من مراسل “المغرب الآن” للفن – الدار البيضاء
من أعماق تاونات الهادئة إلى أزقة تطوان المزدانة بعبق التاريخ، تشق المصممة المغربية الشابة هاجر جينان طريقها بثبات في عالم الموضة، حاملة معها نبض التراث المغربي ورؤية متجددة تعيد تعريف القفطان بلمسة أنثوية تنبض بالأناقة والابتكار.
هاجر ليست فقط مصممة، بل سفيرة غير رسمية لجمال القفطان المغربي في صورته الحديثة، تقدم من خلال تصاميمها جسراً ناعماً بين الكلاسيكية المتجذّرة والتجديد المتألق.
تقول هاجر في حديثها لعبد المجيد رشيدي مراسل “المغرب الآن للفن”:
“كنت أبحث دائما عن ستايل يمزج بين الخفة والبساطة والأناقة. من هنا جاءت فكرة الكيمونو المغربي بالحزام المستوحى من التكشيطة التقليدية، لكن بنفَس عصري يجعلها مناسبة للمناسبات اليومية والخفيفة دون أن تفقد بريقها الملكي.”
ففي كل قطعة تصممها، تترك جينان القفطان – أو بالأحرى الكيمونو العصري – مفتوحاً، مدمجاً بحزام (دفين) يمنح طابعه المغربي الأصيل، ما يسمح لكل امرأة باختيار الإكسسوارات التي تعكس ذوقها، سواء كانت “مضمة” فضية أو إضافات من التراث الأمازيغي أو الأندلسي.
وتوضح أن غالبية تصاميمها تنبع من روح “التكشيطة” دون أن تكون نسخاً تقليدية، فهي تقدم بديلاً عصرياً للنساء اللواتي يردن التميز في المناسبات دون الحاجة إلى الزينة الثقيلة، وفي الوقت ذاته يحافظن على الهوية المغربية الأنيقة.
لكن هاجر لا تستلهم من القماش فقط، بل من الفضاءات التي تسكن الذاكرة الجماعية: رياضات فاسية، أعراس تطوانية، شرفات منسية في دروب سلا، وأجواء العيد في قرى جبالة…
“في كل جلسة تصوير، أعود إلى الذاكرة المغربية. الخلفيات ليست مجرد ديكور، بل روافد تلهمني وتحكي الحكاية مع كل غرزة وخيط”، تقول جينان.
ولأنها توازن بين الذوق العالمي والموروث المحلي، باتت تصاميمها اليوم مطلوبة من مغربيات الداخل والخارج على حد سواء، خصوصاً ممن يبحثن عن أزياء تُجسد أنوثتهن دون التفريط في الأصول.
بساطتها المدروسة وأناقتها الهادئة جعلتاها تكتسب قاعدة جماهيرية وفيّة، ترى في كل قطعة توقيعاً خاصاً ينطق بالهوية.
وبمناسبة عيد الأضحى، عبّرت هاجر عن امتنانها العميق لكل زبوناتها، مؤكدة لمراسلنا عبد المجيد رشيدي:
“سأواصل تقديم ما يليق بالمرأة المغربية في كل وقت وحين… القفطان بالنسبة لي ليس لباساً، بل حضارة ترتديها المرأة أينما حلّت.”