صحيفة بريطانية: الجزائر تزود جبهة البوليساريو بسلاح “جيد” لمواجهة العتاد العسكري المغربي

0
442

كشف تقرير أنجزته صحيفة “التيليغراف” البريطانية بعد زيارتها للخطوط الأمامية لجبهة البوليساريو في الصحراء الشرقية بمخيامات تندوف، أن الجزائر أمدت البوليساريو بسلاح “جيد” يُمكنها من مواجهة العتاد العسكري الحديث للقوات المغربية، واعتبر التقرير أن “الخطوة خطيرة وكفيلة بأن تفجر الوضع مع المغرب”.

وأشار التقرير إلى أن أن الآمال لدى البوليساريو قد انتعشت بعد نشوب التوتر بين المغرب والجزائر، في إشارة إلى أن الجبهة تعتقد أن هذا التوتر يخدم مصالحها في الصراع مع المغرب حول الصحراء.

وصفت الصحيفة البريطانية، أن هذه “الخطوة المتمثلة في إقدام الجزائر على تقديم سلاح جديد وحديث لجبهة البوليساريو، هي خطوة خطيرة وكفيلة بأن تُفجر الوضع مع المغرب، في حالة إذا قررت الجزائر توفير السلاح للبوليساريو في صراعها مع المغرب، حيث أن الأخيرة لن تقف مكتوفة الأيدي.”

وأكد التقرير أن “الآمال من جبهة البوليساريو بشأن السلاح، بسبب التفوق العسكري الذي أصبح ملحوظا لدى القوات المغربية، حيث بدأت في الشهور الأخيرة في استخدام طائرات مسيرة في قصف مواقع الجبهة أو الرد على المناوشات التي تقوم بها بين الحين والأخر بالقرب من الجدار الأمني المغربي.”

وقال التقرير “إن استعمال المغرب للمسيرات فرض على عناصر البوليساريو تغيير نهجها في المواجهات مع القوات المغربية، حيث أصبحوا يتنقلون بشكل متفرق بأعداد قليلة مثل الرحّال في الصحراء”.

وفي السياق كشف قائد عسكري لدى البوليساريو، محمد فاضل، في حديثه لصحيفة “بوبليكو” الإسبانية، بأن “الحرب الحالية مع المغرب تختلف عن السابق”، مشيرا إلى أن “المغرب يمتلك الآن الطائرات المسيرة التي أصبحت أسوأ الكوابيس التي يُعاني منها عناصر الجبهة”.

ويأتي ذلك بينما تشهد علاقات الجارين المغاربيين توترا غير مسبوق حيث أعلنت الجزائر أواخر أغسطس/اب قطع علاقاتها مع الرباط، متهمة المملكة بارتكاب “أعمال عدائية” ضدها، في حين أعرب المغرب عن أسفه لهذا القرار، “رافضا مبرراته الزائفة”.

وتزايدت حدة التوتر في الأيام الأخيرة حين أعلنت السلطات الجزائرية مقتل ثلاثة من مواطنيها في قصف نسبته إلى القوات المسلحة المغربية، في الصحراء المغربية المتنازع عليها بين المملكة وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

ولم يصدر أي تعليق رسمي مغربي عن هذا الاتهام، بينما أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية الأسبوع الماضي، أن المملكة “تتمسك باعتماد احترام دقيق جدا لمبادئ حسن الجوار مع الجميع”.

ويرى الجانب المغربي في التصعيد الجزائري افتعال لأزمات بينما يسود التوتر بين البلدين الجارين على خلفية ملف النزاع في الصحراء المغربية.

وكان لافتا أن الجزائر بادرت في الأشهر الماضية بزيادة وتيرة التصعيد حين أشارت بلا أدلة على تورط الرباط في حرائق تيزي وزو في منطقة القابيل وزعمت أنها تدعم ‘حركة استقلال منطقة القبائل’ المعروفة اختصارا باسم ‘الماك’ الانفصالية والتي تتهمها السلطات الجزائرية بتدبير موجة الحرائق التي ضربت المنطقة.

وكانت الخارجية الجزائرية قد انتقدت مؤخرا قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا المغرب وجبهة البوليساريو إلى استئناف المفاوضات “بدون شروط مسبقة وبحسن نية”، وهو القرار الذي رحبت به الرباط واعتبرت أنه ينسجم مع  مقترحها المتعلق بالحكم الذاتي في صحرائها تحت السيادة المغربية.

و أعربت في بيان عن “عميق أسفها” و”عدم دعمها” للقرار الذي وصفته بـ”المتحيّز”، في موقف يؤكد مرّة أخرى أن الجارة الشرقية للمغرب تأبى حل النزاع وتصر على موقفها الذي يعتبر نشازا في خضم مواقف عربية ودولية أكثر عقلانية تعتبر أن لا حل عمليا وواقعيا للنزاع في الصحراء إلا عبر المفاوضات أولا ووفق الطرح المغربي القاضي بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

الدرون الإسرائيلية في المغرب

تحقيقا لهذه الغاية، بالإضافة إلى بنود الميزانية المختلفة والإطار القانوني لصالح التسلح، توصل المغرب إلى اتفاق مهم لتعزيز صناعته العسكرية بفضل المراسيم الملكية المعتمدة؛ للتكيف مع القدرات الجيوستراتيجية الجديدة.

وتمكنت الرباط من توقيع اتفاقية مع إسرائيل للمشاركة في إنتاج طائرات بدون طيار (درون) قتالية، تشمل بناء وتصميم أنظمة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التي سيتم تجهيز الجيش المغربي بها في المستقبل.

ووفق تصريح للمحلل العسكري محمد شقير، لموقع “ديفونس نيوز”؛ فإن الدرون القتالية ستستخدم “في أي نزاع مسلح يمكن أن يندلع مع الجزائر أو يشل حركة البوليساريو على طول جدار العازل”.

وهذا التعاون مع إسرائيل ليس الأول؛ ففي بداية الصيف، شارك المغرب في تمرين مشترك للقوات الخاصة في إسرائيل، أدى إلى تعزيز العلاقات بين البلدين بقيادة الولايات المتحدة.

ولكن الخطوة التي اتخذها المغرب لا تقتصر على الاتفاقات مع إسرائيل؛ بل على العكس من ذلك، فهي تستهدف أي شخص لديه صناعة عسكرية متطورة، خاصة في مجال الطائرات بدون طيار.

وفي نيسان/ أبريل، توصلت الرباط إلى اتفاق مع الحكومة التركية للحصول على 13 طائرة بدون طيار من طراز “Bayraktar 12″، (ذات  ارتفاع متوسط ​​ومقاومة طويلة) مسلحة بصواريخ وقذائف 70 ملم مضادة للدبابات، قادرة على القضاء على أي نوع من تهديد محمول بسعر منخفض للغاية.

وسيسمح الحصول على هذه المواد للمغاربة بتعزيز موقعهم السياسي والعسكري في الصحراء المغربية من خلال التمكن من القيام بدوريات والتدخل المباشرة على الجدران الدفاعية الثمانية التي يبلغ طولها 2720 كيلومترًا، -والتي تقسم الأراضي التي يديرها المغرب في الصحراء المغربية، عن التي تسيطر عليها البوليساريو-، من أجل عزل وحماية أنفسهم من هجمات مقاتلي جبهة البوليساريو.

وإذا تمت الموافقة على الميزانيات، كما تم التخطيط لها، فإن رئيس الحكومة الجديد، عزيز أخنوش، سيحافظ على خط مستمر مع الحكومة للعدالة التنمية السابقة، في ميزانيات الجيش، والعلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل في الخارج؛ وصراع مع الجزائر على الهيمنة في غرب إفريقيا.