بنكيران يربط زلزال الحوز بالذنوب والمعاصي..نشطاء وصفوا تصريحات بنكيران بـ”مزايدة ولعبة سياسية ليست نظيفة”

0
281

في محاولة من بنكيران لدغدغة مشاعر انصاره والتيارات المحافظة داخل حزب “العدالة والتنمية” ان “واجبنا كحزب سياسي أن نعتبر وأن ندعو إلى العبرة من الزلزال الذي ضرب المملكة في الثامن من سبتمبر”.

بيان الأمانة العامة لحزب “العدالة والتنمية” عبر عن “إفلاس سياسي وتوظيف الدين في قضية العدل الاجتماعي والخيار الديمقراطي وتحريك الخريطة الاجتماعية وتوازناتها”.. نشطاء15 وصفوا تصريحات “بنكيران “ رئيس الحكومة السابق بأنها تشير إلى مزايدة ولعبة سياسية ليست نظيفة.

في مثل هذه المصائب، تكثر ثقافة وعظية على مواقع التواصل الاجتماعي، يذهب جلها في نقل نصوص معينة، تسير في اتجاه واحد، وهو معيار أن مثل هذه المصائب تأتي بناء على ذنوب ومعاصي العباد، وهو منهج غير صائب دائما، لأن الظواهر الكونية لا ترتبط بصلاح الناس أو فسادهم، بل ترتبط بسنن الله في الكون، فالزلازل والبراكين تقع في بلدان مسلمة وغير مسلمة، والمرض والموت والبلاء يصيب المؤمن وغير المؤمن.

من جهته ، اعتبر القيادي في العدالة والتنمية، والوزير السابق، محمد يتيم، مضمون البلاغ الصادر عن الأمانة العامة لحزبه أمس الأحد، والذي ربط فيه الزعيم بنكيران زلزال الحوز المدمر المخلف حوالي 3000 قتيل، بالذنوب والمعاصي الفردية والسياسية.

وأكد يتيم  بأن “البلاغ الصادر باسم الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بلاغ غير موفق وشارد وغير مناسب من عدة زوايا”.

وأضاف أن “حزب العدالة والتنمية حزب سياسي وكان من المفروض أن يتناول الموضوع من زاوية سياسية واجتماعية بالأساس  وأن يبتعد عن إثارة قضايا جدلية وكلامية”.

من جانبه قال أفتاتي لموقع “هسبرس” الالكتروني أن البيان “خطأ جسيم ما كان ينبغي للأمانة العامة أن تساير عبد الإله بنكيران فيه”.

وأضاف “اعتبار الزلزال غضبا من الله خطأ شائع في الثقافة الإسلامية، ويدخل في باب العقائدية والفكرية مؤكدا ان هذه الأخطاء “لا ينبغي أن تتسرب لهذه الهيئات الإصلاحية”.

وتابع في اشارة الى الأخطاء العقائدية والفكرية لبنكيران “أنا لا أتفق مع ذلك الكلام، لأنه غير سليم من الناحية العقدية والفكرية. وهذه القناعة غير صحيحة، لأنه لا يمكن أن نقول إن جزيرة الوقواق ضربها إعصار، وهذا غضب إلهي”.

واضاف “ما كان ينبغي للأمانة العامة أن تضمن كلام الأمين العام في البيان، وقد يفهم منه أنه إقرار أو اتفاق معه، وأنها تشاركه تلك القناعة وتتقاسمها معه، وهذا أستبعده”.

وهاجم افتاتي عقائد امين عام حزب العدالة والتنمية “بنكيران إنسان صوفي، وأن تتسرب إليه مثل هذه الأفكار الخاطئة فهذا أمر ليس مستغرب، كما قد تكون عنده بعض المبالغات في كل الأحوال، وذلك ما كان ينبغي أن يضمن في البيان” في انتقاد لمسايرة الامانة العامة لمواقف بنكيران.

وتابع “الله لا يملك الجمارك في الأرض. هذا من الناحية العقائدية والفكرية خطأ شائع، والابتلاء يكون بالسراء والضراء، ولكن الكيف والتفاصيل بالزمن والمكان لا يعلمه إلا الله”.

وتحدث عن حاجة التنظيمات الإصلاحية إلى الفرز وتصحيح الأفكار غير السليمة عند عامة الناس، وقبل ذلك عند النخبة.

فيما ، عبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن صدمتهم من البيان الذي نشره حزب العدالة والتنمية ويعبر فيه عن موقفه من الكارثة التي حصدت أرواح حوالي ثلاثة آلاف شخص، معتبرا أنها مرتبطة بالذنوب والمعاصي، وذلك بعد أكثر من أسبوعين على زلزال الحوز.

وقال البيان الذي يحمل توقيع عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة الأسبق، “علينا أن ننتبه إلى أن من معاني “الرجوع إلى الله” ما يفيد أننا مبتعدون عنه في أمور معينة، وعليه وجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى كي يضمد جراحنا ويعوضنا عن مصيبتنا خيرا، ولكن يجب أن نراجع كذلك كي نرجع إلى الله لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي”.

واعتبر المغاربة أنه بعد أن كان يقود الحكومة المغربية قبل سنتين فقط، وبعد عشر سنوات متتالية من قيادته للعمل الحكومة، وخسارته المدوية في الانتخابات العامة لسنة 2021 والتي سهلت رجوع أمينه العام العام، عبد الإله بن كيران إلى موقع القيادة، دخل حزب العدالة والتنمية مرحلة “غريبة” من تاريخه السياسي، وهي مرحلة بلغت ذروتها الأحد بربط الزلزال الذي وقع بعدة مناطق في وسط المغرب بـ”المعاصي الفردية والسياسية”.

واستنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات بنكيران، وتراوحت التعليقات بين الإدانة والاستنكار لهذه التصريحات التي تستغل كارثة إنسانية للانتقام من الخصوم السياسيين، فيما سخر آخرون من السطحية التي يتكلم بها رئيس حزب العدالة والتنمية.

واعتبر ناشط أن من العدالة أن يصيب الزلزال رئيس حزب العدالة:

وسخر ناشط أخر على منصة X،  قائلا: “لأن السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي …”

وجاء في تعليق لحساب يحمل اسم رشيد: عبد الإله بنكيران يربط بين الزلزال و”الذنوب والمعاصي في الحياة السياسية” واش زعما بغا يقول الزلزال عقوبة على الذنوب و المعاصي لي ارتاكبو المغاربة نهار التصويت و مطلعوش.

كما تفاعل ناشطون مع إعلان القيادي السابق في الحزب، عبد القادرة عمارة، تقديم استقالته، بسبب الاساءة التي يحملها بيان الحزب وذلك رغم أنه يعتبر أحد المقربين السابقين من ابن كيران.

وكتب مدون نشيط على منصة X : زلزال المغرب.. فين غابر بنكيران؟ ـ #زلزال_المغرب.. صمت مخز ـ أمانة #العدالة_والتنمية.. العطلة والعطالة والتعطيل.

وبإعلان اعمارة، الوزير السابق لاستقالته مباشرة بعد صدور بيان الأمانة العامة للحزب، ينسحب أحد أعمدة تسيير الشأن الحكومي من الحزب الذي ترأس الحكومة لعشر سنوات.

استقالة قيادي بارز في حزب “العدالة والتنمية” تعصف بتيار إخوان “بنكيران”..افتاتي مسايرة الحزب للافكار العقائدية الخاصة لبنكيران!؟

ويقول متابعون أن اعمارة تبع خطوات عزيز الرباح وغيره الكثيرين، والذي تبع انسحابه من الحزب بتأسيس حركة سياسية، يعلن فيها مواقفه التي عمد الأمين العام الحالي للحزب عبد الإله بنكيران إلى قمعها.

وأضافوا أن الحزب لم يستسغ عدم قدرته على “الركوب” على مآسي المتضررين من الزلزال من بوابة العمل الجمعوي، بعد الهبة الوطنية منقطعة النظير التي عرفتها المملكة، ووقوف السلطات سدا منيعا أمام أي استغلال لمنكوبي الزلزال، فذهب إلى التصويب السياسي باتجاه خصومه.

وانتقد بنكيران صندوق تنمية المناطق القروية والجبلية، والذي رُصدت له ميزانية كبيرة تفوق 54 مليار درهم، وعن أثرها على واقع مساكن هذه المناطق وبنيتها التحتية ومعيشها اليومي.

واستحضر “ما وقع من نزاع بين وزيري الداخلية والفلاحة سنة 2016، حول الإشراف على هذا الصندوق”، متسائلا عن “الإنجازات الحقيقية لهذا الصندوق”، مؤكدا أنها “أسئلة مطروحة على الجميع، بما فيها على حزبه وتحتاج إلى التوضيح والبيان واستخلاص الدروس للمستقبل”.

وانتقد ما أسماه “غياب حكومة ومجلس النواب ومجلس المستشارين والجماعات الترابية وعجزها عن القيام بواجبها، وذلك لكونها مؤثثة على العموم بكائنات لا تمثل الإرادة الشعبية، ولا علاقة لها بالعمل السياسي النبيل والمسؤول، وعاجزة كليا عن التواصل المباشر والمسؤول مع المواطنين”.

كما هاجم بعض “الأصوات الإعلامية المغرضة التي لا تتوقف عن مهاجمة الحزب وتحميله المسؤولية عن كل ما وقع ويقع”. قائلا أن “الحزب قام بواجبه بشرف ومسؤولية في إطار الصلاحيات المخولة له وبالرغم من كل الإكراهات المعروفة”.

ويستغل زعيم حزب العدالة والتنمية المغربي أزمة زلزال الحوز لارباك الحكومة رغم عملها الدؤوب على تنفيذ توصيات العاهل المغربي الملك محمد السادس لدعم ضحايا الزلزال وتخفيف وقع الكارثة حيث استحضر بنكيران خلال عقد اجتماع للأمانة العامة السبت المفاهيم الدينية وخلافات حكومية سابقة تعود لسنة 2016 وما وصفها بالشقوق في الائتلاف الحكومي الحالي لتسجيل نقاط سياسية ضد الحكومة.