المغرب يرفض كل الحلول والأفكار الهادفة إلى تهجير أو ترحيل الفلسطينيين ويعتبر استمرار الحرب في غزة تهديدا للدول المجاورة

0
350

القاهرة – انطلقت في مصر قمة بشأن أزمة غزة اليوم السبت في محاولة لتجنب حرب إقليمية أوسع نطاقا، لكن من المتوقع أن يواجه زعماء الشرق الأوسط وأوروبا المشاركون صعوبة في الاتفاق على موقف مشترك حيال الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال دبلوماسيان إن إصدار بيان مشترك للقمة ليس مرجحا بسبب الحساسيات المتعلقة بأي دعوات لوقف إطلاق النار وما إذا كان سيتضمن ذكر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في افتتاح القمة “نحن أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بما يهدد استقرار المنطقة .. لذلك وجهت لكم الدعوة اليوم”، مطالبا بـ”الوقف الفوري للحرب”.

وأعلن عن مساع عربية للتوافق على خارطة طريق بشأن فلسطين “تبدأ بإرسال مساعدات إغاثية، ثم وقف إطلاق نار، وصولا لدولة فلسطينية مستقلة”.

وقال “وجهت لكم الدعوة اليوم لنناقش معا ونعمل على التوصل إلى توافق محدد، على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام من خلال عدة محاور”.

وأضاف “تبدأ تلك المحاور بضمان التدفق الكامل والآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، وتنتقل فوراً إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار”.

وتتمثل الخطوة الثالثة، وفق الرئيس المصري، في “البدء العاجل في مفاوضات لإحياء عملية السلام، وصولا لإعمال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة جنبا إلى جنب مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولية”.

وأكد أن خارطة الطريق تشمل “العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها بشكل كامل في الأراضي الفلسطينية”.

وأضاف أن “تصفية القضية الفلسطينية دون حل لن يحدث على حساب مصر أبدا”.

وقال ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن المغرب يرفض كل الحلول والأفكار الهادفة إلى تهجير أو ترحيل الفلسطينيين من أرضهم وتهديد الأمن القومي للدول المجاورة.




وأكد بوريطة، اليوم السبت بالقاهرة، أن المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، متشبثة بخيار السلام وأهمية تحقيق الاستقرار والرخاء والازدهار لجميع الشعوب، مبرزا استعداد المملكة بتنسيق مع جميع الشركاء، للانخراط في تعبئة دولية لوضع حد للوضع المأساوي والخطير في غزة.

وأضاف أن المملكة المغربية تتمنى أن تبعث هذه القمة بخمس رسائل رئيسية للمجتمع الدولي، أولها الدعوة إلى خفض التصعيد وإلى حقن الدماء ووقف الاعتداءات العسكرية، وتجنيب المنطقة ويلات الصراع الذي قد يقضي على ما تبقى من فرص وآمال السلام والاستقرار.

وشدد أن الرسالة الثانية هي الحاجة الملحة لحماية المدنيين وعدم استهدافهم وذلك وفق مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقيم الانسانية المشتركة، بينما تتمثل الرسالة الثالثة في ضرورة السماح لإيصال المساعدات الانسانية بسرعة وانسيابية وبكمية كافية لساكنة قطاع غزة.

أما الرسالة الرابعة، فهي رفض كل الحلول والأفكار الهادفة إلى تهجير أو ترحيل الفلسطينيين من أرضهم وتهديد الأمن القومي للدول المجاورة.

وخلص إلى أن الرسالة الخامسة هي الحاجة إلى إطلاق عملية سلام حقيقية تفضي الى حل الدولتين، دولة فلسطينية على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل.

وتسببت اشتباكات على حدود إسرائيل مع لبنان ومحاولة شن مسلحين مدعومين من إيران هجمات في أماكن أخرى في تأجيج مخاوف إزاء اتساع دائرة الصراع، وبالتحديد إذا ما أودى الاجتياح البري بحياة كثيرين، في الوقت نفسه الذي يؤجج تزايد المضايقات المعادية للإسلام والمعادية للسامية في أنحاء العالم مخاوف أمنية في دول كثيرة.

وقال الرئيس السيسي الأربعاء إن ملايين المصريين سيعارضون أي تهجير قسري للفلسطينيين إلى سيناء، مضيفا أن أي تحرك من هذا النوع سيحول شبه الجزيرة إلى قاعدة لشن هجمات على إسرائيل.

ويعكس موقف مصر مخاوف عربية إزاء احتمال فرار الفلسطينيين مجددا أو إكراههم على ترك منازلهم بشكل جماعي مثلما حدث في النكبة عام 1948 مع إعلان قيام إسرائيل.