باحثون إسرائيليون ومغاربة ينقبون على كنيس يهودي مدمر في جبال الأطلس لإنقاذ قطع أثرية تعود لأكثر من 2000 سنة

0
139

وسط جبال الأطلس وصحرائها القاحلة في شمال غربي أفريقيا، يعمل فريق من الباحثين الإسرائيليين والمغاربة والفرنسيين مؤخرًا بالتنقيب عن كنيس يهودي مدمر في جبال الأطلس لإنقاذ القطع الأثرية القديمة التي تسلط الضوء على الحياة اليومية لليهود الصحراويين.

وقام الجغرافي بجامعة السوربون في باريس وعضو فريق البحث ديفيد جويوري بالتصوير لـ i24NEWS ما وجدوه في محاولة لفهم دلالة هذه القطع الأثرية المهمة جدًا في الكشف عن مطعيات جديدة عن تاريخ اليهود بالمغرب.

وقال جوري: “وجدنا آلاف الصفحات من النصوص الدينية ونصوص مكتوبة بخط اليد بلغات مختلفة” وتابع “كان يوجد الكثير من يهود الصحراء في المغرب، منذ أكثر من 2000 عام في هذه المنطقة” وتابع بأن” نتائج البحث ستعطينا مزيدًا من المعلومات حول الحياة اليومية للمجتمع اليهودي”.

وأشار جوري إلى أن “اللصوص دمروا الكنيس وأجزاء منه وسرقوا الكتب الدينية، مما دفع الجامعات الإسرائيلية والمغربية إلى التعاون بسرعة وإنقاذ القطع الأثرية المتبقية.وأضاف أن “هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها مؤسسات إسرائيلية ومغربية بحفر جماعي”

وأوضح ديفيد جويوري: “ما نريد دراسته هو الحياة اليومية للجاليات اليهودية بين المجتمعات المسلمة، وكيف تمكنوا من تنظيم طرق وشبكات تجارية مهمة جدًا من غرب إفريقيا إلى شمال إفريقيا، وحتى آسيا”.

وقال الباحث “من أجل توثيق جميع الروابط بين المنطقة الصحراوية والموانئ الأفريقية، يجب على الفريق الآن ترجمة أرشيف الكنيس القديم لفهم أعمق لما كان يحدث في المعابد اليهودية الأخرى في المنطقة”.

تعددت المبادرات الحكومية في المغرب الرامية إلى إعادة الاعتبار للمكون اليهودي، منها مشاريع تابعها عاهل البلاد الملك محمد السادس حفظه الله، كترميم الكنائس اليهودية كـ”صلاة الفاسيين” عام 2013، كما تقود جمعية “بركة الملاح” إحدى الجمعيات الناشطة في نفس المجال الكثير من المبادرات الأخرى.




وقال الكاتب والإعلامي والمخرج جمال السوسي رئيس جمعية بركة الملاح ونائب رئيس جمعية ميمون للتراث الثقافي المغربي بأمستردام، إن المغرب يوفر لليهود فضاء من التعايش قل نظيره في الدول العربية، وأضافت: “نقوم في الجمعية بتنظيم مجموعة من اللقاءات وبالاحتفال بالمناسبات الدينية، الغاية منها هو إحياء الذاكرة المشتركة للمغاربة، نقوم مثلا بتنظيم إفطار في رمضان حيث يجتمع المغاربة باختلاف دينهم حول نفس المائدة”.

وأوضح دليل أن المسلمين يحتفلون من جهتهم بميمونة، وهو طقس متجذر في الثقافة اليهودية المغربية.

شاهد احتفالات “ميمونة” عام 2009 بحضور صاحبة السمو الملكي الأمير للا مريم حفظه الله وتوشيح صدر رئيس الجالية اليهودية المغربية بأمستردام بوسام ملكي رتبة فارس:




جمعية ميمون ، إطار غير حكومي تأسس عام 1996 بأمستردام وتاسس فرعها بالمغرب سنة 2006 ، وفي عام 2009 نظمت الجمعية حفل ميمونة بمقر أقدم كنسي في أروبا بأمستردام، وصفها الإعلام الهولندي والأروبي والأمريكي  بـ” الأولى من نوعها في العالم الغربي والإسلامي”، وحظي اللقاء بمباركة ورعاية عاهل البلاد.

إسرائيليون من أصل مغربي: نريد زيارة المغرب كمواطنين لا سياح | Radiosawa

وأوضح السوسي دليل أن الاستقرار السياسي الذي يعيشه المغرب من العوامل التي تجعل اليهود يستقرون فيه ويحجون بالالاف إليه كل سنة.

وتابع “يتمتع المغرب اليوم بمستوى أمان عال مقارنة بدول المنطقة تحت إمرأة أمير المؤمنين. فيعيش اليهود بأمان  وسلام إلى جانب إخوانهم المسلمين، واعتدوا على التعامل تجاريا مع بعضهم البعض و يعايدون بعضهم البعض في الأعياد والمناسبات والمسرات والأعراس وغيرها.