بقلم محمد أعزوز
اعتذرت شركة أديداس Adidas بعد أن وجهت لها وزارة الشباب والثقافة والتواصل إنذارا قضائيا، بخصوص الاستيلاء الثقافي على التراث المغربي في تصميم “قميص الإحماءات” الخاص بالمنتخب الجزائري لكرة القدم.
و بعد سلسلة من الانتقادات أعلنت شركة أديداس، أنها توصلت إلى تسوية قانونية مع وزارة الشباب و التواصل و الثقافة “قطاع الثقافة”، بشأن استخدام فسيفساء “الزليج” الخاصة بالصناعة التقليدية المغربية.
و مما جاء في البيان الرسمي الأول للشركة : “كان التصميم مستوحى بالفعل من نمط فسيفساء “الزليج”، و لم يكن في أي وقت من الأوقات استهدافاً لشخص أو توجيه أي إساءة. نُعرب عن احترامنا العميق للشعب و الحرفيين في المغرب، و نأسف للجدل الذي حصل حول هذه القضية. نعترض على أي عمل يمس بثقافة و تاريخ الناس و الدول”.
و كانت الشركة الألمانية “أديداس” المتخصصة في الملابس الرياضية، قد كشفت عن القميص غير الرسمي و الخاص بتداريب المنتخب الجزائري مع تدوينة تقول أنه مستوحى من التصميم التقليدي لزليج قصر المشور بتلمسان الذي بناه يوسف بن تاشفين المرابطي سنة 1124م.
و قامت وزارة الثقافة المغربية بإرسال إنذار قضائي إلى الشركة، و خيرتها بين تعديل المنشور و القول بأنه مستوحى من الزليج الفاسي المغربي أو سحب القميص و التدوينة بشكل نهائي، أو أن الوزارة ستقوم بمتابعة الشركة الألمانية قضائيا و مطالبتها بتعويض الصناع و الحرفيين المغاربة بمليون دولار أمريكي ردا للاعتبار.
و بعد استشارة الشركة الألمانية لليونيسكو، اكتشفت أن تلك الزخارف التي صممت بها قميص المنتخب الجزائري، كانت فعلا مغربية و كان المغرب قد سجلها كتراث هندسي معماري مغربي خالص سنة 2015، و أطلق عليه إسم الزليج الفاسي في إشارة إلى تاريخ المدينة العلمية مهد الصناعات التقليدية اليدوية و الهندسة الزخرفية التي طورت المعمار الأندلسي.
و قد تم توريط الشركة الألمانية من طرف رئيس الإتحادية الجزائرية جهيد زفيزف دون أن تنتبه إلى الأمر، كردة فعل منه بعدما كشفت شركة بوما PUMA الألمانية عن تصميم قميص المنتخب المغربي، الذي سيرتديه “أسود الأطلس” خلال مونديال قطر 2022 باللون الأبيض و يتوسطه تصميم يحمل نفس الزخارف التي تحمل إيحاءات ثقافية تاريخية مغربية عميقة.
زيادة جديدة في أسعار البنزين 1.62 درهم ابتداءً من الإثنين المقبل.. عبء آخر يثقل حياة المغاربة