام اللغة الأمازيغية.

الحكومة المغربية تحتفل رسمياً بالسنة الأمازيغية الجديدة 2974 بمسرح محمد الخامس

وأعلن الديوان الملكي في المغرب في الرابع من مايو/ أيار الماضي، إقرار رأس السنة الأمازيغية كعطلة وطنية رسمية، وفي الرابع من أغسطس/ آب الماضي، أعلن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اعتماد رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية سنوية مدفوعة الأجر، تنفيذاً للقرار الملكي بهذا الخصوص، مؤكداً أن حكومته ستعمل على رفع وتيرة تنزيل خريطة الطريق التي أعدتها بخصوص تكريس الطابع الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية.

وتتضمن خريطة الطريق 25 إجراءً، تشمل إدماج اللغة الأمازيغية في الإدارات والخدمات العمومية، وفي وزارات التعليم والصحة والعدل، والإعلام السمعي البصري.

وظل مطلب الحركة الأمازيغية في المغرب بإقرار رأس السنة الأمازيغية مناسبة رسمية يراوح مكانه لسنوات، ويثير جدلاً كبيراً في المشهد السياسي بالبلاد. ودأبت الحركة الأمازيغية وجمعيات حقوقية على تكرار الطلب اعتماداً على دستور عام 2011، الذي جعل الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، غير أن هذا المطلب الملحّ ظل عالقاً بسبب ما كانت تعده الحركة الأمازيغية غياباً للإرادة السياسية.

واعترفت الدولة المغربية باللغة الأمازيغية في الخطاب الملكي لعام 2001، قبل أن يصار إلى الاعتراف الدستوري بها كلغة رسمية في عام 2011، في حين صدر القانون التنظيمي المتعلق بمراحل تفعيلها في مجالات الحياة في عام 2019.

وتتباين تسميات رأس السنة الأمازيغية في المغرب من منطقة إلى أخرى، ما بين “إيض يناير”، و”إيض سكاس”، و”حاكوزة”، وهذا هو العام 2974 بالتقويم الأمازيغي، وهو يتجاوز التقويم الغريغوري (الميلادي) بـ950 عاماً.

وينقسم المؤرخون حول أصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى فريقين، الأول يربطه بالاحتفال بالأرض والزراعة، لذا يحكون عن “السنة الفلاحية”، في حين يعيده الفريق الآخر إلى إحياء ذكرى انتصار الملك الأمازيغي شاشناق على الفرعون المصري رمسيس الثاني.