بالفيديو: الرئيس الجزائري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يحد عن « تبونياته » التي اعتاد أن « يتحف » بها الجزائريين

0
414

رغم التصريحات الخيالية لتبون، الذي لا يفرق بين اليوم والسنة، فإن لا أحد من مستشاريه يجرؤ على تصحيح أخطائه، إلا إذا كانوا يسعون عمدا إلى جعله سخرية أمام المجتمع الدولي.

دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لنظام عالمي دولي جديد قائم على المساواة، مؤكدا أن مجلس الأمن ضعف في القيام بدوره في حفظ السلم والأمن الدوليين ومنع اللجوء للقوة.

وأكد الرئيس الجزائري -في كلمته أمام الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة- أن النزاعات والأزمات في العالم بلغت مستوى غير مسبوق، مؤكدا أن بلاده ستنضم إلى مجلس الأمن حاملة تطلعات شعوب القارة الأفريقية والعالم العربي.

وعن القضية الفلسطينية، قال الرئيس الجزائري إن “على المجتمع الدولي تحمّل مسؤوليته الأخلاقية والتاريخية لتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره واسترجاع حقوقه”، وجدد المطالبة بعقد جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة لمنح فلسطين العضوية الكاملة.

وأعلن تبون تمسكه بالمبادرة العربية لإنهاء الاحتلال الذي يعد سببا جوهريا في عدم استقرار المنطقة، داعيا مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار بشأن اعتماد حل الدولتين ووقف الأعمال الأحادية للاحتلال.

 وحتى أمام رؤساء الدول ووفود العالم بأجمعه، لم يحد الرئيس الجزائري عن « تبونياته » التي اعتاد أن « يتحف » بها الجزائريين. وبالرغم من أن تطورات ملف الصحراء تجاوزته، فإن تبون مازال يدعو الأمم المتحدة إلى تنظيم استفتاء أقبرته هذه المؤسسة منذ عقود من الزمن.

استعرض الرئيس الجزائري أكاذيبه، من على منصة الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حول الوضع العام لبلاده وعلاقاتها مع دول الجوار.

وكان أبرز ما جاء في الخطاب الذي استمر أقل من نصف ساعة، والذي ألقاه يوم الثلاثاء 19 شتنبر في نيويورك، هو إعلانه عن « الإنجاز » الذي حققته بلاده من خلال تحلية مياه البحر.

ودون الخوض في قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية، حيث تسجل الجزائر نتائج سيئة، أكد عبد المجيد تبون أن بلاده حققت أهداف التنمية المستدامة ليس فقط في هذه المجالات، ولكن أيضا في مجال توفير مياه الشرب، التي يبرز نقصها فيها في العاصمة الجزائر ووهران، ثاني أكبر مدينة في البلاد، ناهيك عن مدن أخرى تنتظر، في مناطق معينة، ستة أيام على أمل رؤية المياه تتدفق من الصنابير.

لكن في هذا الجانب الوحيد الذي اختاره لتوضيح إنجازات الجزائر المزعومة، أطلق تبون كذبة كبيرة عندما أعلن أنه « بحلول نهاية عام 2024″، أي في نهاية الولاية الرئاسية الأولى، « ستنتج الجزائر 1.7 مليار متر مكعب من مياه الشرب يومياً بفضل تحلية مياه البحر ».

هذا الرقم « الجديد »، الذي نبع من الهذيان المعتاد للرئيس الجزائري، أعلى بقليل من الرقم الذي أعلنه في 5 غشت، خلال مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية. وأكد أمامهم أن تحلية مياه البحر ستوفر لبلاده إنتاج 1.4 مليار متر مكعب من مياه الشرب يوميا. المشكلة هي أن هذا الرقم تم الإعلان عنه من قبل وسائل الإعلام وفي الإعلان قبل بث المقابلة بأكملها، مما سمح للتلفزيون العمومي الجزائري بحذف عبارة « يوميا »، مع الاحتفاظ برقم 1.4 مليار متر مكعب.

« ما تم حتى الآن يوفر لنا 1.4 مليار متر مكعب من مياه الشرب، وعندما نصل إلى 2.5 أو 3 مليار متر مكعب نكون قد حللنا مشكلة التزويد بمياه الشرب… وبهذه الطريقة يمكننا ترك المياه الجوفية للزراعة والصناعة »، هذا ما أعلنه تبون في مقابلته بتاريخ 5 غشت 2023.

وعلى الرغم من أن الجزائر تمتلك حاليا 11 محطة لتحلية المياه، تنتج أقل من 700 مليون متر مكعب من مياه الشرب سنويا، فقد تفاخر تبون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بزيادة قدرات البلاد، اعتبارا من عام 2024، من 700 مليون إلى 1.7 مليار متر مكعب. مع ملاحظة مهمة وهي أنه لم يكن يتحدث عن تحقيق هذا الإنجاز الاستثنائي سنويا، بل يوميا! بمعنى آخر، أكد تبون أمام المؤسسة الأممية أن قدرة تحلية مياه البحر في الجزائر سترتفع من 700 مليون إلى 620.5 مليار متر مكعب في سنة واحدة! كان يجب أن يقال له إنه بهذا الحجم من الماء ستتحول الجزائر إلى أطلانطس.

هذا الرقم المعلن عنه يوم الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أصبح بعيد المنال منذ أن وضع تبون حجر الأساس لأول محطة لتحلية مياه البحر تحت ولايته يوم 5 يوليوز 2023 بولاية بومرداس، التي تبعد بـ60. كيلومترا عن الجزائر العاصمة. إن محطة تحلية مياه البحر، التي لا تزال في مراحلها الأولى من البناء، ترفع الإنتاج إلى 1.7 مليار متر مكعب من مياه الشرب يوميا، بعد أشهر قليلة فقط من وضع حجرها الأساس الأول، ليس هناك شك في أن تبون هو الوحيد القادر على تحقيق مثل هذا الإنجاز.




كما سلك عبد المجيد تبون، في كلمته من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، الطريق الخاطئ من خلال إثارة قضية الصحراء المغربية، حيث أظهر، أمام نفس الهيئة المسؤولة حصرا بالنظر في هذه القضية، إلى أي مدى تجاوزته الأحداث. ولذلك طلب تنظيم استفتاء، متظاهرا بأنه نسي أن الأمم المتحدة دفنت بشكل نهائي، ومنذ عقود من الزمن، خيار الاستفتاء في الصحراء. ولذلك فهو يسبح عكس الدينامية التي أطلقتها قرارات مجلس الأمن الأممي، وهي القرارات التي تدعم باستمرار الحل السياسي والواقعي. وهذا الحل الواقعي لا ينفصل عن مخطط الحكم الذاتي المغربي.