تعرض المدمرة الأمريكية “USS Carney (DDG-64)”لقصف صاروخي من قبل الحوثيين قرب اليمن

0
360

تسبّبت مفاجاة كتائب القسام في عملية طوفان الاقصى في خلق الرعب ليس في تل ابيب وحدها بل في واشنطن وانها وان كانت في صدمة ما حدث الا انها اكثر استيعابا للهزيمة واقدمت على حماية ربيبتها عبر سلسلة اجراءات عسكرية وامنية من مثل الدعم العسكري المتواصل وتبادل المعلومات ومراقبة المنطقة.

وكشفت البحرية الأمريكية اليوم الخميس عن أن مدمرة أمريكية تعرضت لإطلاق صواريخ من اليمن أثناء مرورها في البحر الأحمر يوم أمس الأربعاء.

وأعلن الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، أن المدمرة من طراز “دي دي جي 64″، عبرت قناة السويس متوجهة إلى الشرق الأوسط من أجل ضمان الأمن والسلام، على حد تعبيره.

وحسب ما نشرته شبكة (سي إن إن) نقلاً عن مسؤولين أمريكيين فإن اليمن أطلق صواريخ بحرية باتجاه سفينة حربية أمريكية أثناء عبورها للبحر الأحمر، مضيفة إن السفينة الحربية حاولت اعتراض هذه الصواريخ.

وأضافت نقلاً عن مسؤولين عسكريين، إن 3 صواريخ تم إطلاقها من اليمن باتجاه المدمرة الحربية الأمريكية يو إس إس كارني (DDG-64)، مضيفة إن هذه المدمرة من طراز Arleigh Burke وتتبع البحرية الأمريكية وأنه جرى استهدافها يوم أمس الأربعاء حيث كانت تعبر البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، وأضافت القناة إن المسؤولين الأمريكيين قالوا إنه لم يتضح ما الهدف الذي كانت تريد ضربه وأضافوا “نعتقد أنها كانت تستهدف المدمرة يو إس إس كارني”.

ولم يصدر من صنعاء حتى اللحظة أي تعليق على ما نشره الإعلام الأمريكي، إلا أن صنعاء كانت قد حذرت واشنطن من دعم الكيان الصهيوني عسكرياً ضد المقاومة الفلسطينية وأنها لن تسكت.

وفي وقت سابق، 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قررت الولايات المتحدة إرسال المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور”، إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وسط النزاع المسلح المستمر بين إسرائيل وقطاع غزة، حسبما أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.

بداية لابد من معرفة طبيعة الوجود الاميركي في المنطقة فالقيادة العسكرية المركزية الأميركية (سنتكوم) المسؤولة عن المنطقة “المركزية” الواقعة بين أوروبا وأفريقيا والمحيط الهادئ والقيادة العسكرية الاميركية في افريقيا (افريكوم) المسؤولة عن كامل القرن الافريقي وجزر المحيط الهندي ، وتاسيس القيادتان جاء على اسس وجود ما اسمته واشنطن بـ “النشاط الارهابي للقاعدة وداعش والمجموعات المسلحة غير الحكومية او وجود حكومات معادية او غير منسجمة مع الادارة الاميركية في القارات الثلاث”

بعد الفشل الاستخباري للمؤسسة الامنية الاسرائيلية وانكسار المؤسسة العسكرية في عملية طوفان الاقصى تدخلت الادارة الاميركية باستعراض العضلات ودعم واسناد حكومة نتنياهو من خلال سلسلة اجراءات ابرزها تصريح وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن بتوجيه حركة حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد آر فورد” الى السواحل الشرقية للبحر المتوسط.

ويرافقها طراد الصواريخ الموجهة من فئة تيكونديروجا يو إس إس نورماندي (CG 60)، بالإضافة إلى مدمرات الصواريخ الموجهة من فئة أرلي بيرك يو إس إس توماس هودنر(DDG 116) ويو إس إس راماج (DDG 61)، ويو إس إس كارني (DDG 64)، ويو إس إس روزفلت (DDG 80) وتعزيز أسراب الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية من طراز F-35 وF-15 وF-16 وA-10 في المنطقة .

“جيرالد آر فورد” ومجموعتها الـ 12 لاترتبط بالقيادة المركزية الوسطى السؤولة عن النفوذ الامني الاميركي في المنطقة بل مرتبطة بالقيادة الاستراتيجية وتمتلك الدفاع الصاروخي المتكامل ولديها قيادة عالمية وتتضمن مهام (السيطرة والاتصالات وأجهزة الكمبيوتر والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع “C4ISR”) وتهدف لتحقيق (القدرة السيبرانية العالمية، الحرب الإلكترونية المشتركة، الدفاع الصاروخي، القدرات الاستخباراتية والرد بشكل حاسم ودقيق في حالة فشل الردع، طمأنة الحلفاء وحمايتهم، تشكيل سلوك الخصم) ووجودها في سواحل الاراضي المحتلة يهدف لدعم الكان المؤقت والتخوف على الترسانة النووية الاسرائيلية بعد الفوضى في قيادة الكيان والفشل الاستخباري وادارة المعركة في حال ساءت الامور بتل ابيب وفقدت السيطرة على جيش الاحتلال الاسرائيلي فتصبح “جيرالد آر فورد” مركز قيادة جيش الاحتلال وادارة العمليات الجوية والبحرية ومركز الاتصالات مع القوات البرية ومع وجود المدمرات المصاحبة لحاملة الطائرات تتيح امكانية ادارة وضبط الايقاع لجيش الاحتلال.

وهذا مايشير الى طبيعة وجودها لغرض الاسناد والدعم في حال تطورت المعركة الى حرب اقليمية او دولية ولكن مع معركة مفتوحة بين جيش الاحتلال والفصائل الفلسطينية فان حاملة الطائرات لاتستطيع ان تشترك بشكل مباشر بسبب مساحة فلسطين والمواجهة ليست مع قوى نظامية بل مع قوى مسلحة تمزج بين طريقة حرب العصابات والقصف المزدوج للصواريخ بالاضافة الى المسيرات وهذا بنفس الوقت احد المخاطر التي تهدد حاملات الطائرات التي تتجنب الصواريخ والمسيرات والزوارق البحرية المفخخة والغواصات لان انظمتها الالكترونية لاتتوافق مع خصائص المخاطر المحيطة بها وبنفس الوقت اصبحت عبئا اخر على القيادة الاميركية الوسطى التي اصبحت من ابرز اهتماماتها توفير الحماية لـ “جيرالد آر فورد”.

ان تصريحات وزير الدفاع لويد أوستن عن نية واشنطن ارسال مجموعة ثانية من حاملات الطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط يؤكد استعراض القوة للجيش الاميركي وعدم الاستفادة من الامكانيات العسكرية لوجود “جيرالد آر فورد” لكونها غير مناسبة بوضع المعركة الحالي وخشية من الانزلاق الى حرب اقليمية خصوصا بعد اصرار تل ابيب على اجتياح بري لقطاع غزة وسط مخاوف من قدرات المقاومة الفلسطينية وتهديدات دول وقوى محور المقاومة في المواجهة مما يدفع اميركا لتعزيز قدرات جيش الاحتلال المهزوم نفسيا واختلافات داخلية كبيرة فحتى مسالة تشكيل حكومة موحدة بعد مرور 5 ايام على المعركة وخطورتها على تل ابيب يؤكد عدم تفاهم نتنياهو والمعارضة بل صراع حتى في تشكيل حكومة لادارة الازمة في الكيان المؤقت.

ومن عملية “السيوف الحديدية” الى ” الردّ الدفاعي السريع” تبقى دوامة حكومة الاحتلال في كيفية المواجهة ولايوجد غير قصف تكتيكي متواصل على قطاع غزة والاجتياح البري بهدف اعادة ما اسماه “التفوق العسكري” و”التفوق الاستخباري” لاجهزته الثلاثة (الموساد، الشاباك، امان) امام سيناريوهات خطيرة تواجهها حكومة الكيان فهل الحرب البرية ستحسم المعركة وقد شخصت مخاطرها ام يذهب الى وقف اطلاق النار بعد حرب استنزاف على طريقة حزب الله في العام 2006 وهذا ما يتجنبه الكيان حاليا ايضا او انهاء الحرب على طريقة الوساطة المصرية كما في معركة سيف القدس في العام 2021.