“تكاتف الإعلام والدبلوماسية والمؤسسات الدينية: نموذج للوحدة في مواجهة أحداث أمستردام”

0
391

في خضم الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة أمستردام، والتي تضمنت أعمال شغب وتوترات عنصرية عقب اعتداءات جماهير إسرائيلية على المغاربة، برزت جهود مشتركة جمعت بين الإعلام، الذي يقوده الكاتب والصحفي جمال السوسي، والقنصلية المغربية، وإمام مسجد الأمة بأمستردام. الإعلام لعب دورًا حيويًا في نقل صورة واضحة عن الواقع اليومي للمغاربة في هولندا، حيث وثّق السوسي بمهنية عالية تلك اللحظات، مسلطًا الضوء على أهمية الوحدة والتواصل بين أفراد الجالية. من جانبها، بادرت القنصلية المغربية بتقديم الدعم وتعزيز الروابط مع الجالية، مؤازرة المؤسسات الدينية والاجتماعية في تجاوز هذه الأزمة. في الوقت نفسه، قاد إمام مسجد الأمة، هشام اللمتوني، مبادرات تهدف إلى تهدئة الأوضاع من خلال خطب الجمعة التي ركزت على تعزيز القيم الإسلامية السامية وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات. هذه الشراكة بين الإعلام والدبلوماسية والمؤسسات الدينية قدمت نموذجًا للتكاتف والعمل الجماعي في سبيل حماية الهوية الوطنية ومصالح الجالية المغربية بهولندا.

https://maghrebalaan.com/%d8%aa%d8%b9%d8%b2%d9%8a%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%a7%d8%b5%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a8%d9%84%d9%88%d9%85%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d8%a3/

حوار مع الإمام هشام اللمتوني: “أحداث أمستردام تتطلب وعيًا جماعيًا وإصلاحًا شاملاً”

في إطار التغطية المستمرة للأحداث الأخيرة في أمستردام، أجرى موقع “المغرب الآن” لقاءً خاصًا مع الإمام هشام اللمتوني، إمام وخطيب مسجد الأمة بأمستردام، لمناقشة الخطبة التي ألقاها أمس الجمعة والتي تناولت فيها الجالية المغربية والمسلمة التحديات الراهنة بعد أعمال الشغب التي اندلعت بسبب اعتداء مجموعة من المشجعين الإسرائيليين على مغاربة ومحلات تجارية.

ملخص الأحداث: تحديات الجالية

بدأ الإمام هشام حديثه بتسليط الضوء على الأوضاع التي تعيشها الجالية المغربية والمسلمة في هولندا عقب الاعتداءات الأخيرة. وأوضح أن هذه الأحداث لم تقتصر على التخريب المادي مثل حرق وسائل النقل العامة، بل أثرت بشكل كبير على صورة المسلمين في المجتمع الهولندي.

هل نعي ديننا وواقعنا؟

تساءل الإمام اللمتوني في خطبته عن مدى وعي المسلمين بدينهم وواقعهم، مشددًا على أهمية الالتزام بقيم الإسلام التي تدعو إلى الانضباط والتنظيم والأخلاق. وأشار قائلاً:
“نحن سفراء لديننا ولبلدنا الأم، وعلينا أن نقدم صورة مشرقة تمثل هويتنا الإسلامية والمغربية بأفضل وجه.”

وأضاف أن مثل هذه الأحداث تُستغل أحيانًا لتبرير استحداث قوانين وتشريعات قد تؤثر سلبًا على حياة المسلمين، مثل مراقبة المساجد ومدارس نهاية الأسبوع التي تقدم دروسًا في اللغة العربية والقرآن الكريم.

الحاجة إلى الحوار والتنسيق

أكد الإمام على أهمية انفتاح الجاليات المسلمة على بعضها البعض، والتواصل بين المؤسسات والهيئات الدينية والاجتماعية لمناقشة الأحداث الراهنة. وقال:
“لا يمكننا مواجهة هذه التحديات إلا من خلال حوار بناء وتعاون مشترك. يجب أن نضع رؤية موحدة وأهداف واضحة تعمل عليها المؤسسات الدينية والجمعيات الاجتماعية لتقديم حلول عملية.”

دور الأسرة في الوقاية من الانحراف

تحدث الإمام عن الدور المحوري للأسرة في حماية أبناء الجالية من الانحراف والضياع، مشيرًا إلى أهمية تعزيز القيم الأسرية ومتابعة الأبناء. وأوضح:

“المشكلات التي نشاهدها اليوم، مثل العنف والجريمة، تبدأ من الخلل في دور الأسرة. نرى شبابًا في مقتبل العمر يتسكعون في الشوارع بدلًا من التواجد في منازلهم أو متابعة دراستهم، وهذا يفتح الباب أمام الانحراف والجريمة.”

رسالة إلى الجالية: وعي وإصلاح

اختتم الإمام حديثه بدعوة الجالية المسلمة والمغربية إلى التكاتف والعمل الجاد من أجل تحسين صورتها في المجتمع الهولندي. وأكد على أهمية الوعي الجماعي والإصلاح الشامل، مشددًا على أن الحوار والتواصل بين الأفراد والمؤسسات هو السبيل الوحيد لتجاوز هذه المرحلة الحرجة.

الختام: رؤية ملكية تجمع المغاربة في الخارج

هذا اللقاء يأتي في سياق الجهود التي تبذلها المملكة المغربية، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتعزيز الدبلوماسية الموازية وتقوية الروابط بين الجالية المغربية ووطنها الأم. وقد أكد جلالة الملك في خطابه الأخير على أهمية لم شمل المغاربة في المهجر للدفاع عن القضايا الوطنية والعمل على تعزيز قيم التعايش والتسامح في المجتمعات المستضيفة.

موقع “المغرب الآن” يواصل تغطية مستجدات الجالية المغربية في هولندا وبروكسيل لنقل الصورة الحقيقية والتفاعل مع الأحداث اليومية بناءً على تعليمات جلالة الملك حفظه الله.