نبيلة منيب: المغرب اليوم 23 مليون مواطن يعانون الفقر.. عائلات تحتكر الثروة والسلطة السياسية

0
372

كانت الظروف كلها مهيأةً للملياردير “عزيز أخنوش” لكي يتلقف الدولة، ويخضعها لسيادته وهيمنته الكاملتين. وقد نجح في تعضيد سلطته عبر استراتيجية واضحة وخطاب جديد. وطابع سلطوية أخنوش الحزم وسرعة الإنجاز، ومركزها جهاز الدولة، وتعظيم موارده، وقيادة المجتمع مباشرةً من خلال الأجهزة الأمنية، والسيطرة على الموارد والثروة، وإنما بلا مشروع سياسي يدمج قطاعات واسعة من السكان معه.

يبدو بأن الأوضاع في المغرب ليست على ما يرام، ولقد بات المغاربة محكومين بالظروف القاهرة التي تلاحقهم في كل مضامين حياتهم، فلا يجدوا بدا من الاستسلام لحالهم، ذلك أنهم سئموا من الشكوى والتذمر من المعاناة التي ظلت لصيقة بهم، وأوضاعهم التي أبت أن تتغير في ظل ظروف وأسباب تدفعهم إلى الاعتياد على واقعهم المرير، وهكذا بقي هذا الواقع مريرا دون وجود مؤشرات تؤكد على أنه يمكن أن يتغير نحو الأحسن.

بدورها ، قالت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب “الاشتراكي الموحد” إن جائجة كورونا وموجة الغلاء أظهرت أن عددا كبيرا من المغاربة يعيشون تحت عتبة الفقر، بحيث أنها كشفت أن حوالي 23 مليون مغربي يعانون من الفقر.

وأضافت منيب في البودكاست الأسبوعي الذي تعرضه على قناتها في اليوتيوب، أنه يجب التساؤل لماذا وصلنا إلى هذه الحالة؟ ولما لا يتحسن الناتج الداخلي للمغرب؟.

وانتقدت منيب الإنتاجية الفلاحية المفرطة في المغرب، بتشجيع السياسة التصديرية سواء من الحوامض والفواكه الحمراء والأفوكادو، والتي ارتفعت صادراتها بعض الأحيان بعشر مرات.

واعتبرت أن المغرب أصبح حديقة خلفية للدول للدول التي تريد شراء الخضر والفواكه بأقل ثمن، مقابل التخلي عن الفلاح الصغير، فهل من المعقول أن المغرب أول منتج للفوسفاط وفلاحو البلاد لا يتمكنون من الحصول على الأسمدة بأثمنة مناسبة؟.

وأشارت أن الدولة تشجع المصدرين الفلاحيين الكبار الذين أغلبيتهم ليسوا بفلاحين بل مستثمرين، في حين أن الدول التي تراعي مصلحة شعوبها تشتري أراضي في دول أخرى من أجل الزراعة.

ولفت إلى أن الفلاحين في المغرب لم يستطيعوا زراعة أراضيهم ولذلك قل الإنتاج والعرض وارتفعت الأسعار التي لم تعد في استطاعة الأسر المتوسطة فما بالك بالفقيرة.

وسجلت أن مستوردي المواشي اليوم هم عدد من الناس دخلوا للأحزاب كي يستفيدوا من “الهموز” في حين أنه كان بإمكاننا تشجيع مربي المواشي المحليين حتى لا نكون في حاجة لاستراد اللحوم من الخارج.

واستغربت منيب من عدم تسقيف الدولة للأسعار، وعدم مراجعتها لاختياراتها الفاشلة التي جعلتنا عرضة للمحتكرين، بحيث أن في البلاد مجموعة الصغار تحتكر الثروة والمال والسلطة السياسية.

وأكدت أن الدولة الحقيقية التي تحترم نفسها تؤمن حاجيات مواطنيها الاستراتيجية من الدواء والغذاء، لكن مع الأسف في المغرب نتجه نحو مزيد من الخوصصة، وتسليع الخدمات العمومية.

تسير الأوضاع في المغرب في مسار مجهول وغامض، وذلك راجع لسوء التدبير والتخطيط الذي يظل ملاحقا لكل المشاريع والمخططات التي كان مفترضا أن تساهم في انتشال المغرب من أوضاعه المزرية، وقد يبدو للعموم أن المغرب يسير في طريق النمو، وأنه يملك إرادة قوية للتقدم والتطور، لكن البحث في التفاصيل، التفاصيل التي تخص المجتمع المغربي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، كلها تؤكد على أن هذا المسار لا يبشر بخير، ولا يليق بوطن يتوفر على خيرات من شأنها أن تجعل المغرب في مصاف الدول المتقدمة.