جدّد وزير الخارجية بوريطة أن المملكة المغربية الشريفة جعلت من بين أولياتها المصالحة الليبية والتوصل إلى حل “سلمي وسطي” يرضي جميع الأطراف، وتبذل الدبلوماسية المغربية جهودا كبيرة في هذا الشأن عبر لقاءات مكثفة مع الفاعليين الليبيين والدوليين لطي صفحات الخلاف.
وأكد وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة في لقاء صحفي مشترك مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي الخميس، أن تعليمات العاهل المغربي الملك محمد السادس واضحة من أجل دعم كل الجهود التي يقوم بها باتيلي لإخراج ليبيا من هذه الأزمة المؤسساتية التي تعاني منها منذ سنوات.
ندوة صحفية مشتركة للسيد ناصر بوريطة والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السيد عبد الله باتيلي. pic.twitter.com/PNjMI1JbQl
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) November 23, 2023
ولعب المغرب أدوار حاسمة عديدة لحل الأزمة الليبية منذ بدايتها، فاحتضن جولات عديدة من الحوار بين الفرقاء الليبيين؛ من اتفاقات الصخيرات إلى مشاورات بوزنيقة وصولا إلى رعايته لأشغال اللجنة الليبية المشتركة “6+6” لإعداد القوانين الانتخابية في يونيو/حزيران الماضي، التي توجت بتوافقات حظيت على إثرها الرباط بإشادة دولية على دورها المهم في هذا الإطار.
ونوه الوزير بوريطة أن “المملكة المغربية تجدد للسيد باتيلي دعمها ومواكبتها لكل جهوده ذات الصلة، وفق مقاربة هادئة تنبني على الثقة وعلى مساعدة الليبيين أنفسهم من أجل إيجاد حل لمشاكلهم”.
وأضاف أن المصداقية والثقة التي يحظى بها باتيلي لدى كل الفرقاء الليبيين خير دليل على أن نهج الإنصات الذي يعتمده والتقريب بين وجهات النظر في أفق إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية من شأنه حل هذه الأزمة المؤسساتية. ويعكس حضور المغرب في الملف الليبي ثقة الفاعلين الإقليميين والأمم المتحدة في مصداقية الجهود الدبلوماسية التي تقودها الرباط على الساحة الليبية، لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين من أجل استكمال المسار الانتخابي على أساس توافقي بما يخدم مصالح الشعب الليبي. فالدور المغربي يبرز الالتزام الثابت في مواكبة الانتقال نحو الديمقراطية في ليبيا وإرساء نموذج سياسي متماسك على أساس قاعدة دستورية صلبة.
أهم ما جاء في كلمة السيد ناصر بوريطة خلال الندوة الصحفية المشتركة مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السيد عبد الله باتيلي. pic.twitter.com/gO7j5a5vK1
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) November 23, 2023
وشدد بوريطة على أن المغرب يعتبر دائما أن إجراء الانتخابات هو الحل الأنسب لهذه الأزمة المؤسساتية، وأكد أن “هذه الاستحقاقات ينبغي أن تكون منطلقا لمرحلة جديدة في هذا البلد الشقيق، مرحلة قوامها الاستقرار والشرعية والتجاوب مع متطلبات الشعب الليبي”.
وتابع “اليوم هناك أرضية قانونية بفضل الاجتماعات التي جرت في مدينة بوزنيقة والتي توجت بإصدار قوانين انتخابية لم تكن موجودة حينما تم الإعلان عن الانتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021″، مبرزا أن “هذه الأرضية وحتى ولو لم تكن مثالية فهي أحسن ما يمكن التوصل إليه لإجراء هذه الاستحقاقات الانتخابية”.
وتعتبر مشاركة المغرب في المشاورات تكملة للمحطات التي شارك فيها منذ أن أقنع الفرقاء الليبيين بضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة الليبية ووضع أسس الدولة الليبية لما بعد مرحلة الثورة؛ وهو ما تمخض عنه اتفاق الصخيرات المرجع الأساسي الذي يتم تطويره لخروج الأزمة الليبية من نفقها المظلم.
ويحرص المغرب على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين دون التدخل في شؤونهم، وأكد بوريطة أن المغرب مستعد اليوم لمواكبة الدينامية التي يريد إطلاقها باتيلي لاستكمال الأرضية القانونية الموجودة بتوافقات سياسية مؤسساتية والتي “ستجعلنا ندخل في مرحلة تنفيذ التوافقات والوصول إلى إجراء الانتخابات”.
وأشار إلى أن المغرب يؤكد على الدوام أن تسوية الأزمة الليبية لن تتأتى من الخارج، بل ينبغي أن تنبع من الليبيين أنفسهم، وهذا ما جعله يكسب مصداقية لدى الفرقاء الليبيين.
وتندرج تصريحات بوريطة ضمن موقف الرباط الثابت بأن أي حل للأزمة الليبية يجب أن يتم في إطار ليبي-ليبي بعيدا عن التدخلات الأجنبية وفي إطار سلمي برعاية أممية وليس حلا عسكريا على الإطلاق.
أهم ما جاء في كلمة السيد ناصر بوريطة خلال الندوة الصحفية المشتركة مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السيد عبد الله باتيلي. pic.twitter.com/gO7j5a5vK1
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) November 23, 2023