الملك المفدى ملف الصحراء هو المعيار الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات

0
201

دعا جلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله ورعاه في وقت متأخر من السبت، في خطاب ألقاه بمناسبة حلول الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، شركاء المغرب “التقليديين والجدد” الذين يتبنون موقفاً غير واضح من مغربية الصحراء، إلى إيضاح مواقفهم، ومراجعة مضمونها بشكل لا يقبل أي تأويل.

وأكد الملك المفدى حفظه الله، أنّ ملف الصحراء هو “النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، والمعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به الصداقات ونجاعة الشراكات”.

وقال جلالته حفظه الله بأن الموقف الثابت للولايات المتحدة الأميركية من مغربية الصحراء، “شكّل حافزاً حقيقياً لا يتغيّر بتغيّر الإدارات ولن يتأثر بالظرفيات”.

وأضاف في خطاب نقله التلفزيون الحكومي : “ننتظر من الدول التي تتبنى مواقف غير واضحة بخصوص مغربية الصحراء أن توضح مواقفها بشكل لا يقبل التأويل”.

وأردف: “عبرت العديد من الدول عن تقديرها الإيجابي لمبادرة الحكم الذاتي في احترام سيادة المغرب الكاملة على أراضيه، كإطار وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل”.

كما عبّر جلالته عن “الاعتزاز بمواقف الأفارقة، حيث قامت حوالي 40% من الدول الأفريقية، تنتمي لخمس مجموعات جهوية، بفتح قنصليات في العيون والداخلة”، لافتاً إلى أنّ “هذه الدينامية تشمل أيضاً، دول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، حيث قامت العديد منها، بفتح قنصليات في الصحراء؛ وقررت دول أخرى توسيع نطاق اختصاصها القنصلي، ليشمل الأقاليم الجنوبية للمملكة”.




وفي 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، أعلنت واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة في الإقليم المتنازع عليه بين الرباط وجبهة “البوليساريو”.

وزاد جلالته: “نثمن الموقف الواضح والمسؤول لجارتنا إسبانيا التي تعرف جيدا أصل هذا النزاع وحقيقته”.

وأوضح أن “الموقف الإيجابي لإسبانيا أسس لمرحلة جديدة من الشراكة لا تتأثر بالظروف الإقليمية، ولا بالتطورات السياسية الداخلية”.

وفي مارس/ آذار الماضي، عاد الدفء لعلاقات البلدين بعد إعلان إسبانيا دعمها مبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في إقليم الصحراء.

وأعرب جلالة الملك محمد السادس  حفظه الله في خطابه، عن تقديره لملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية “خاصة الأردن والبحرين والإمارات وجيبوتي وجزر القمر التي فتحت قنصليات بالعيون والداخلة”.

كما شكر باقي الدول العربية “التي أكدت باستمرار دعمها لمغربية الصحراء، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي ومصر واليمن”.

وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

ويحتفل المغرب بـ “ثورة الملك والشعب” في 20 أغسطس/ آب سنويا، وتؤرخ المناسبة لنفي الاستعمار الفرنسي للسلطان محمد الخامس جد الملك محمد السادس، ومحاولة تنصيب ملك مكانه عام 1953.

واشتدت المقاومة في البلاد منذ نفي الراحل الملك محمد الخامس طيب الله ثراه عام 1953 إلى جزيرة كورسيكا ثم إلى مدغشقر في يناير/ كانون الثاني 1955، ليعود إلى المملكة في نوفمبر/ تشرين الثاني من السنة نفسها، وتوجت المقاومة بحصول المغرب على الاستقلال 1956.

 

 

أمر ملكي بالعفو عن 542 شخصا في ذكرى “ثورة الملك والشعب”..محمد الخامس السلطان الذي قلب أوراق المحتل الفرنسي