نوال السعداوي : ايقونة النضال النسائي التحرري ضد الظلم الاجتماعي والاستبداد السلطوي

0
140
بقلم:انغير بوبكر

ترجلت عن قطار الحياة مؤخرا (21 مارس 2021) مناضلة نسائية شريفة وعفيفة ، مناضلة أمضت أيام عمرها في النضال النسائي من أجل المساواة والكرامة الإنسانية ، مناضلة قاومت نظرات المجتمع الذكوري و واجهت معسكر التخوين والتكفير و الرجعية بقوة الحجة و تصلب الإيمان بقيم العقل والتنوير .

تركت المناضلة والطبيبة نوال السعداوي إرثا نضاليا غنيا ويعتبر مرجعا مهما في النضال النسائي ينضاف الى تراث  عمالقة الفكر النسائي العالمي  أمثال الكسندرا كولونتاي  وروزا لوكسمبورغ و كلارا زيتكن . استطاعت الطبيبة المصرية نوال السعداوي تشريح أدواء المجتمع الذكوري التسلطي و استطاعت بجرأة كبيرة أن تقتحم قارة المحرمات والطابوهات فوجهت بعنف و قمع و محاولات تبخيس وتشويه لكنها لم تستسلم و لم تتراجع رغم السجون والمطاردات والمحاكمات و حملات التشهير و التكفير ، لكنها بقيت صامدة وفية لقضايا التحرر النسائي ، اغنت المناضلة نوال السعداوي المكتبة العربية والإنسانية بكتابات و دراسات كثيرة حاولت من خلالها بالحجة العلمية و المساجلات الفكرية دحض كل الأطروحات التمييزية ضد المرأة. 

كان كتاب المرأة والجنس والرجل والجنس والصدر العاري للمرأة العربية .. وغيرها من كتب السعداوي دوي كبير في أفهام وعقول الملايين من الشباب المتعطش للفكر التحرري و كانت سندا للنساء اللواتي يسعين جاهدات للتحرر من أسر المجتمعات الشرقية المستبدة المتخلفة من جهة ومن تسليع المجتمع الرأسمالي الجشع في المجتمعات الغربية  .ناضلت نوال السعداوي ضد استغلال الدين أي دين لتسويغ احتقار و تبخيس واهانة النساء  باسم آيات وتعاليم سماوية تم تأويلها بشكل خاطئ ، تأويل رجعي قروسطي للنصوص الدينية ، كما بينت بالقرينة العلمية و الذكاء المنهجي مساواة الرجل للنساء في كل شيء في الحياة.

إن المجتمع هو الذي قيد المرأة لسبب من عنده أما الطبيعة فهي بريئة من ذلك هكذا تؤكد السعداوي في كل كتبها .وحقائق العلم والطب تؤكد أن الفروقات البيولوجية بين المرأة والرجل تم تضخيمها و استغلالها لتبرير قمع واضطهاد النساء . ثارت نوال السعداوي ضد ختان البنات و ضد استعباد الفتيات في البيوت وواجهت بكل شجاعة وجسارة تسليع جسد المرأة واختصار المرأة في جسدها و ابتسار إنسانيتها بدعاوى أخلاقية زائفة واعتبارات دينية غير مؤسسة. 

رحيل نوال السعداوي تفقد الحركة النسائية التحررية رمزا من رموز التحرر الإنساني ضد الاستعباد والاستغلال و الظلامية الفكرية والدينية. تغمد الله الفقيدة بواسع رحمته ،فقد أدت أمانتها بكل حرية وشجاعة ونبل و استطاعت ان تشعل شمعة امل وحرية  وسط ظلام دامس من القهر والاستعباد والاستبداد الديني.

 

 

 

 

 

قراءة تاريخية في مسار نضال الشعب الجزائري من اجل التحرر من العسكرتارية