ضربة جديدة لـ”البوليساريو”..كينيا تسحب اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة وتدعم “الحكم الذاتي” لتسوية النزاع

0
190

أعلنت جمهورية كينيا، الأربعاء، سحب اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية “، والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها، في خطوة تعكس تأييداً من جانب نيروبي للرباط في سياق الحراك الدبلوماسي الذي تقوده الأخيرة لحسم ملف الصحراء.

وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، إنه على إثر الرسالة التي وجهها جلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله إلى الرئيس الجديد لجمهورية كينيا وليام روتو، “قررت جمهورية كينيا العدول عن اعترافها بـ (الجمهورية الصحراوية) المزعومة والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في نيروبي”. 

واستقبل الرئيس الكيني، اليوم الأربعاء، وزير الخارجية ناصر بوريطة، الذي حمل إليه رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وأوضح بيان مشترك أورده الموقع الإلكتروني لقصر رئاسة جمهورية كينيا، أنه “احتراماً لمبدأ الوحدة الترابية وعدم التدخل، تقدم كينيا دعمها التام لمخطط الحكم الذاتي الجاد وذي المصداقية الذي اقترحته المملكة المغربية، باعتباره حلاً وحيداً يقوم على الوحدة الترابية للمغرب” لتسوية هذا النزاع.

كما أعلنت كينيا عن دعمها إطار الأمم المتحدة “كآلية حصرية من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم ومستدام للنزاع حول قضية الصحراء”.

ويأتي الإعلان الذي نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، الرسمية، بعد يوم من نشر وزارة الخارجية الكينية، صورة استقبال لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، الذي كان قد وصل إلى نيروبي، للمشاركة في مراسيم تنصيب الرئيس الجديد لجمهورية كينيا وليام روتو. 

ونشر روتو على حسابه على تويتر، الأربعاء، قرار إلغاء الاعتراف بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة وأرفقه بصورة مع وزير الخارجية ناصر بوريطة، لكنه عاد لاحقا فحذف تغريدة سحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية..

 

لكنه ترك تغريدة، أعرب فيها عن أن كينيا “تدعم إطار الأمم المتحدة كآلية حصرية من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم ومستدام للنزاع حول قضية الصحراء”. 

ويرى مراقبون في الخطوة الكينية الجديدة ضربة جديدة لـ”البوليساريو” التي كانت تلقى دعماً من الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا، الذي أعاد إحياء الاعتراف بالجبهة عام 2014، بعد أن ظل مجمداً لسنوات بقرار من حكومة الرئيس الأسبق مواي كيباكي عام 2007.

ويوصف الرئيس الكيني الجديد بـ”صديق المغرب”، حيث سبق أن أقر بجدية المقترح المغربي القاضي بمنح الصحراء حكماً ذاتياً تحت السيادة المغربية، يوم كان نائباً للرئيس الكيني.

من جهة أخرى، بدا لافتاً إعلان نيروبي والرباط التزامهما بـ”الارتقاء بعلاقاتهما الدبلوماسية الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية” في الأشهر الستة المقبلة، في حين تعهدت كينيا بفتح سفارتها بالعاصمة المغربية الرباط.

وتم الاتفاق، خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الكيني بالوفد المغربي بقيادة بوريطة، على “التسريع الفوري للعلاقات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية بين البلدين، ولا سيما في مجالات الصيد البحري والفلاحة والأمن الغذائي (استيراد الأسمدة)”.

ويتعلق الأمر أيضاً بمجالات الصحة والسياحة والطاقات المتجددة والتعاون في المجال الأمني، فضلاً عن التبادل الثقافي والديني وبين الأفراد. 

ويقود المغرب حملة دبلوماسية مكثّفة لدفع دول جديدة إلى دعم مواقفه، منذ أن انتزع اعتراف الإدارة الأميركية في عهد دونالد ترامب، بسيادته على الإقليم المتنازع عليه نهاية 2020، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وكان العاهل المغربي حذّر في أغسطس من أن “ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”. وطالب الدول “أن توضح مواقفها، بشكل لا يقبل التأويل”.