أفادت الناطقة باسم الأمم المتحدة، إيري كانيكو، أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصحراء المغربية ستيفان دي ميستورا، توجه إلى تندوف في الجزائر أمس الجمعة، للقاء مسؤولين في جبهة البوليساريو.
وقالت إيري كانيكو، “في إطار سلسلة من الزيارات للقاء كل الأطراف في المنطقة توجه المبعوث الأممي إلى تندوف للقاء مسؤولين في جبهة بوليساريو”، مضيفة أن “هدف الزيارة هو تعميق المشاورات مع كل الأطراف المعنية”، مشيرة إلى أن “زيارات إقليمية أخرى ستعلن في الوقت المناسب”، حسب موقع العمق المغربي.
ولم تشر إيري كانيكو، إلى “الملفات التي سيحملها معه دي ميستورا في زيارته إلى الجزائر”.
وتبدو جولة دي ميستورا استكشافية على ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة وبعد الاعترافات المتوترة بمغربية الصحراء وبدعم متنام لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كإجراء يعتبر الأكثر واقعية لحل النزاع وهو المقترح الذي ترفضه جبهة البوليساريو الانفصالية وحاضنتها الجزائر.
وكانت الأمم المتحدة ردت على اتهامات الجزائر والبوليساريو للمغرب، حيث نفت وجود أي قيود على تحركات مبعوثها ستيفان دي ميستورا للصحراء، مؤكدة أن “قراره عدم التوجه الي الأقاليم الجنوبية للمملكة، خلال زيارته الأخيرة للمغرب أمر يعود إليه”.
وكانت صحيفة “أفريكا انتيليجنس”، قد أفادت أنه من المرتقب أن يقوم المبعوث الأممي المكلف بملف الصحراء، ما بين سبتمر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول بزيارة إلى الجزائر وموريتانيا لمناقشة قضية الصحراء مع هذه الأطراف المعنية بالنزاع.
كما كان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، قد التقى بالمبعوث الأممي بالرباط، وأجرى معه مباحثات حول قضية الصحراء، بحضور السفير، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة عمر هلال.وذكر بثوابت موقف المغرب، كما جدد الملك محمد السادس، التأكيد عليها بمناسبة الذكرى الـ 46 للمسيرة الخضراء، في 6 نوفمبر/ تشيرن الثاني 2021، “من أجل حل سياسي، قائم بشكل حصري على المبادرة المغربية للحكم الذاتي، في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة.”
وتأمل الأمم المتحدة إعادة تنشيط الحوار حول نزاع الصحراء على طريقة ‘المائدة المستديرة’ التي نظمها المبعوث الأممي السابق للصحراء هورست كولر وشملت الجزائر وموريتانيا كطرفين في النزاع.
وفي هذا السياق ترى الأمم المتحدة أن إعادة إطلاق طاولات مستديرة مماثلة لتلك التي نظمها المبعوث الألماني السابق هورست كولر عام 2019 قبل استقالته، “ما تبحث عنه هو كيف يمكننا دفع الحوار قدما في سياق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
وفي حين تؤيد الرباط استئناف اللقاءات بصيغة الموائد المستديرة، فإن الجزائر تعارضها وتدعو لإجراء مفاوضات ثنائية بين جبهة بوليساريو والمغرب.
ولدى سؤاله عن سبب عدم ذكر الجزائر أو موريتانيا في إعلان المبعوث عن الرحلة الجديدة، أجاب ستيفان دوجاريك أنه سيعلن عن معلومات أخرى إذا توافرت مع تقدم الرحلة.
وقام ستيفان دي ميستورا بعد تعيينه في نوفمبر/تشرين الثاني بأول جولة له في المنطقة في يناير/كانون الثاني الماضي قادته إلى المغرب وموريتانيا والجزائر ومخيمات تندوف للقاء ممثلي جبهة بوليساريو.
ويخوض المغرب منذ عقود نزاعا مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر حول مصير الصحراء المغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة تعتبرها الأمم المتحدة من “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.
ويقترح المغرب الذي يبسط سيادته على نحو 80 بالمئة من المنطقة الغنية بالموارد الباطنية، منحها حكما ذاتيا تحت سيادته. وفي المقابل، تدعو جبهة بوليساريو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير تحت رعاية الأمم المتحدة نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991.