زعيم البوليساريو من المشفى إلى المحكمة للتحقيق في جرائم تعذيب وخطف

0
274

استدعى القضاء الإسباني، زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، إبراهيم غالي، الموجود حاليا في مستشفى في لوغرونيو بإسبانيا، حتى يمثل اليوم الأربعاء، في قضية تتعلق بالاختطاف والتعذيب. 

مدريد – وسائل إعلام تكشف أن السلطات في مدريد اتخذت إجراءات تضمن عدم مغادرة إبراهيم غالي للأراضي الاسبانية حتى تتم محاكمته استنادا إلى شكوى قدمها صحراويون يتهمونه فيها وآخرين من قادة الجبهة الانفصالية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ذكرت تقارير إعلامية أن القضاء الاسباني وجه استدعاءات لكل من الأمين العام لجبهة البوليساريو ابراهيم غالي وثلاثة مسؤولين آخرين من الجبهة الانفصالية بناء على دعوى قضائية مقدمة ضدهم بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ويوجد غالي في إحدى المستشفيات الاسبانية بعد نقله من الجزائر إلى مدريد لتلقي العلاج على اثر إصابته بفيروس كورونا، فيما أثار وجوده في اسبانيا غضب المغرب، لكن يُرجح أن يكون سافر إليها بجواز سفر جزائري.

وذكرت إذاعة مونتكارلو الدولية نقلا عن وسائل إعلام اسبانية، أن قاضي التحقيق في مدريد سانتياغو بيدراز غوميز، أمرا بالاستماع إلى غالي ورفاقه الثلاثاء استنادا للدعوى التي رفعها المعارض السياسي للبوليساريو الفاضل بريكة والَتي اتهم فيها زعيم الجبهة الانفصالية بـ”الاختطاف التعسفي والاعتقال والتعذيب”.

وبريكة حاصل على الجنسية الإسبانية ويخول له القانون مقاضاة غالي وآخرين من قادة الجبهة أمام القضاء الاسباني.

وبحسب المصادر ذاتها، تم الشروع في إجراءات تضمن عدم تمكن إبراهيم غالي من مغادرة الأراضي الاسبانية قبل تقديمه للمحاكمة، وهي معلومات أكدتها وسائل إعلام محلية.

وذكرت وسائل إعلام اسبانية أنه تم توجه استدعاءات لعدد آخر من قادة الجبهة تشمل سيد أحمد البطل وبشير مصطفى سيد، في عدة شكاوى قدمتها “الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان (أساديه)”.

وتعليقا على الموضوع، قال أحمد نور الدين، الخبير في قضايا شمال إفريقيا والمختص في قضية الصحراء “إسبانيا وضعت نفسها أمام اختبار صعب. واستقبالها لابراهيم غالي بأوراق مزورة ثُم استدعاؤه للمثول أمام المحكمة بعد كل هذه الضجة، يجعلنا نطرح عدة تساؤلات حول فصل السلط واستقلال القضاء في إسبانيا. الموضوع برمته ومنذ البداية وضع مصداقية الديموقراطية الإسبانية على المحك. وجعلنا نتساءل إن كانت السلطة التنفيذية تتحكم في القضاء”.

لازالت بعض الشكوك تحوم حول استدعاء القضاء الإسباني لزعيم البوليساريو، فبعدما أكدت وسائل إعلام محلية من بينها وكالة الأنباء “إيفي” خبر الاستدعاء بعد تريث، خرجت اليوم برواية أخرى.

وقالت وكالة الأنباء الإسبانية ووكالة أوروبا برس، إن قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية الإسبانية أمر بالتحقق فيما إذا كان زعيم البوليساريو يوجد على الأراضي الإسبانية بهوية وأوراق مزورة قبل أن يقرر في مسألة استدعائه.

وذكرت المصادر أن قاضي المحكمة المركزية “رقم 5” لم يرفض من حيث المبدأ استدعاء إبراهيم غالي قصد التحقيق معه في التهم الموجهة إليه، بناء على طلب الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، بعد علمه بذلك؛ فيما تم توجيه الاستدعاء فعلاً إلى خمسة أعضاء من جبهة البوليساريو، من بينهم قياديون. 

احتج عدد من النشطاء مغاربة مقيمين في الديار الاسبانية، اليوم الأربعاء،في العاصمة الاسبانية.

من جانب آخر، أكدت الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب “أكافيتي” في بيان لها، أن “إبراهيم غالي زعيم الانفصاليين متهم بارتكاب اغتيالات في حق عمال كناريين في منطقة الصحراء، فضلا عن كونه المسؤول الذي أمر بتنفيذ عمليات الاغتيال والخطف الجماعي والاختفاء في حق البحارة الكناريين في أعالي البحار أثناء الحرب خلال الفترة الممتدة ما بين 1973 حتى نهاية 1986”.

وصدرت مذكرة توقيف في حق إبراهيم غالي من قبل السلطات الإسبانية في العام 2008، وفي العام 2013 وجهت إليه المحاكم الإسبانية لائحة اتهام طويلة.

وكان المغرب قد ندد بشدة بسماح اسبانيا لكبير الانفصاليين بدخول أراضيها، حيث قال وزير الخارجية ناصر بوريطة في تصريح سابق لوكالة الأباء الاسبانية ‘ايفي’ إن المملكة “لا تزال تنتظر ردا مرضيا ومقنعا من الحكومة الإسبانية حول قرارها السماح بدخول زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي لتلقي العلاج”.

وعبر عن استنكار المغرب لموقف الحكومة الاسبانية من استقبال غالي، مشيرا إلى أنه “ملاحق من قبل العدالة الإسبانية على خلفية جرائم الإبادة والإرهاب”. وتساءل “هل تريد إسبانيا التضحية بعلاقاتها مع المغرب بسبب إبراهيم غالي؟”.