وزير الداخلية الفرنسي: المغاربة يتهمونني بـ”العمالة” للجزائر و الجزائريون “لا يحبونني”

0
239

قال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، إنه يتعرض لاتهامات من طرف الجزائريين ولا يلقى قبولا لديهم بسبب تاريخ عائلته، وتحديدا جده الذي اختار الانضمام إلى القوات الفرنسية، والمغاربة يتهمونه بـ”العمالة” للجزائر وذلك بسبب أصوله الجزائرية، جراء دفاعه على قرار تقليص التأشيرات الممنوحة للمغاربة والجزائرين إلى النصف وبنحو الثلث بالنسبة لتلك المخصصة.

وحاول الوزير الفرنسي الدفاع عن مواقفه وتصحيح الصورة المرسومة حوله بخصوص تعامله مع قضايا مسلمي فرنسا والمهاجرين المغاربيين، إذ شدد، في حوار مع جريدة “سفير نيوز” عقب مشاركته في النسخة الأولى من المنتدى الإسلامي في فرنسا، واصفا نفسه بأنه “ليس شخصا ذا نظرة خارجية عن المسلمين” بالنظر لأن أجداده كانوا يعتنقون الدين الإسلامي، ما يعني أن له “قصة شخصية” معه، لكنه أوضح أن هذا العامل لا يساعده بالضرورة عند تواصله مع المجتمعات المسلمة.

وشهد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المؤلف من حوالي عشرة اتحادات مرتبطة عادة بدولها الأصلية مثل المغرب والجزائر وتركيا خلافات متواصلة مع منافسة مغربية مغربية (اتحادان متنافسان قريبان من المغرب) وخلافات جزائرية مغربية خصوصا مع تصاعد التوتر في الفترة الأخيرة بين البلدين.

وقال دارمانان للصحافيين الجمعة إن “المجلس لم يعد يقوم بدوره”. كما غرق المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في أزمة خلال عام 2021 بعدما طلبت الحكومة الفرنسية إقرار “ميثاق مبادئ الإسلام الفرنسي” الذي يمنع “تدخل” دول أجنبية ويعيد تأكيد “تماشي” الإسلام مع مبادئ الجمهورية الفرنسية.

وعملت مجموعة أخرى على تحديد وضع الإمام وإيجاد “تعريف” لمهنته ودوام عمله وعقد عمله والأجر الذي يتقاضاه. وركزت مجموعة ثالثة على تطبيق قانون مكافحة “النزعة الانفصالية” الذي أقر في الصيف، خصوصا في ما يتعلق بالشفافية المطلوبة من الهيئات التي تتولى إدارة المساجد. واقترحت المجموعة الأخيرة “إعداد هيكلية” ترمي إلى حماية دور العبادة من الممارسات المناهضة للمسلمين. لكن لم يتم اقتراح أي تصور واضح حول التمويل مع أنه موضوع أساسي.

وسينعقد “منتدى الإسلام في فرنسا” سنويا، في موازاة “مؤتمرات” المناطق. هذا وصرح دارمانان “تقوم الفكرة على أن مجموعات العمل هذه هي بمثابة مراسلين لنا” لكل مسألة تطرح. وهذه المجموعات والمواضيع قابلة للتعديل مع الوقت.

وفي شتنبر/ ايلول المنصرم برز دارمانان، للدفاع على قرار تقليص التأشيرات الممنوحة للمغاربة والجزائرين إلى النصف وبنحو الثلث بالنسبة لتلك المخصصة للتونسيين، وذلك بسبب ما وصفه بـ”رفض” بلدانهم “استرجاع بعض المتطرفين والأشخاص غير المرحب بهم على الأراضي الفرنسية”.

وقال دارميان إنه حين يتحاور مع القائمين على المساجد يملك ميزة لم تكن لدى الوزراء الذين سبقوه، إذ إن لديه معرفة مسبقة بالموضوع، لكنه في المقابل يتعرض للهجوم بسبب أصول عائلته، إذ يقول المغاربة عنه إنه “عميل للجزائريين”، في حين يهاجمه الجزائريون لأن جده “اختار فرنسا”، مشددا على أنه “يملك حبا كبيرا للمغرب والجزائر وتونس”.

ولا تعيش العلاقة بين المجتمعات المسلمة في فرنسا وبين حكومة باريس أفضل أوقاتها، وهو التوصيف نفسه الذي ينسحب على علاقتها بالدول المغاربية، ويعد دارمنان أحد أبرز الوجوه التي تُوجه لها أصابع الاتهام بهذا الخصوص، في ظل دفاعه المستميت، رفقة الرئيس إمانويل ماكرون، على صياغة “إسلام فرنسي” وتشديد الرقابة على المساجد والمؤسسات الإسلامية من جهة، ومن جهة أخرى نظير قراراته الصدامية مع حكومات الرباط والجزائر وتونس بخصوص قضايا الهجرة ومحاربة التطرف.