“الجزائر تستنجد بالوهم: لقاء يائس مع غالي في زمن الانهيار الإقليمي والدولي للبوليساريو”

0
114

في مشهد يُعيد إنتاج سيناريو “الحلفاء الوهميين”، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ما يسمى بزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي أمس، في لقاء يحمل أكثر من رسالة في ظل العاصفة الجيوسياسية التي تهز النظام الجزائري.

جاء هذا اللقاء في وقت حساس، حيث تسارعت التطورات في المنطقة، وزادت الضغوط الإقليمية والدولية على الجزائر والجبهة الانفصالية للانخراط في مفاوضات جادة تهدف إلى إنهاء النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.

الجزائر في مواجهة عزلة متفاقمة

يشير اللقاء بين تبون وغالي إلى رغبة الجزائر في إرسال رسائل سياسية متعددة، في مقدمتها التأكيد على دعمها المستمر لجبهة البوليساريو، التي تواجه تحديات داخلية كبيرة في مخيمات تندوف. وبينما تدعي الجزائر أنها غير مسؤولة عن التوترات داخل هذه المخيمات، إلا أن الضغوط الدولية المتزايدة تضعها في موقف صعب. الولايات المتحدة، على سبيل المثال، دعت الجزائر إلى الانخراط في مفاوضات جادة، مهددة بتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية إذا استمرت في تعنتها.

ضغط أمريكي وأوروبي: الجزائر أمام مفترق طرق

لم تعد الجزائر أو جبهة البوليساريو تمتلك مساحة واسعة للمناورة في ظل تهديدات من الولايات المتحدة وأوروبا. فقد أكدت تقارير صحفية أن الولايات المتحدة تدفع نحو تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي، في حين تتجه بعض الدول الأوروبية إلى إغلاق مكاتب تمثيلية للبوليساريو بسبب ارتباطها بجماعات إرهابية في منطقة الساحل. هذا التوجه يضع الجزائر في مأزق سياسي قد يؤدي إلى مزيد من العزلة الإقليمية والدولية.

المغرب ودول الساحل: تحالف استراتيجي يزعج الجزائر

في المقابل، يعزز التقارب بين المغرب ودول الساحل، مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو، من موقف المملكة في الساحة الدولية. المغرب يؤكد على موقفه الثابت بشأن مغربية الصحراء، ويعزز تحالفه مع هذه الدول من خلال مبادرات اقتصادية تهدف إلى تعزيز التكامل بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي. بالنسبة للجزائر، فإن هذا التعاون يمثل تهديدًا لمصالحها في المنطقة، ويعزز من العزلة السياسية التي تجد نفسها فيها.

تحولات جديدة في المعادلة الإقليمية

التحركات المغربية الأخيرة تشير إلى تحولات كبيرة في المعادلة الإقليمية. فالتقارب بين المغرب ودول الساحل يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي والسياسي في منطقة غرب أفريقيا، وهو ما يتناقض بشكل واضح مع الموقف الجزائري المعادي للمغرب في قضية الصحراء. هذه الديناميكية الجديدة قد تكون المفتاح لتحقيق تسوية سلمية تضمن استقرار المنطقة، ولكنها في الوقت ذاته قد تؤدي إلى تفاقم التوترات في العلاقات بين الجزائر والمغرب.

السؤال المحوري: هل ستراجع الجزائر موقفها؟

في ظل هذه التحولات، تظل التساؤلات قائمة حول قدرة الجزائر على المضي قدمًا في موقفها الداعم لجبهة البوليساريو، أو ما إذا كانت ستضطر إلى مراجعة سياستها تحت وطأة الضغوط الإقليمية والدولية. هل ستستمر الجزائر في دفع ثمن تعنتها السياسي، أم ستختار الانخراط في مسار أكثر واقعية تجاه نزاع الصحراء؟ التحدي الأكبر أمام الجزائر هو الاختيار بين الاستمرار في دعم “تقرير المصير” بشكل مبدئي، وبين قبول الواقع الجديد الذي يفرضه التحول في مواقف القوى الكبرى والدول الإقليمية.

الخلاصة:
الجزائر تواجه تحديات داخلية وخارجية كبيرة في سياق نزاع الصحراء المغربية. وبينما تتعزز العلاقات بين المغرب ودول الساحل، تتصاعد الضغوط على الجزائر لدعم مسار المفاوضات بجدية أو مواجهة مزيد من العزلة. ومع استمرار الضغوط من المجتمع الدولي، يبقى السؤال: هل ستظل الجزائر تدافع عن مواقفها، أم ستضطر لتعديل سياستها لتجنب عواقب أكبر على الصعيدين الإقليمي والدولي؟