استقبال الرئيس التونسي غالي الانفصالي تكشف “مؤامرة ضد المغرب”

0
155

كشف استقبال الرئيس التونسي ما يسمى بإبراهيم غالي بالعاصمة التونس للمشاركة في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا “التيكاد 8″، الذي ستحتضنه تونس يومي 27 و28 أغسطس/ آب الجاري، أرادا بشدة “هزيمة المغرب تماما” في أفريقيا مهما تكلف الأمر.

قرر المغرب استدعاء سفيره لدى تونس حسن طارق، الجمعة، للتشاور بعد استقبال هذه الأخيرة ما يسمى بزعيم “جبهة البوليساريو” إبراهيم غالي، لحضور قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا، المقرر انطلاقها غدًا السبت.

ويأتي القرار، وفق بيان لوزارة الخارجية، “بعد أن ضاعفت تونس مؤخرًا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا”. 

وقالت الخارجية المغربية في بيانها “بعد أن ضاعفت تونس مؤخرا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا، جاء موقفها في إطار منتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد) ليؤكد بشكل صارخ هذا التوجه العدائي”.

وتابعت أن تونس قررت على خلاف رأي اليابان “وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، بشكل أحادي الجانب، دعوة الكيان الانفصالي”، في إشارة إلى جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ تونس التي يتم فيها استضافة قائد الجبهة الانفصالية في خطوة تعتبر خروجا عن تقاليد الدبلوماسية التونسية التي ترتكز على التوازن في العلاقات الدولية والعربية وعدم التدخل في الشؤون الخارجية لدول الجوار.

وقضية الصحراء المغربية تعتبر قضية شديدة الحساسية بالنسبة للمغرب التي تعتبرها من ثوابتها الوطنية والموقف منها يعتبر مقياسا في علاقات المملكة الخارجية.

وجاء في بيان الخارجية المغربية “إن الاستقبال الذي خصصه رئيس الدولة التونسية لزعيم الميليشيا الانفصالية يعد عملا خطيرا وغير مسبوق، يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية”.

وأشار إلى أنه “أمام هذا الموقف العدائي الذي يضر بالعلاقات الأخوية التي ربطت على الدوام بين البلدين، قررت المملكة المغربية عدم المشاركة في القمة الثامنة لقمة تيكاد التي تنعقد بتونس يومي 27 و28 غشت الجاري (أغسطس)، والاستدعاء الفوري لسفير صاحب الجلالة بتونس للتشاور”.

وختمت الخارجية بيانها بالقول إن “هذا القرار لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على الروابط القوية والمتينة القائمة بين الشعبين المغربي والتونسي اللذين يجمعهما تاريخ ومصير مشتركين”، مضيفة “هذا القرار لا يشكك في تشبث المملكة المغربية بمصالح إفريقيا وعملها داخل الاتحاد الإفريقي ولا في التزام المملكة في إطار تيكاد”.

وشددت الخارجية المغربية على أن قرارات الرباط لن تؤثر “بأي شكل من الأشكال في الصلات المتينة بين الشعبيْن”، مضيفة أن القرارات “لن تؤدّي إلى إعادة النظر في التزام المملكة المغربية بمصالح القارة الإفريقية، ونشاطها في الاتحاد الإفريقي، ناهيك عن المشاركة المغربية في نشاط مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية”.

أطلقت الحكومة اليابانية مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية “تيكاد” عام 1993 بهدف تسريع الحوار السياسي بين الفاعلين في إفريقيا والشركاء ورفع التحديات التي تواجهها القارة.. وحصلت تونس في فبراير 2020 على الموافقة على احتضان “تيكاد 8” الذي سيعقد يومي 27 و28 أغسطس الجاري.

ونشرت الرئاسة التونسية على صفحتها بفيسبوك خبرا مقتضبا قالت فيه “استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيد، اليوم الجمعة 26  أوت 2022 بالمطار الرئاسي السيد إبراهيم غالي بمناسبة مشاركته في الدورة 8 لندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا”. وأرفقت الخبر بعدد من الصور تظهر استقبال سعيد واجتماعه بغالي ووفدا مرافقا له.

 

ومؤتمر “تيكاد” هو ملتقى متعدد الأطراف يضم اليابان والبلدان الإفريقية والمنظمات الدولية، والبلدان الشريكة في التنمية والمؤسسات.

والأسبوع الماضي، دعا العاهل المغربي بعض الدول الشريكة للمغرب التي لا تؤيد بوضوح موقف الرباط بشأن النزاع في إقليم الصحراء إلى “توضيح مواقفها”، من دون أن يخص بالذكر أي دولة.

وقال صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله في خطابه السنوي بمناسبة ذكرى “ثورة الملك والشعب” التي تخلد النضال ضد الاحتلال : “ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل”.

وأضاف مؤكدًا: “أوجه رسالة واضحة للجميع: ” إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”.

ولم يشر جلالته حفظه الله إلى أي دولة من شركاء المملكة لكنه أعرب عن الارتياح “لدعم العديد من الدول الوازنة لمبادرة الحكم الذاتي”، خاصًا بالذكر الولايات المتحدة التي اعترفت أواخر عام 2020 بسيادة الرباط على المنطقة المتنازع عليها، في إطار اتفاق ثلاثي نص أيضًا على تطبيع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل. 

واوضح ان “الموقف الثابت للولايات المتحدة الأميركية شكل حافزا حقيقيا لا يتغير بتغير الإدارات ولا يتأثر بالظرفيات”.

وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وفتح قنصلية أميركية بمدينة الداخلة في الصحراء.

واضاف الملك المفدى محمد السادس حفظه الله  “نثمن الموقف الواضح والمسؤول لجارتنا إسبانيا التي تعرف جيدا أصل هذا النزاع وحقيقته. الموقف الإيجابي لإسبانيا أسس لمرحلة جديدة من الشراكة لا تتأثر بالظروف الإقليمية، ولا بالتطورات السياسية الداخلية”.

وفي مارس/ آذار الماضي، عاد الدفء لعلاقات البلدين بعد إعلان إسبانيا دعمها مبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في الصحراء.

كما أعرب الملك المفدى حفظه الله عن تقديره لعدد من “ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية الشقيقة، خاصة الأردن والبحرين والإمارات وجيبوتي وجزر القمر” التي فتحت قنصليات بالعيون (كبرى محافظات الصحراء المغربية) ومدينة الداخلة.
كما عبر عن نفس الموقف بخصوص” 40 في المئة من الدول الأفريقية تنتمي لخمس دول جهوية فتحت قنصليات في العيون والداخلة”، وكذلك دول من أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.

وشكر أيضا “باقي الدول العربية التي أكدت باستمرار دعمها لمغربية الصحراء في مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي ومصر واليمن”.

وفي نفس الوقت طالب الملك المفدى حفظه الله من “شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل”.

كما أشار إلى دول أوروبية أعلنت قبل بضعة أشهر عن “موقف بناء من مبادرة الحكم الذاتي”، مثل إسبانيا وألمانيا، ما فتح الباب لانفراج في علاقات الرباط بالبلدين بعد أزمتين دبلوماسيتين متفاوتتي الحدة. 

 

 

 

 

المغرب وألمانيا يتجهان لتعزيز الشراكة وتوسيع مجالات التعاون ويتفقا على فتح حوار استراتيجي بعد أزمة دبلوماسية بين البلدين