وزير التعليم العالي يَعِدْ بحل نهائي لملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا مباشرة بعد عيد الأضحى

0
194

وعد وزير التعليم العالي عبد اللطيف ميراوي إن ملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا “سيتم حله بشكل نهائي الشهر المقبل”، وذلك وفق ما نقلت وكالة الأنباء المغربية. 

وأضاف ميراوي، في معرض جوابه على سؤال شفوي بمجلس المستشارين، أمس الثلاثاء، أنه سيتم تنظيم مختلف مباريات إدماج هؤلاء الطلبة بمنظومة التعليم بالمغرب مباشرة بعد عيد الأضحى.

وأوضح المتحدث في السياق أن الوزارة قامت بعقد لقاءات مكثفة مع شبكة عمداء كليات الطب والصيدلة وكليات طب الأسنان، بكل من القطاع العمومي والخاص، خلصت إلى اعتماد مجموعة من المبادئ، تتمثل في الأخذ بعين الاعتبار عدد المقاعد التي يمكن إضافتها من طرف كل مؤسسة، خصوصا في مجالات الطب والصيدلة وطب الأسنان والبيطرة والهندسة المعمارية، والاعتماد على كل مؤسسات التعليم العالي العمومية والخاصة المعترف بها، وخضوع الطلبة المسجلين بالسنة الأولى لكل سلك أو دبلوم، لنفس الإجراءات والشروط التي تسري على نظرائهم بالمغرب.

وبالنسبة لتوزيع الطلبة، أفاد المسؤول الحكومي بأنه سيتم اعتماد مبدأ الاستحقاق حسب النقطة المحصل عليها في المباراة الوطنية وعدد المقاعد المتاحة بكل مؤسسة، مبرزا أنه سيتم اتخاذ إجراءات مصاحبة لمواكبة الطلبة الناجحين بكل مؤسسة، ودراسة كل حالة على حدة بالنسبة للتخصصات في ميادين الطب والصيدلة وطب الأسنان والبيطرة.

كما أفاد المتحدث ذاته بأنه تم إجراء اتصالات مع بعض الدول بأوروبا الشرقية التي تتوفر على نظام تعليمي مماثل لنظيره بأوكرانيا (رومانيا هنغاريا وبلغاريا)، تم خلالها تدارس إمكانيات استقبال الطلبة المغاربة في مؤسسات التعليم العالي بهذه البلدان، مشيرا إلى أن الوزارة توصلت باقتراحات من دولتي رومانيا وهنغاريا سيتم الإعلان عنها قريبا. 

وكان 4000 من 7206 طلاب مغاربة هربوا من أوكرانيا قد توجهوا إلى دول أوروبية، وعاد 3206 منهم إلى المغرب، بحسب أرقام أعلنتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والتي أشارت أيضاً إلى أن 3744 من هؤلاء الطلاب يتابعون تخصصات في الطب والصيدلة وطب الأسنان. 

وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، ما زال مصير هؤلاء الطلاب يلفه الغموض، إذ لم توفر وزارة التعليم العالي أي حل عملي لهم، فيما يرفض الطلاب وأولياء أمورهم اقتراحات الوزارة نفسها اجتياز امتحانات دخول مع اعتماد خيار “إن وان” (ناقص سنة من المستوى الدراسي للطلاب).

وفي وقت تبدو العودة إلى أوكرانيا شبه مستحيلة، في ظل استمرار الحرب، ترفض الجمعية الوطنية لآباء وأمهات الطلاب المغاربة في أوكرانيا ما تصفه بأنها “امتحانات إقصائية، أو اقتراح إن وان”، وتطالب بدمج الطلاب مباشرة في الجامعات والمعاهد العليا في المغرب بلا شروط، وجعل مواصلة الدراسة في بعض دول أوروبا أمراً اختيارياً. 

وكان وزير التعليم العالي عبد اللطيف ميراوي قد أوضح خلال اجتماع عقدته لجنة التعليم والثقافة في مجلس النواب الشهر الماضي إلى أن إشكالات تحيط بملفات الطلاب المغاربة القادمين من أوكرانيا، خصوصاً أولئك الذين يتخصصون في طب الأسنان والصيدلة، ويتجاوز عددهم القدرة الاستيعابية للكليات الوطنية المعنية، في حين يواجه من يدرسون الطب العام والهندسة والاقتصاد إشكالات أقل. وذكر أن اتصالات أجريت مع الهيئات الدبلوماسية في دول صديقة بأوروبا الشرقية، مثل المجر وبلغاريا، التي يتوفر فيها نظام تعليمي مماثل لأوكرانيا لدرس إمكان استقبال طلاب مغاربة. 

إلى ذلك، أبدى مسؤول في وزارة التعليم العالي، طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول الحديث إلى الصحافة، في حديثه لـ”العربي الجديد”، تفهمه رغبة أولياء الأمور في تسريع حل مشكلات أبنائهم، ونفى تراجع الوزارة عن قرار دمج الطلاب المغاربة القادمين من أوكرانيا في الجامعات والمعاهد المغربية، لكنه شدد على أن الأمر “يتطلب إجراءات ومراحل محددة، والوزارة تعمل منذ بداية الأزمة لإيجاد حلول مناسبة لمساعدة هؤلاء الطلاب في استكمال دراستهم”.