قال ميلي إنه يتواصل مع كلبه الميت عن طريق وسيط روحي، وإن الكلب نقل له في إحدى مرات التواصل رسالة من الرب بأنه سيصبح رئيسا للأرجنتين.
ليما (الأرجنتين)- أظهرت نتائج الجولة الثانية لانتخابات الأرجنتين الرئاسية، يوم الأحد الماضي، مفاجأة لأغلب الرأي العام الدولي، رغم احتمال حدوثها الكبير، حيث بات قبول فوز المرشح الليبرالي المتطرف خافيير ميلي، المشهور بـ “المجنون”، أمرًا واقعًا فرضه حوالي 56% من الناخبين. في المقابل حصل خَصمه وزير الاقتصاد الحالي سرخيو ماسا على 44%، بنسبة مشاركة بلغت 76%.
ورغم استياء بعض دول الجوار من هذه النتيجة، فإنَّ أكبر مستفيد منها، هما: إسرائيل والولايات المتحدة، اللتان اعتبرهما ميلي، أهم شريكين والمثل الأعلى له. وللرئيس المنتخب، حديثًا، علاقة خاصة بإسرائيل والدين اليهودي، من المحتمل جدًا أن تحدث صخبًا أكبر من الذي أحدثته مؤخرًا، وذلك بعد تولّيه منصب الرئاسة.
وفي حوار مع “الإيكونوميست“ قال ميلي عن إشاعات استشارة الكلاب: “نعم إنهم مثل اللجنة الاستراتيجية، إنهم أفضل لجنة، وأفضل من المحللين السياسيين”.
وبحسب صحيفة “لا ناسيون“ المحلية، زعم ميلي أنه وكلبه كونان التقيا في حياة سابقة، قبل ألفي عام، على شكل أسد ومصارع في الكولوسيوم الروماني، وكان مقدرا لهما أن يجدا بعضهما البعض مستقبلا.
وتقول وسائل إعلام محلية بأن ميلي يطلب المشورة من كلابه بشأن مسائل تتعلق بسياساته وحملته الانتخابية، وبحسب صحيفة “20minutos“ الإسبانية، فإن ميلي يقتنع بما تشير عليه به الكلاب.
واعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو انتخاب الليبرالي المتشدّد خافيير ميلي رئيساً للأرجنتين “انتصاراً لليمين المتطرّف النازي الجديد” في الدولة الأمريكية اللاتينية.
وقال مادورو عبر التلفزيون الرسمي إنّ “اليمين المتطرّف النازي الجديد انتصر في الأرجنتين”.
وأضاف “نقول للأرجنتينيين: لقد اخترتم، لكنّنا لن نبقى صامتين، لأنّ وصول يميني متطرّف مع مشروع استعماري يشكّل تهديداً عظيماً”.
ومادورو الذي اشتهر بانتقاداته اللاذعة للولايات المتّحدة التي لم تعترف بإعادة انتخابه في 2018 اتّهم ميلي بالتبعية لواشنطن.
وقال إنّ الرئيس الأرجنتيني المنتخب “يجثو أمام الإمبريالية الأمريكية الشمالية”.
كما اتّهم الرئيس الاشتراكي نظيره الأرجنتيني المقبل بالسعي إلى مواصلة “مشروع” الدكتاتوريات التي قامت في سبعينيات القرن الماضي في كلّ من الأرجنتين وتشيلي والأوروغواي.
وقال مادورو إنّ ميلي “يريد أن يفرض على القارّة المشروع النيوليبرالي المتطرّف، الذي وصفوه بالليبرالي، والذي فرض نفسه في سبعينيات القرن الماضي مع انقلابات كلّ من (أوغوستو) بينوشيه في تشيلي، و(خورخي) فيديلا في الأرجنتين، والانقلاب في الأوروغواي”.
وتابع: “نحن نحترم قرار الشعب الأرجنتيني وندعو ببساطة إلى التفكير في ظهور مراكز يمينية متطرّفة تسعى إلى فرض نفسها لإعادة استعمار أمريكا اللاتينية مرة أخرى”.
دخل ميلي مجال السياسة منذ فترة غير بعيدة -انضم إلى الحزب الليبرالي في عام 2019. ونال عضوية البرلمان في عام 2021، وكان يظهر بشكل دوري على شاشة التلفزيون وفي مناسبات مختلفة كخبير اقتصادي. وبفضل موهبته الخطابية وقدراته الاستعراضية وعمله النشط على الشبكات الاجتماعية، تمكن ميلي من كسب ثقة العديد من الشباب الذين أصبحوا، وفقا لاستطلاعات الرأي، ناخبيه الرئيسيين.
ظهر ميلي في أحد الفعاليات واقفا في سيارة ويلوح بالمنشار، الأمر الذي أدى على الفور إلى ظهور موجة من الميمات على الشبكات الاجتماعية. بالنسبة له يعتبر المنشار رمزا لكيفية وضع حد لـ “الطبقة السياسية” التي تطورت في السنوات الأخيرة في الأرجنتين، والتعامل مع أجهزة الدولة المتعثرة، وخفض الإنفاق الحكومي ومحاربة التضخم، الذي تجاوز بالفعل 100٪. ومن تصرفاته الغربية كذلك، انتقاده للبابا فرنسيس وهو أرجنتيني ويحظى باحترام كبير في البلاد، ووصفه بأنه “ممثل كل ما هو أكثر ضررا على الأرض”، ودعا أحد المقربين من ميلي إلى قطع العلاقات مع الفاتيكان.
ومن مواقفه الغريبة، تأييده للمتاجرة بالأعضاء البشرية، حيث قال ذات مرة: “جسدي ملكي، لماذا لا أستطيع التحكم في جسدي؟. هناك الكثير من الأشخاص في الأرجنتين ينتظرون أعضاء المتبرعين، لذلك يجب البحث عن آليات السوق لحل هذه المشكلة”. وهو في ذات الوقت يعارض الإجهاض ويدعو للسماح بحمل السلاح بحرية في بلد ارتفع فيه عدد الجرائم بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
فالأرجنتين، هي أكبر حاضنة لليهود في أميركا اللاتينية، والخامسة في العالم، بـ250 ألف شخص. وتستقطب آلتها الإعلامية من خلال قناتي لاناسيون ماس وإيه 24 المعارضتين، ملايين المتابعين. وقد تبنّت أسلوب النفخ في ميلي منذ ظهوره على الساحة السياسية وفوزه بمقعد في برلمان 2021، ملبّية رغباته الجامحة في الظهور كـ “العارف بكلّ شيء”، وعينها على صيد الرئاسة المتهالك. ومع أحداث غزة وموت 7 أرجنتينيين وفقدان 6 آخرين، استأثرت القناتان بقلوب ملايين المتابعين الإضافيين، وزادتا من خطاب المظلومية الإسرائيلية، وهلّلتا لصورة رئيس يهودي الهوى مثل ميلي، والتخلص من عار الحكومة الكيرشنرية التي رفع أهل غزة صورة رئيستها كريستينا عاليًا مع الزعيم الفنزويلي في 2011. وقد كررت إحدى القناتين ذلك المقطع مرارًا في البرامج المسائية، وكان المذيعون يشيرون إلى صورة كريستينا كيرشنر محذرين: “كريستينا والمقبور البائس تشافيز يدعمان هؤلاء الإرهابيين في غزة”.