في شارع محمد الخامس، أحد أهم المحاور الطرقية التي تربط أكادير بإنزكان، تحوّلت الأرض فجأة إلى فخ، ابتلعت الإسفلت، وكادت تبتلع سيارات ومارة في مشهد يليق بأفلام الكوارث. حفرة عملاقة بقطر 10 أمتار وعمق غير معلوم، فتحت الباب أمام أسئلة ثقيلة: كيف حدث هذا؟ ولماذا؟ وماذا لو كان شخص ما هناك لحظة الانهيار؟
البلاغ الرسمي الذي أصدرته جماعة أكادير لم يزد الأمر إلا غموضًا. تسرب التربة داخل أنبوب للمياه العادمة كان السبب، لكن البيان لم يخبرنا عن السبب الحقيقي وراء هذه الفجوة العميقة في منظومة التدبير المحلي. أين كانت الرقابة؟ ولماذا لم يتم اكتشاف هذا الخلل في وقت مبكر؟
في بيان رسمي، أعلنت جماعة أكادير أن الحفرة العملاقة نتجت عن تسرب التربة داخل أنبوب للمياه العادمة يقع على عمق 9 أمتار. الأنبوب، الذي يبلغ قطره مترين، كان عاملاً رئيسياً في فقدان استقرار التربة، مما أدى إلى ظهور الحفرة. وأكدت الجماعة أن جميع الجهات المختصة تعمل على تقييم الوضع واتخاذ التدابير اللازمة لإصلاح الطريق.
لكن وراء هذا البيان الرسمي، تكمن إشكالية كبرى: كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ ولماذا لم يتم اكتشاف الخلل في الأنبوب قبل أن يتحول إلى كارثة تهدد حياة المواطنين؟ الحفرة ليست مجرد حادث عابر، بل هي نتيجة تراكم إهمال طويل الأمد في صيانة البنية التحتية للمدينة.
أخنوش يقلّص نفقات الدولة حتى 2028… فهل يمدّد ولايته سياسيًا بعد 2026؟
ما وراء الحفرة: هل هي صدفة أم مؤشر على خلل أعمق؟
في مثل هذه الحوادث، الخطأ لا يكون وليد اللحظة، بل هو تراكم لإهمال يمتد لسنوات. فهل نحن أمام خلل عرضي، أم أن الأمر يشير إلى غياب الصيانة، وضعف التخطيط، وارتجالية التدبير؟
معطيات مقلقة:
-
الأنبوب الذي تسبب في الحفرة يوجد على عمق 9 أمتار وبقطر مترين. كيف لم تُرصد مشاكله قبل الانهيار؟
-
الحادث وقع في محور رئيسي، ما يعني أن أي خلل كان سيظهر خلال عمليات الصيانة الدورية… إن وجدت!
-
أكادير مدينة سياحية كبرى، فكيف يمكن لمدينة بهذا الوزن الاقتصادي أن تعاني من هشاشة في بنيتها التحتية؟
هل أخفقت السلطات في دورها الوقائي؟
إذا كانت هناك مراقبة دورية للبنية التحتية، لماذا لم يُكتشف هذا العطب مبكرًا؟ هل يعود ذلك إلى ضعف التنسيق بين الجهات المختصة، أم إلى نقص في الميزانية المخصصة للصيانة، أم أن هناك خللًا في تحديد الأولويات؟
البُعد السياسي: عندما ينهار الإسفلت.. ينهار معه الخطاب الرسمي
مدينة أكادير، التي يرأس مجلسها البلدي عزيز أخنوش، رئيس الحكومة نفسه، أصبحت في قلب الجدل. إذا كانت الحكومة تتحدث عن إصلاح شامل للبنية التحتية، فكيف نفسّر هذه الحوادث المتكررة؟ وهل هذه الحفرة تمثل رمزًا لما هو أكبر: فجوة بين الخطاب الرسمي والواقع؟
مفارقة صادمة:
-
في الوقت الذي تدعو فيه الحكومة إلى “ترشيد الإنفاق”، نجد أن الإنفاق على الصيانة يبدو أنه تم ترشيده لدرجة الاختفاء!
-
هل هذه مجرد حادثة معزولة، أم أنها نموذج مصغر لفشل أوسع في تدبير المدن المغربية؟
أبعد من حفرة: هل نحن أمام أزمة بنية تحتية شاملة؟
سياق أوسع يجب أخذه بعين الاعتبار:
-
أكادير ليست وحدها: في السنوات الأخيرة، شهدت مدن مغربية أخرى مشاكل مشابهة في البنية التحتية، من انهيار طرقات إلى فيضانات سببها سوء التدبير العمراني.
-
الأمن الطرقي مهدد: مثل هذه الحوادث تُذكّر بأن سلامة الطرق والمرافق العامة ليست مجرد رفاهية، بل مسألة حياة أو موت.
-
السؤال الجوهري: هل ستتحرك السلطات بجدية لمعالجة المشكلة، أم أن الحفرة سيتم ترقيعها، كما يتم ترقيع كل الملفات الساخنة، إلى أن يقع الانهيار المقبل؟