“البعثة الرمضانية المغربية إلى هولندا: دبلوماسية دينية تعزز الروابط الثقافية والروحية بين المغرب والمهاجرين”

0
168

في إطار تعزيز الروابط الثقافية والدينية بين المغرب والمغتربين المغاربة، تصل البعثة الرمضانية المغربية إلى هولندا بمناسبة شهر رمضان المبارك لعام 2025. هذه البعثة، التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب بالتعاون مع مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، تهدف إلى دعم الجالية المغربية في الحفاظ على هويتها الدينية والثقافية، وتعزيز قيم التسامح والتعايش في المجتمعات المضيفة.

ولكن، ما هي الأبعاد الحقيقية لهذه المبادرة؟ وهل يمكن اعتبارها جزءًا من استراتيجية أوسع للدبلوماسية الدينية المغربية؟

البعثة الرمضانية: أهدافها ودورها في تعزيز الهوية الدينية
البعثة الرمضانية تعد واحدة من أبرز المبادرات التي تقوم بها المملكة المغربية لدعم المغاربة المقيمين في الخارج، خاصة في شهر رمضان الذي يعتبر من أهم المناسبات الدينية لدى المسلمين. تهدف البعثة إلى توفير الدعم الروحي والتعليمي للمغاربة في هولندا، من خلال إرسال أئمة وخطباء لقيادة الصلوات وإلقاء الدروس الدينية.

ولكن، ما هي الآليات التي تعتمدها البعثة لتحقيق هذه الأهداف؟ وهل يمكن أن تسهم هذه المبادرات في تعزيز الاندماج الاجتماعي للمغاربة في المجتمعات المضيفة؟

الدبلوماسية الدينية: المغرب نموذجًا
المغرب، بوصفه دولة إسلامية ذات تراث ديني غني، يعتمد على الدبلوماسية الدينية كأداة لتعزيز صورته الدولية وبناء جسور التواصل مع الجاليات المغربية في الخارج. من خلال إرسال البعثات الرمضانية، يسعى المغرب إلى ترسيخ قيم الاعتدال والتسامح التي تميز الإسلام المغربي.

ولكن، كيف يمكن لهذه الدبلوماسية الدينية أن تسهم في تحسين صورة الإسلام في الغرب؟ وهل يمكن أن تكون هذه المبادرات نموذجًا لدول إسلامية أخرى؟

السياق الهولندي: تحديات وفرص
هولندا، التي تستضيف جالية مغربية كبيرة، تشهد حوارًا مستمرًا حول قضايا الاندماج والهوية الدينية. في هذا السياق، تأتي البعثة الرمضانية كفرصة لتعزيز التفاهم المتبادل بين الجالية المغربية والمجتمع الهولندي.

ولكن، ما هي التحديات التي قد تواجه هذه البعثة في مجتمع متعدد الثقافات مثل هولندا؟ وهل يمكن أن تسهم هذه المبادرة في تخفيف حدة التوترات الثقافية والدينية؟

الأسئلة المطروحة: نحو فهم أعمق للبعثة الرمضانية

  • ما هي الآليات التي تعتمدها البعثة الرمضانية لتحقيق أهدافها الروحية والتعليمية؟

  • كيف يمكن للدبلوماسية الدينية أن تسهم في تعزيز صورة المغرب كدولة إسلامية معتدلة؟

  • ما هي التحديات التي قد تواجه البعثة في مجتمع متعدد الثقافات مثل هولندا؟

  • هل يمكن أن تكون هذه البعثة نموذجًا لدول إسلامية أخرى تسعى إلى دعم جالياتها في الخارج؟

التحليل النقدي: إيجابيات وتحديات
في حين أن البعثة الرمضانية تعكس التزام المغرب بدعم جالياته في الخارج، إلا أنها تطرح أيضًا تساؤلات حول فعالية هذه المبادرات في تحقيق أهدافها. فهل يمكن لهذه البعثة أن تسهم في تعزيز الاندماج الاجتماعي للمغاربة في هولندا؟ أم أنها قد تعزز الانعزالية الثقافية؟ بالإضافة إلى ذلك، كيف يمكن قياس تأثير هذه المبادرات على المدى الطويل؟

بعثة إلى 14 دولة

ومنذ عام 1992، تقدم مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج (رسمية) مواكبة دينية للمغتربين المغاربة طوال شهر رمضان.

وبمناسبة رمضان الحالي، قالت المؤسسة في بيان: “على غرار السنوات الماضية، أوفدت المؤسسة بعثة مكونة من 274 جامعيا وواعظا ومقرئا من أجل إلقاء المحاضرات وممارسة الأنشطة الدينية طيلة شهر رمضان”.

وجرى إرسال هؤلاء المبعوثين إلى فرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وكندا والولايات المتحدة والسويد والدنمارك وبريطانيا والمجر والنرويج وأيسلندا، بحسب البيان.

ومنذ تأسيسها عام 1990، تشرف المؤسسة على تسيير عدد من المواضيع المرتبطة بالمغتربين المغاربة في الخارج في المجالات الدينية والثقافية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية.

وقالت أسماء إن “هذه البعثة تهدف التأطير الديني بشكل خاص، والمعرفي بشكل عام”.

وتابعت أن “التأطير الديني يحقق مبتغاه من خلال التجربة والاحتكاك، والوقوف على احتياجات الجالية المغربية بالخارج والجالية المسلمة بشكل عام”.

وختمت بأن “المغتربين بحاجة إلى أمور تتلخص في مهارات تواصلية وفقه الحياة بشكل عام، بالإضافة إلى الاشتغال على الجانب الروحي. والبعثة الدينية تهدف إلى دعم الجانب الروحي والبعد الإحساني من الدين”.

خاتمة:
البعثة الرمضانية المغربية إلى هولندا تعكس استراتيجية دبلوماسية دينية تسعى إلى تعزيز الروابط الثقافية والروحية بين المغرب والمغتربين المغاربة. في حين أن هذه المبادرة تقدم فرصًا كبيرة لتعزيز الهوية الدينية والاندماج الاجتماعي، إلا أنها تطرح أيضًا تحديات تحتاج إلى معالجة.

في النهاية، يبقى السؤال الأكبر: هل يمكن لهذه البعثة أن تكون نموذجًا ناجحًا للدبلوماسية الدينية في عالم متعدد الثقافات؟

تحليل نقدي متوازن:
في حين أن البعثة الرمضانية تعكس التزام المغرب بدعم جالياته في الخارج، إلا أنه من الضروري مراقبة تأثير هذه المبادرات على المدى الطويل. فالدبلوماسية الدينية ليست مجرد إرسال بعثات، بل هي عملية معقدة تتطلب فهمًا عميقًا للسياقات الثقافية والاجتماعية للمجتمعات المضيفة. كما أن نجاح هذه المبادرات يعتمد على قدرتها على تعزيز الاندماج الاجتماعي دون تعزيز الانعزالية الثقافية.