القوات الملكية الأردنية تُنفذ أكبر عملية إنزال جوي للمساعدات لأهالي قطاع غزة + فيديو

0
199

أعلن الجيش الأردني، الاثنين، تنفيذ 4 عمليات إنزال مساعدات على طول ساحل قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، إحداها بطائرة تابعة للجيش الفرنسي وهو الإنزال السادس عشر الذي ينظمه الأردن على قطاع غزة، لكن الأول الذي يصل إلى السكان مباشرة.

وجاء في بيان القوات المسلحة الأردنية: “قواتنا ماضية ومستمرة بتوجيهات من جلالة الملك بعمليات الإنزال الجوي، بغية توفير ما يلزم من المواد الأساسية والطبية لمساندة القطاع الصحي في غزة”.

وأضاف البيان: “بتوجيهات من الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة، نفذت القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي اليوم الاثنين، أربعة إنزالات جوية تحمل مساعدات لأهل غزة، حيث تضمنت الإنزالات أربع طائرات من نوع C130 إحداها تابعة للقوات المسلحة الفرنسية تحمل على متنها مساعدات إغاثية”.

ووفقا للجيش تحتوي المساعدات على مواد إغاثية وغذائية من ضمنها وجبات جاهزة عالية القيمة الغذائية، تخفيفا لمعاناة أهالي القطاع جراء ما يتعرضون له من أوضاع صعبة نتيجة الحرب.

واستهدفت هذه الإنزالات الجوية بشكل رئيسي إيصال المساعدات للسكان بشكل مباشر وإسقاطها على طول ساحل قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب.

وقال الحياري لرويترز إن المساعدات أُسقطت على 11 موقعا على امتداد ساحل غزة من أقصى الشمال إلى الجنوب كي يجمعها المدنيون. وأُنزلت أدوية ومؤن إنسانية جوا بالمظلات إلى المستشفيات التي يديرها الجيش الأردني في غزة.

وجاء في بيان للقوات المسلحة الأردنية أن الجيش نفّذ “أربعة إنزالات جوية تحمل مساعدات لأهل غزة”، بتوجيهات من الملك عبدالله الثاني، موضحا أن المساعدات تشمل “مواد إغاثية وغذائية من ضمنها وجبات جاهزة عالية القيمة الغذائية، تخفيفا عن معاناة أهالي القطاع جراء ما يتعرضون له من أوضاع صعبة نتيجة الحرب” المتواصلة منذ أكثر من أربعة أشهر.

وتابع البيان “هذه الإنزالات الجوية استهدفت بشكل رئيسي إيصال المساعدات للسكان بشكل مباشر وإسقاطها على طول ساحل قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب”، مشيرا إلى أن “مشاركة طائرة فرنسية يعد تأكيدا على دعم الجهود الأردنية الإنسانية” لمساندة غزة و”عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين”.

وبذلك، بلغت عمليات الإنزال التي أعلن عنها الجيش الأردني منذ بدء الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر، 16 عملية. وخصّصت عمليات الإنزال السابقة للمستشفى الميداني الأردني وواحدة لنحو 800 شخص محاصرين داخل كنيسة القديس برفيريوس بحي الزيتون في مدينة غزة عشية عيد الميلاد.

ويأتي تكثيف الإنزالات الجوية نتيجة لما آلت إليه الظروف الإنسانية لسكان قطاع غزة إثر استمرار العدوان، والذي قد ينذر بحدوث مجاعة في القطاع.

وتأتي مشاركة طائرة فرنسية تأكيدا على دعم الجهود الأردنية الإنسانية لمساندة الأهل والأشقاء في غزة وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، إضافة إلى الدور المهم الذي تقوم به المملكة في توحيد الجهود الدولية وايصال المساعدات للأشقاء في القطاع.

وأعلن الجيش الأردني الأربعاء الماضي أن طائرة تابعة له قامت بإنزال مساعدات “طبية عاجلة” في غزة بالتعاون مع بريطانيا.

وشاركت هولندا مع الأردن بإنزال مساعدات في السادس من فبراير، كما شاركت فرنسا مع الأردن في الخامس من يناير بإنزال سبعة أطنان من المساعدات الإنسانية والصحية في قطاع غزة. وقالت إسرائيل في السابق إن عمليات الإنزال تتمّ بالتنسيق معها.

وقال الديوان الملكي الهاشمي إن الملك عبدالله الثاني حذر اليوم الاثنين من مخاطر عملية عسكرية تخطط لها إسرائيل في رفح، مكررا دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار للمساعدة في حماية المدنيين في قطاع غزة وإيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها.

وأضاف العاهل الأردني أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود هو “إيجاد أفق سياسي” للفلسطينيين يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ حرب عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن مجلس الوزراء الأمني سيقر خططا عسكرية في رفح تشمل إجلاء أكثر من مليون نازح فلسطيني هناك ويثير مصيرهم قلق القوى العالمية.

ويقول مسؤولون من قطاع الصحة في غزة إن 30 ألف فلسطيني تقريبا قتلوا في الحرب. وتشير إحصاءات إسرائيلية رسمية إلى أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر تسبب في مقتل 1200 شخص في إسرائيل، التي فقدت أيضا 241 جنديا في القتال البري في غزة.

وفي تطور آخر، كانت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس ومعاناة سكان قطاع غزة محور الاهتمامات الاثنين في اليوم الأول من الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف.

وفي كلمته الافتتاحية للاجتماع، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن هجوما إسرائيليا على رفح سيوجّه ضربة قاضية إلى برامج المساعدات في غزة حيث لا تزال المساعدات الإنسانية “غير كافية على الإطلاق”.

وأضاف أن هجوما شاملا على المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر “لن يكون فقط مروّعا بالنسبة إلى أكثر من مليون مدني فلسطيني لجؤوا إلى هناك، بل سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش برنامج مساعداتنا”.

وشدد غوتيريش على أن “لا شيء يمكن أن يبرر تعمّد حماس قتل وجرح وتعذيب وخطف مدنيين واستخدام العنف الجنسي، أو إطلاق صواريخ عشوائيا باتجاه إسرائيل”، مضيفا “ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.

ووسط أزمة إنسانية متفاقمة، دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى التحرك لمنع حدوث مجاعة في غزة. ومثل مسؤولين آخرين في المجال الإنساني، أشار غوتيريش إلى أن “المساعدات الإنسانية لا تزال غير كافية على الإطلاق”، مضيفا “أكرر دعوتي إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”.

وأعلنت “هيومن رايتس ووتش” في وقت سابق اليوم عدم التزام إسرائيل بأمر “العدل الدولية” بخصوص المساعدات لغزة، مشيرة إلى انخفاض المتوسط اليومي لدخول الشاحنات إلى القطاع خلال الأسابيع الماضية بنسبة 30%.

وقالت المنظمة في بيان: “لم تلتزم إسرائيل بأمر محكمة العدل الدولية المتعلق بتقديم المساعدات في غزة، وقد انخفض المتوسط اليومي لعدد الشاحنات التي تدخل القطاع في الأسابيع التي تلت قرار المحكمة بنسبة 30%”.

ودخلت الحرب في غزة الاثنين يومها الـ143، على وقع استمرار القصف والمخاوف من المجاعة، في وقت أكدت إسرائيل عزمها تأجيل عملية رفح إذا تم التوصل لصفقة تبادل الأسرى.